خفف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من لهجته حيال أحزاب في المعارضة وفي مقدمها الحزب الاشتراكي وأحزاب تؤيده، منها التنظيم الوحدوي الناصري ومن وصفهم بالملكيين بعد سلسلة من الانتقادات العنيفة التي وجهها الرئيس صالح الى تلك الأحزاب وآخرها خطابه الشديد اللهجة أول من أمس في محافظة تعز. ويقوم الرئيس اليمني بزيارة تفقدية لعدد من مناطق هذه المحافظة في اطار جولته التفقدية الدورية لمختلف المحافظات اليمنية. ودعا، في خطاب جماهيري اثناء مهرجان احتفالي امس في منطقة حدنان في محافظة تعز، أحزاباً في المعارضة الى الانعتاق من الماضي والحفاظ على الوحدة الوطنية. وكان مصدر قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني أبلغ "الحياة" في صنعاء أمس ان بيان المكتب السياسي الذي صدر أول من أمس وندد بما وصفه بالهجوم الظالم على الحزب وأعضائه من قبل الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، هو آخر رد فعل للاشتراكي حتى وان استمرت الحملات الرسمية ضده. ونفى ان يكون الحزب الاشتراكي أبلغ رسمياً بمنع اعضاء فيه من مغادرة البلاد وقال: "ربما صدرت توجهات جديدة من وزارة الداخلية بإلغاء التوجهات السابقة بمنع قيادات اشتراكية في المكتب السياسي واللجنة المركزية من مغادرة البلاد والتي وصلت معلومات مؤكدة الى الحزب بخصوصها". واضاف المصدر - الذي طلب عدم ذكر اسمه - رداً على تهديدات لجنة شؤون الاحزاب السياسية باتخاذ اجراءات ضد الاشتراكي "ان تلك التهديدات غير مبررة قانونياً ودستورياً واعتبرناها مجرد فقاعات سياسية انطفأت بنفس السرعة التي انطلقت وموقف الحزب منها كان واضحاً في بيان التنديد للمكتب السياسي". وأبدى الرئيس اليمني أسفه لتمسك قوى سياسية بتراث الماضي البغيض والتأثير في عامة الناس من خلال الأفكار الانفصالية والطائفية، وقال في خطابه أمس: "للأسف الشديد لا يزال البعض يستجر الماضي البغيض ويحاول ان يؤثر على الجمهور النقي الذي ينبغي ان نعلمه ونغرس فيه حب الوطن بدلاً من إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية في صفوفه". وطالب السلطة والمعارضة بتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ عليها، وقال: "ينبغي علينا كسلطة وسياسيين وعلماء ومثقفين ان ندعو لتتشابك الايدي والحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها وحمايتها من أي تصدع، أو محاولة للنهش فيها من قبل القوى الانفصالية وأعداء الثورة والجمهورية". وكان الرئيس صالح حمل بشدة على حزبي المعارضة الاشتراكي والناصريين ومن وصفهم بالملكيين أول من أمس وقال إنهم "يمارسون أعمال الهدم والعداء للوحدة وإثارة النعرات القبلية والمذهبية والمناطقية ويتآمرون على الثوابت الوطنية للشعب والوطن". ولم يصدر رد فعل رسمي من قبل التنظيم الوحدوي الناصري أحد أبرز أحزاب المعارضة.