ابو ديس الضفة الغربية، غزة، أ ف ب، رويترز - دمر الجيش الاسرائيلي أمس الاثنين مخيماً يسكنه بدو فلسطينيون في الضفة الغربية من أجل توسيع مستوطنة معالي ادوميم اليهودية القريبة من القدس. واحتجت السلطة الوطنية الفلسطينية على مصادرة اسرائيل الأراضي وتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وقال صلاح بدر مسؤول الارتباط الفلسطيني مع الجانب الاسرائيلي في بلدة ابو ديس، الى الشرق من القدس، ان الجيش الاسرائيلي "أجلى بالقوة نحو 200 شخص من عرب الجهالين ورحلهم الى جهة غير معلومة". وأفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" ان العسكريين الاسرائيليين طوقوا مضارب عرب الجهالين ثم قاموا بتحميل أغراض نحو 35 عائلة منهم في شاحنات. وعلى الاثر قامت الجرافات بجرف الأكواخ والخيم. وتدعي اسرائيل ان جميع سكان هذا المخيم تلقوا أوامر باخلائه لكنهم لم ينفذوها. لكن سليمان مزارة، وهو أحد مشايخ قبيلة الجهالة قال: "لم يبلغونا بشيء. يريدون اجلاءنا جميعاً. لقد عشنا في هذه المنطقة منذ الخمسينات". ويقول البدو انهم عاشوا على تلك الأرض منذ ان أجبرتهم اسرائيل على ترك منازلهم في صحراء النقب عام 1950 ودفعت بهم الى الضفة الغربية التي كانت جزءاً من الأردن قبل ان تحتلها الدولة العبرية في حرب عام 1967. ومنع الجيش الاسرائيلي مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني من دخول المنطقة حيث كان يريد التعبير عن احتجاجه. وقال الحسيني أمام مكتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اريحا للصحافيين: "انه وضع مأسوي وما تقوم به الحكومة الاسرائيلية غير مقبول اطلاقاً … كيف يمكن ان نقنع شعبنا بأن اسرائيل تريد السلام؟". وسبق للجيش الاسرائيلي ان دمر عشرات الأكواخ التي يسكنها هؤلاء البدو، وهم من قبيلة الجهالين، من أجل توسيع مستوطنة معالي ادوميم أكبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وصرح بيتر ليرنر الناطق باسم السلطة العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بأن عمليات اجلاء البدو تتم بعد ان رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية التماسهم المقدم ضد قرار الاجلاء. وأضاف: "البدو استوطنوا وبنوا على أرض مملوكة للدولة. لقد تلقوا أوامر بترك المنطقة ولم يستجيبوا فكان علينا ان ننفذ الأمر بانفسنا". واتهمت السلطة الفلسطينية أمس اسرائيل بالعمل على مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات اليهودية بدلاً من السعي الى استئناف عملية السلام. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة "فرانس بريس" انه بعث برسالة بهذا الخصوص الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه. وقال عريقات: "قلت لداني نافيه انه في الوقت الذي كنا نجتمع فيه في واشنطن لبحث كيفية اعادة عملية السلام الى مسارها، كانت المستوطنات الاسرائيلية تتوسع والأراضي تصادر والبيوت تهدم". وكان مفاوضون فلسطينيون واسرائيليون اجروا برعاية الادارة الأميركية محادثات في واشنطن الأسبوع الماضي في محاولة جديدة لدفع مسار السلام الفلسطيني الاسرائيلي المتعثر، لكن من دون تحقيق نتائج. وأضاف: "أشرت له في الرسالة الى ان اسرائيل صادرت منذ بداية العام الحالي 4500 دونم من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة … ووسعت مستوطنات وهدمت منازل". وقال عريقات "حذرت نافيه من ان استمرار هذه الممارسات سيبقي عملية السلام خارج اطارها الطبيعي وأنه يتوجب وقفها فوراً". وأضاف عريقات انه بعث رسائل مماثلة الى المبعوثين الخاصين الأميركي دنيس روس والأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس والى ممثلي الدول الأوروبية والآسيوية وأميركا اللاتينية واستراليا وكندا واليابان.