رفض اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية انضمام "قناة الجزيرة" إليه اذا لم تتقيد ب "ميثاق شرف وسائل الإعلام العربية"، وبطلب من مصر منحها الاتحاد مهلة ستة شهور كي تلبس الميثاق أو يفتح الله، عضوية ماكو. وليلة الجمعة الماضية تابعت ندوة سياسية في تلفزيون الكويت تحولت الى محاكمة لقناة الجزيرة، وقبل هذا تابعت مقالات في الصحافة السعودية والمصرية والأردنية وغيرها، تهاجم منهج قناة الجزيرة وتتوعدها بالثبور وعظائم الأمور، وتصفها بقناة تآمرية حلزونية إمبريالية ذات أهداف استفزازية. المواطن العربي الذي يشاهد الجزيرة ويتابع هذه المعركة حول اتجاهها المعاكس لميثاق الشرف الإعلامي الرسمي يسأل: من الذي على حق، قناة الجزيرة أم خصومها؟ سأتبرع بالاجابة عن هذا السؤال وأمري إلى الله. تقول كتب التاريخ أن الحجاج بن يوسف جمع ثلاثة من علماء العراق وسألهم هل هو مخطىء أم مصيب في حكمه للعراق، فقال الأول: أنت مصيب، وقال الثاني: أنت مخطىء، وقال الثالث: أنت ذنوبنا إذا صلح حالنا صلحت أنت. وقناة الجزيرة هي ذنوب الإعلام العربي، اذا صلح حاله واتقى الله في نفسه وجمهوره، وترك هذا النوم، وفتح أبوابه، و"تلحلح شويه"، وأدرك أن الرقابة أصبحت من سواليف زمان، وان الناس صارت تكره الأفلام والبرامج التي ترفع الضغط وتجلب الكآبة، وتبحث عن الأخبار الصادقة والتقارير الحية، عندها ستصبح قناة الجزيرة محطة عادية في نظر الذين يرون فيها خطراً على الوحدة العربية. طبعاً الإعلام الرسمي العربي لن يفكر مجرد التفكير بحل من هذا النوع، وسيُصِر على أن المنع هو سيد الحلول، بدليل أنه ما زال يمارس الرقابة على المطبوعات في زمن الإنترنت، لكن صاحب المثل يقول: "لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم"، وبالإمكان ايجاد حل يبقي على الجزيرة ويرضي خصومها، ويعود بالنفع على المواطن العربي، والحل ان تؤسس كل دولة عربية محطة جزيرة لنفسها، وتقول كل ما تستطيع أن تقوله وتسكت عن الكلام الذي تقوله المحطات الأخرى عنها، يعني نشتغل نميمة على بعض، صحيح ان النميمة حرام، لكن طالما أن بديل النميمة هو الصمت المطبق فأهلاً بها، خاصة إذا مكّنت هذه النميمة المشاهد العربي من سماع كل وجهات النظر ولو من غير أصحابها. والأهم من كل هذا اننا جميعاً سنكتشف ان القصة كلها كلام يطير في الهواء