شارك أكثر من 400 طالب يدرسون في الجامعات السورية أخيراً في معرض صور في المتحف الوطني في دمشق، عنوانه "الحياة تحت الاحتلال الاسرائيلي"، والمعرض برعاية وزيرة الثقافة السورية الدكتور نجاح العطار بالتعاون مع السفير البريطاني في دمشق باسيل ايستوود ورئيس مجلس دعم التفاهم العربي - البريطاني السير سيريل تاونسيد في المتحف الوطني في دمشق. ولم يكن السير تاونسيد ابرز الداعمين للمعرض يتوقع حجم المعاناة في الاراضي السورية المحتلة حتى رأى الدمار الذي خلفه الإسرائيليون في القنيطرة المحررة وشاهد صورة حية عن حجم المأساة في الجولان عندما تحدث مع اهل الطلاب في الجولان المحتل عبر مكبرات الصوت. ضم المعرض قسمين من الصور، الأول بالأبيض والأسود قدمه مجلس دعم التفاهم، والصور التقطها في العام 1991 مصور هولندي وتم عرضها في لندن بمشاركة جميع السفارات العربية، وعبرت عن حياه "الجولانيين" في الاراضي المحتلة واجراءات سلطات الاحتلال ضدهم من عمليات قتل وقمع واعتقال ومصادرة للاراضي وهدم للمنازل وبناء مستوطنات جديدة على انقاض المنازل المهدمة، وجسدت صور أخرى انتفاضة الجولانيين وتمسكهم بالهوية السورية لا بديل عنها، اضافة الى صور الشهداء والمعتقلين في السجون الاسرائيلية. أما القسم الآخر فهو عبارة عن صور ملونة تعكس الوضع الحالي للجولانيين قدمها الطلاب ابناء الجولان الدراسون في جامعة دمشق، قدمت عن بناء المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة ومصادرة للمياه واستغلال المنطقة سياحياًً. ويقول احد الطلاب المشاركين في المعرض عطا فرحات ان "المعرض يرصد 31 عاماً من تاريخ الجولان في النضال والمقاومة. ولمست اثناء حياتي في الجولان كيف تحاول اسرئيل تهويد المنطقة العربية عن طريق هدم البيوت العربية واقامة مستوطنات باسماء عبرية جديدة"، لافتاً الى ان والده اخبره "ذات يوم ان اسم مستوطنة "الروم" هو"عيون الحجل". وتحدث مدحت صالح احد الهاربين من قمع الاحتلال عن مصادرة المستوطنين لأكثر من 80 في المئة من المياه من الاراضي المحتلة "يستجرونها الى مستوطناتهم التي يقطنها اكثر اليهود عنصرية وتطرفاً يحولون المستوطنات الى جنة حتى يرغب اليهودي بالمجيء اليها" وعلى صعيد التعليم أكد الطالب فرحات ان السلطات الاسرائيلية لا تمنح أي تسهيلات بل على العكس تطلب معدلات عالية جداً حتى لا يدرس العرب في جامعاتهم، إضافة الى ان خريجي الجامعات السورية يخضعون لامتحانات قاسية ومكلفة نحو عشرة آلاف دولار لتعديل الشهادة. وأوضح ان الدراسة الثانوية تتم باللغة العبرية كلغة اساسية "لذلك نخضع لدورة مدتها عام في الجامعات السورية لتعلم اللغة العربية قبل البدء بالتعلم الجامعي"، وزاد: "تدرس في الاراضي المحتلة مادة بالعبرية تدعى "تناخ" تُعنى باللاهوت وتظهر مدى الظلم والقهر الذي تعرض له اليهود في العالم عبر التاريخ". وهناك ثانويتان في كل من مجدل شمس ومسعدة وثلاث مدارس اعدادية في مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا، وابتدائية في كل من بقعاتا ومسعدة وعين قنية والفجر واثنتان في مجدل شمس. ويرتدي طلاب المدارس الثانوية القميص الازرق الفاتح والبنطال الغامق والاعدادية يرتدون القميص الابيض والبنطال الازرق: إنها ألوان العلم الاسرائيلي وهي الزامية للطلاب يعيش نحو 15 ألف سوري في خمس قرى في القسم المحتل من الجولان منذ العام 1967. وبعدما "شكر" الطالب صادق عماشة سنة خامسة طب اسنان الرئيس حافظ الأسد على "المنح التي قدمها لنا"، قال انه سيعمل بعد عودته "طبيباً وسيقوم الأهالي ببناء مستشفى خاص ليتمكن جميع الاطباء من العمل فيه ممن تعيق السلطات الاسرائيلية تعديل شهاداتهم التي حصلوا عليها في سورية".