أظهرت دراستان قام بهما باحثون فى جامعتين لبنانيتين نتائج مناقضة لنظرية شائعة شعبيا من أن تدخين النارجيلة أقل ضررا من تدخين السيجارة حيث أكدتا أن دخان النارجيلة يحتوى على كل المواد الكيميائية المسرطنة أو المسببة لامراض القلب والشرايين بكميات خطرة تشابه أو تفوق فى بعض الحالات بأضعاف الكميات الموجودة فى السيجارة. الدراستان أجريتا على أحد أكثر أنواع التنباك (المعسل) شيوعا فى الاستعمال فى لبنان و استخدمتا نموذجا لنارجيلة يتم التحكم فيها عبر برنامج خاص على الكومبيوتر يسمح بسحب كميات محددة من الدخان وخلال فترات متقطعة فىما يشبه عملية التدخين التى يمارسها الانسان فى ظروف تدخين مختلفة. وقد أظهرت الدراسة التى اجرتها الجامعة الامريكية فى بيروت ونشرت فى مجلة "علم السموم الغذائية والكيميائية" أن نسبة القطران المنبعث من دخان النارجيلة بلغت 242 مللجراما فى عشرة جرامات من مزيج التنباك المستعمل فى رأس النارجيلة بعد سحب مئة "مجة" منها. فى المقابل تشير دراسات سابقة الى أن السيجارة تحتوى على 35 مللجراما من القطران فى السيجارة الواحدة مما يعنى أن تدخين النارجيلة فى جلسة واحدة ينتج كمية من القطران توازى تقريبا عشرين سيجارة أو أكثر. ورأت دراسة الجامعة الامريكية أن تركيبة القطران فى النارجيلة تختلف عنها في السيجارة بسبب الحرارة المنخفضة نسبيا التى يحترق بها تبغ رأس النارجيلة مما يعنى الحاجة لدراسة تفصيلية لتحديده و مدى تسببه بالسرطان وأمراض التدخين الاخرى علما بأن القطران هو مزيج من المواد العضوية والمعادن الثقيلة بعضها مسرطن أى أن بامكانه التسبب بأنواع مختلفة من السرطان لا سيما سرطان الحنجرة والرئتين بسبب ترسبه فيهما. وأوضحت أن الماء يساعد على تصفية و تخفيف نسب "النيكوتين" المنبعثة من النارجيلة الا أنه لا تأثير للماء على نسبة القطران التى تبقى ثابتة 0 أما الدراسة التى جرت فى جامعة القديس يوسف فى بيروت فقد عملت على قياس نسبة "النيكوتين" و"البنزوبيرين" وهو مادة مسرطنة من مكونات القطران الاساسية حيث أوضحت أن الماء فى النارجيلة يقوم بتصفية بعض / النيكوتين/ الا أنه لا يؤثر على نسبة "البنزوبيرين" التى تبلغ 52 ملليجراما فى الدخان الناتج عن سحب ثلاثمائة " مجة" نارجيلة و هو يعادل ما يعطيه تدخين عشرين الى أربعين سيجارة0 كما اشارت الدراسة الى أن دخان التبغ يحتوى على الاف المركبات الكيميائية المضرة على شكل غازات كأول وثانى أكسيد الكربون أو مواد عضوية أو معادن ثقيلة كالزرنيخ والرصاص والكروم التى تترسب داخل الجسم0 واكدت الدراستان أهمية رفع درجة الوعى الصحى لاضرار التدخين و اقرار سلسلة قوانين متشددة فى هذا المجال اضافة الى منع الاعلانات المروجة للتدخين ورفع أسعار السجائر والتبغ بشكل عام من أجل خفض عدد المدخنين. وتشير أرقام برنامج مكافحة التدخين فى منظمة الصحة العالمية لسنة 2002 الى أن نصف الشعب اللبنانى مدخن و أن 43 فى المئة من هؤلاء المدخنين يدخنون النارجيلة مع تزايد فى نسبة المدخنين الشباب.