نفى وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان تكون طائرات أميركية انطلقت من قطر لضرب العراق. لكنه جدد تأكيد وجود قوات أميركية في الدوحة، وقال إن هذا أمر "معروف". ولفت إلى أن واشنطن لم تطلب من قطر استخدام اراضيها وان الدوحة كانت ستسمح بذلك إذا طلبت وفقاً لاتفاق دفاعي بين البلدين. وفوجئ مشاهدون لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ليل الثلثاء - الاربعاء بالوزير يتحدث عبر خط هاتفي بعدما استمع لانتقادات وجهها رئيس تحرير صحيفة "القبس" الكويتية السيد محمد جاسم الصقر، وقال فيها إن طائرات اميركية انطلقت من قطر لمهاجمة العراق. كما وجه نقداً شديداً لقناة "الجزيرة"، ورأى أنها منحازة إلى النظام العراقي، مشيراً إلى أنها أكدت ان طائرات أميركية انطلقت من الكويت لضرب العراق. ولوحظ ان الوزير أبدى ملاحظات انتقادية لمقدم برنامج "الاتجاه المعاكس". وعما ذكره الصقر عن وجود علاقات قطرية - إسرائيلية في مجال النفط، قال الوزير، الذي أوضح أنه يتحدث بصفته مواطناً، ان بلاده تحدثت أكثر من مرة عن العلاقة مع إسرائيل وليس هناك جديد في ما ذكره رئيس تحرير "القبس". وأضاف ان النفط العربي كان يباع لإسرائيل وجنوب افريقيا أيام النظام العنصري عن طريق وسطاء، وتساءل: "لماذا لا يكون التعامل مباشرة مع إسرائيل طالما نعرف ان هناك وسطاء ينقلون البترول إليها ويستفيدون من فارق السعر"؟ واعتبر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان ليست هناك جدوى الآن من عقد قمة عربية، وقال: "هل نعقد قمة لنتباكى على ما حدث ضرب العراق أم لنؤكد للعالم أن الوضع العربي مهلهل"؟ لكنه اعتبر ان دعوة اليمن إلى القمة "صادقة ونبيلة". من جهة اخرى رفضت الجامعة العربية تبريرات واشنطن لضرب العراق عسكرياً، وابلغ الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد السفير الاميركي دانيال كيرتزر باحتجاج الجامعة ودولها الاعضاء على الضربات الجوية والصاروخية التي تعرضت لها الاراضي العراقية. وكان عبدالمجيد التقى كيرتزر امس في مقر الجامعة واستمع الى تبريرات واشنطن، وقال عبدالمجيد ان "العقل والمنطق والاخلاق لا يمكن ان تقبل ضرب شعب العراق وزيادة معاناته"، ولفت الى انه ابلغ السفير كيرتزر "مخالفة الموقف الاميركي لقرارات الشرعية الدولية وحرص الجامعة على تسوية الخلافات بالطرق والوسائل السلمية". وخرج السفير الاميركي رافضاً الخوض في تفاصيل اللقاء، مكتفياً بالقول: "بحثنا الوضع في العراق" وبالنسبة الى عقد قمة عربية اوضح ان عقدها قرار عربي متروك للعرب ولا علاقة للاميركيين به.