اجرى وزير الخارجية الالماني كلاوس كينكل محادثات في بانيالوكا امس الاثنين مع زعماء صرب البوسنة ورؤساء الطوائف الدينية وجاء ذلك في وقت شرعت التنظيمات النازية في التلويح بقوتها في كرواتيا وتصاعدت تهديدات المتطرفين الصرب للمصالح الالمانية. وأفاد تلفزيون بانيالوكا ان الوزير الالماني اجتمع مع كل من رئيسة الجمهورية الصربية بيليانا بلافيتش ورئيس حكومتها ميلوراد دوديك و"اشاد بالتحولات التي شهدتها الجمهورية اخيراً ووفرت مجالات التعاون الصربي مع مسيرة السلام البوسنية التي ينفذها المجتمع الدولي ما أفسح في المجال لمساهمة المانيا بشكل رئيس في تلبية حاجات الجمهورية الصربية الى انواع المساعدات الاقتصادية". وأوضح ان بلاده "ستقدم مساعدات سخية للاطراف والمدن البوسنية التي ترفع العراقيل القائمة امام عودة اللاجئين". كما اجتمع كينكل مع كبار رجل الدين الارثوذكس والمسلمين والكاثوليك في بانيالوكا"وحضهم على استخدام نفوذهم في ازالة الضغائن ونشر التسامح". واعتبر التلفزيون زيارة كينكل لبانيالوكا من دون اي منطقة بوسنية اخرى "دليل على تأييده لقيادة الجمهورية الصربية والنهج الصبائب الذي تسلكه". النازيون والصرب من جهة اخرى، نشطت التشكيلات النازية في كرواتيا التي عملت خلال الحرب العالمية الثانية باسم "الاوستاش" الثوار والتي تعمل حالياً بصورة شرعية داخل "حزب الحق الكرواتي". وقام حوالى 800 من انصار المتطرفين هؤلاء بقيادة زعيمهم انتي جابتش باستعراض للقوة في مدينة فوكوفار في سلافونيا الشرقية بعد ظهر أول من أمس الاحد. وتجولوا في اكثر من مئة سيارة وحافلتين وهم يرفعون الشعارات التي تطالب ب "كرواتيا الكبرى النقية" ورددوا اغانيهم وأناشيدهم التي تمجد "دولة كرواتيا الحرة" التي قامت بفضل الاحتلال النازي للبلقان خلال الحرب الثانية. واشتملت تظاهرة هؤلاء النازيين على مهرجان خطابي قرب مدينة فوكوفار ووضع اكاليل الزهور على قبور "شهدائهم". واطلقوا تهديدات للسكان الصرب والمسؤولين الدوليين بوجوب الجلاء سريعاً عن اراضي الكروات. وأعلن وزير داخلية كرواتيا يوشكو موريتش انه تم رفع دعاوى قضائية "ضد المشاركين في انتهاك الامن والاخلال بالنظام واستفزاز المواطنين والمبعوثين الدوليين". وفي صربيا، اصدرت منظمة الكف الاسود بياناً دعت فيه الى ضرب المصالح الالمانية في جميع اراضي الصرب "لأن الالمان يسعون الى فصل كوسوفو والسنجق وفويفودينا وتدمير الصرب في صربيا والبوسنة". وذكرت مجلة "فوكس" الصادرة في بلغراد ان السفارة الالمانية في يوغوسلافيا تلقت تهديدات من منظمة "الكف الاسود". ونصحت السفارة الرعايا الالمان الموجودين في صربيا بالتزام الحذر. يذكر ان منظمة "الكف الاسود" الصربية تأسست مطلع القرن التاسع عشر لمقاومة الوجود العثماني، لكنها استمرت تعمل بأهدافها المتطرفة بعد استقلال صربيا وقامت في 29 أيار مايو 1903 باقتحام القصر الملكي في بلغراد وقتلت الملك الكسندر الذي ينتمي الى اسرة اوبرينوفيتش التي هادنت العثمانيين ونصبت مكانه بيتار من احفاد الثائر المتشدد كاراجورجه كاراجورجيفيتش. وتميزت الكف الاسود بأنها الجماعة الاكثر عنفاً وفتكاً في قوات "التشيتنيك" المحاربين الصرب خلال الحرب العالمية الثانية. وبرزت في عمليات التطهير العرقية البوسنية ونسبت اليها هجومات عدة ضد القوات الدولية خلال العام الماضي.