تقوم جمعية اسرائيلية منذ اسابيع عدة بالتجوال في الدول الأوروبية في حملة تجنيد للخدمة في الجيش الاسرائيلي. وانتقل نشاط هذه الجمعية هذه المرة الى الدول الاسكندنافية في شمال اوروبا. اذ تقوم الجمعية التي تسمى "سار آل" اختصاراً لاسمها بالعبرية Sherut Le Yisrael اي "في خدمة اسرائيل" بالتجوال من الدنمارك الى النروج الى السويد وتشجع مواطنين هناك، لتقديم طلبات تطوع للخدمة في الجيش الاسرائيلي وخدمة "الوطن اليهودي". ويوجد المركز الرئيسي للجمعية في تل أبيب ولها 20 فرعاً في دول مثل الولاياتالمتحدة وجنوب افريقيا ونيوزيلندا ودول اوروبية وجنوب اميركية اخرى. تأسست "سار آل" في العام 1982 اي سنة الاجتياح الاسرائيلي للبنان، ويشرف عليها قائد وحدة مظليين سابق في الجيش الاسرائيلي هو الدكتور اهارون دافيدي. واستطاعت "سار آل" منذ تأسيسها تجنيد اكثر من ثمانين الف شخص من دول مختلفة، وصار 6 في المئة منهم مواطنين اسرائيليين. ممثل جمعية "سار آل" في اسكندنافيا هنري غلوكسمان موجود في النروج حالياً للقيام بحملة تجنيد لليهود النروجيين في بادئ الأمر ومن ثم الاشخاص الآخرين غير اليهود. وتقول جريدة "فورت لاند" النروجية ان "سار آل" نجحت حتى الآن في تجنيد 500 شخص نروجي من الذين خدموا في وحدة قوات الطوارئ الدولية لحفظ السلام في الجنوب اللبناني، مما أثار غضب المسؤولين في وزارة الدفاع وأدى ذلك الى توقيف عمل "سار آل" في اوسلو حيث تقوم الآن لجنة مصغرة من الوزارة بالتحقيق بالأمر. وفي اتصال لي مع وزارة الدفاع النروجية قال الناطق الاعلامي باسم الوزارة رينار تودوك ان اللجنة ستقوم في القريب العاجل بالتحقيق في الأمر واذا ثبت فعلاً ان تلك الجمعية جندت جنود قوات طوارئ سابقين فسيمتد التحقيق الى وزارة العدل التي ستقوم بالدور القانوني. ومن المعروف انه يوجد قانون في النروج يمنع الافراد او الجمعيات من القيام بعمليات تجنيد لصالح دولة اجنبية. ويقوم شخص نروجي كان من الذين خدموا في قوات الطوارئ في الجنوب اللبناني، اسمه توري هانسون، مقيم في اوسلو بمساعدة مندوب "سار آل" على ترويج اهداف الجمعية. وفي حديث لي معه قال هانسون انه يسعى الى تجنيد أكبر عدد ممكن من النروجيين الذين عملوا في قوات الطوارئ في لبنان اثناء خدمته. ويشرح هانسون ان من الافضل للذين خدموا في قوات الطوارئ ان يتجندوا لحساب الجيش الاسرائيلي على ان يضيعوا في النظام البيروقراطي النروجي او ان يكونوا عاطلين عن العمل. لكن ممثل "سار آل" غلوكسمان يدعي ان الاشخاص الذين يلتحقون بالخدمة لا يرسلون الى الجنوب اللبناني ولا يدفع لهم اي تعويض مالي سوى أجرة السفر والاقامة. ويشرح غلوكسمان ان الغرض من تجنيد هؤلاء لفترة ثلاثة اسابيع في بادئ الأمر ما هو الا تمهيد لترغيبهم في البقاء في اسرائيل والقيام بخدمة فعلية طويلة الأمد. ولكن محاولة تلك الجمعية العمل على التجنيد في اسكندنافيا بدأت تولد ردود فعل سلبية في الاوساط المحلية. فالنروج