أكدت الإمارات رفضها "تأجيج" الأزمة العراقية و"التهديد العسكري الأميركي للعراق". وتلقى رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رسالة من الرئيس بيل كلينتون، واتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي سليمان ديميريل. وأجرى اتصالاً بالرئيس حسني مبارك. وركزت هذه الاتصالات على أزمة العراق مع الأممالمتحدة والسعي إلى تجنيب هذا البلد ضربة عسكرية ستكون لها نتائج وخيمة على العراق واستقرار المنطقة وأمنها. وتسلم رسالة كلينتون الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الذي اجتمع في أبو ظبي أمس مع السفير الاميركي لدى الإمارات ديفيد ليت. ولفت مراقبون في أبو ظبي إلى أن رسالة كلينتون الى الشيخ زايد جاءت بعد سلسلة انتقادات وجهها مسؤولون في الإمارات، للتصعيد في الأزمة ومعارضتهم توجيه ضربة عسكرية للعراق. وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات الشيخ سلطان بن زايد بعد يوم على تأكيد المجلس معارضته توجيه ضربة للعراق، أن "تأجيج الأزمة يعتبر مظهراً غير مقبول". وتابع عقب اجتماعه في أبو ظبي أمس مع مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ريتشارد مورفي: "لن نقبل التهديد العسكري الأميركي ضد العراق ونرى أن تحل مسألة المفتشين الدوليين بالطرق الديبلوماسية". ولفت الشيخ سلطان إلى أن موقف الإمارات من الأزمة يستند إلى "توحيد الصف العربي ونبذ الخلافات وعودة العراق إلى مكانته الطبيعية". إلى ذلك أعرب رئيس دولة الإمارات عن أمله بأن تنجح الجهود الديبلوماسية المبذولة لاحتواء الأزمة في تجنيب العراق ضربة عسكرية. وأكد ناطق رسمي أن الشيخ زايد وديميريل بحثا في الاتصال الهاتفي ليل الاثنين - الثلثاء في المساعي الجارية لتطويق الأزمة واحتوائها. وأشار مراقبون إلى أن الاتصال يأتي في وقت تتزايد مخاوف عربية من احتمال استغلال تركيا للأزمة وتحقيق أغراض لها في شمال العراق. وأبلغ الشيخ زايد ديميريل أنه يأمل بأن تسفر الجهود الديبلوماسية عن انفراج في الأزمة، يجنب المنطقة الأخطار التي يمكن أن تنجم عن المضاعفات. ويتوج موقف الشيخ زايد سلسلة مواقف إماراتية ترفض أي إجراء عسكري ضد العراق وتنتقد واشنطن لتعاملها بمعايير "مزدوجة" مع أسلحة الدمار الشامل في العراق واسرائيل. وأفادت مصادر في أبو ظبي أن الإمارات حضت تركيا على انتهاج سياسة من شأنها دعم المبادرات السلمية لحل الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة.