أظهرت دراسة ميدانية أعدها "ديوان الأسرة والعمران البشري" هيئة رسمية أن أكثر من 75 في المئة من الشباب يفضلون مطالعة الصحف باللغة العربية، فيما يميل أقل من 4 في المئة إلى القراءة بالفرنسية، لكن أكثر من 17 في المئة من الشباب لا يقرأون أي نوع من الصحف. وتصدر في تونس أربع يوميات بالعربية وثلاث بالفرنسية. كذلك أظهرت الدراسة أن نسبة الشباب الذين يميلون إلى برامج "اذاعة تونس الدولية" الناطقة أساساً بالفرنسية وبلغات أجنبية أخرى تعادل 3،11 في المئة، فيما تفضل الأكثرية سماع الاذاعات الناطقة بالعربية. وأتت البرامج الرياضية في مقدم اهتمامات الشباب، إذ قدرت الدراسة نسبة المولعين بها ب 4،38 في المئة في مقابل 9،36 في المئة فقط للمولعين بالبرامج الوثائقية الثقافية. إلا أن نسبة هواة المسلسلات أتت ضئيلة، إذ قدرت ب 3،11 في المئة، ربما لأن الكبار أكثر ولعاً بالمسلسلات التلفزيونية من الشباب، ولم تتجاوز نسبة هواة المنوعات 4،8 في المئة. وكان لافتاً أن المقاهي هي المجال الأكثر استقطاباً للشباب. وأتت قاعات الرياضة والملاعب في المرتبة الثانية 4،62 في المئة، ما يشكل نتيجة منطقية لتراجع الاهتمام بالمطالعة والثقافة عموماً، فقد أظهرت الدراسة أن نسبة رواد دور السينما تعادل 4،32 في المئة وتقترب منها نسبة رواد دور الشباب 4،31 في المئة، فيما تنهار نسبة رواد المسارح إلى 8،13 في المئة. من جهة أخرى، كشفت الدراسة ان 5،29 في المئة من الشباب يدخون السجائر، فيما ترتفع نسبة المولعين بالنارجيلة إلى 35 في المئة، ما يعكس الانتشار السريع لظاهرة النارجيلة في المقاهي التونسية. وكانت صحف محلية عدة نشرت تحقيقات موسعة في الفترة الأخيرة عن الإقبال الشديد على تدخين النارجيلة وانتشار المقاهي "المتخصصة" بها في ضواحي العاصمة ومدن داخلية كثيرة. وطبقاً لنتائج الدراسة، يدخن الفتيان أول سيجارة بعد سن السادسة عشرة، فيما تدخن الفتيات السيجارة الأولى بعد السابعة عشرة، ويتناول الشاب أو الشابة 15 سيجارة في المتوسط يومياً. وعرضت الدراسة لموقف الشباب من وجبات الأكل وأظهرت "قلة الانضباط" الذي يتسم به سلوك الفتيان والفتيات ازاءها، فعلى رغم الأهمية التي يوليها خبراء التغذية لفطور الصباح، لا يتجاوز عدد الذين يتناولونه بانتظام 4،44 في المئة من الفتيان و9،73 في المئة من الفتيات. ويحدث أن يتجاهل الشاب وجبة الغداء أيضاً، إذ أظهرت الدراسة أن نسبة الفتيان الذين يتناولون الغداء في شكل منتظم تعادل 77 في المئة، وهي قريبة من النسبة المسجلة لدى الفتيات والتي قدرت ب 78 في المئة. ورأى علماء اجتماع ان هذه الظاهرة طبيعية إلى حد ما في مرحلة الشباب التي هي مرادف لقلة الاستقرار واضطراب نسق العيش في حياة الإنسان، وأشاروا إلى ان الزواج يقود في غالب الحالات إلى تغيير نمط الحياة المضطرب واستبداله تدريجاً بحياة مستقرة. متى يتم الانتقال من مرحلة إلى أخرى لدى الشباب التونسي؟ أجابت الدراسة على السؤال في مستويين، الأول يخص السن الافتراضي الذي يعتقد الفتى أو الفتاة أنه مناسب للزواج وهو سن السابعة والعشرين عند الفتيان الذين شملتهم الدراسة، والثانية والعشرين عند الفتيات. أما المستوى الثاني فهو ما يقوله الواقع وليس ما يتمناه الشباب، إذ أثبتت الاحصاءات الاجتماعية أن متوسط سن الزواج الفعلي يراوح بين السابعة والعشرين بالنسبة للفتيات والثلاثين بالنسبة للفتيان