على رغم العلاقات الودية مع اسرائيل هي دولة محايدة، ومن شأن حدوث عمليات تجنيد على ارضها ان يضر بسمعتها دولياً، بخاصة وانها من القوى العاملة في قوات الطوارئ الدولية. ومن المعروف ان القوات النروجية التي عملت في الجنوب اللبناني لفترة 20 سنة وغادرته منذ اسابيع وحلت مكانها قوات هندية، تأقلمت عناصرها مع اهل الجنوب وتزوج بعضهم من فتيات لبنانيات. وينبع قرار السلطة النروجية توقيف "سار آل" من خوف النروج على سمعتها ولهذا اتخذت السطات المحلية خطوات سريعة للحد من نشاط تلك الجمعية التي تضارب عملها مع القانون النروجي. ولكن هذا التوقف لن يمنع تلك الجمعية من العمل على التجنيد عبر افراد وفي صورة سرية وبعيداً عن عيون الصحافة. وعلى رغم ان "سار آل" اتت اخيراً الى النروج يوجد في اوسلو اشخاص كانوا قد خدموا في جيش اسرائيل عبر تلك الجمعية ومنها المحامي النروجي، تورغل دال، وهو اب لثلاثة اولاد في الثالثة والخمسين من عمره. وتجند تورغل في العام 1995 ووضع في بادئ الأمر في مركز لصيانة الدبابات ومن ثم تنقل من مركز عسكري الى آخر، وعندما سألته لماذا يقوم بهذا العمل قال انه يؤمن باسرائيل ولهذا يرغب في مساعدتها. تورغل وضع صفحة له في الشبكة الالكترونية انترنت وينشر عبرها معلومات عن طرق التجنيد وينشر ايضاً صوراً لنفسه مرتدياً البزة العسكرية للجيش الاسرائيلي. ومما يكتبه تورغل في صفحته: "يمكنك ان تخدم ثلاثة اسابيع في اي مركز عسكري اسرائيلي حيث يمكنك ان تقوم بتنظيف الاسلحة للجيش او العمل في المطبخ او المغسل او في مراكز الصيانة". وعلى رغم ان نشاط الجمعية واجه فشلاً في بدايته في النروج فان ممثلها لن يتوقف عند هذا الحد بل سيقوم برحلة الى السويد عما قريب للقيام بحملة تجنيد هناك. ويقول انه سيقوم برحلة الى السويد بعد عيد الميلاد لتأسيس فرع لتك الجمعية في ستوكهولم ويدعي انه لن يواجه اي صعوبة قانونية في العمل في السويد. ولكن هناك قانوناً يمنع اي شخص او مجموعة او اي جهة كانت من القيام بتجنيد مواطنين سويديين للخدمة الحربية في جيش اجنبي. ومن المتوقع ان يحاول غلوكسمان التحايل على القانون السويدي بادعائه انه لا يجند للخدمة الحربية. فهو يرغب في تجنيد يهود في بادئ الامر للخدمة في مراكز للصيانة وغير اليهود في المستشفيات وبهذا سيحاول التهرب من كلمة الخدمة الحربية. وفي اتصال مع وزارة العدل السويدية قال المستشار في الوزارة اندرش بوركلوف ان هذا القانون الذي يمنع التجنيد وعقوبته غرامة مالية او سجن لستة اشهر للذين يقومون بنشاط كهذا، لم يجرب حتى الآن. ويشرح انه اذا جاء ممثل "سار آل" الى السويد وتقدم احد بشكوى ضده فستكون هذه الحالة الأولى التي يجرب فيها هذا القانون. ويتوقع ان فشل ممثل "سار آل" في تسويق مشروعه في السويد ان يتوجه الى فنلندا التي تحدها دول البلطيق التي قد يذهب اليها ايضاً علماً ان من الممكن استغلال ازمتها الاقتصادية الخانقة لتجنيد اكبر عدد من الاشخاص هناك