رد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الدين لاصدقائه العرب الذين أيدوه بقوة في الانتخابات الاخيرة ضد منافسه السويدي لينارت يوهانسون. واعتمد الاتحاد الدولي، بتوصيات من بلاتر، نتائج كل المسابقات العربية في سجلاته للمرة الاولى في التاريخ، واستفادت المنتخبات العربية من هذا القرار العادل بعد البطولتين الاخيرتين لكأس العرب في قطر وكأس الخليج في البحرين. وحققت الفرق العربية طفرة هائلة في ترتيبها في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي، ووصل المنتخب الكويتي الى احسن ترتيب له طوال تاريخه، واصبح الخامس والعشرين عالمياً بعد ان كان في المركز الثامن والثلاثين خلال تشرين الاول اكتوبر الماضي. أي أن الامواج الزرقاء لبدر حجي وبشار عبدالله وجاسم هويدي صعدت 13 درجة دفعة واحدة بعد الانتصار الخليجي الكبير. وكان الكويتيون صعدوا 14 درجة دفعة واحدة في التصنيف السابق مباشرة بفضل نتائجهم في كأس العرب. وتدخل الكويت سباقاً من نوع خاص مع منتخبات كرواتياوفرنسا والارجنتين للمنافسة على لقب أحسن منتخب حقق تقدماً في ترتيبه خلال عام واحد. والمنتخبات الاربعة تألقت جداً خلال العام 1988. واحتلت الكويت المركز الرابع عربياً بعد المنتخبات الافريقية المغرب وتونس ومصر في الترتيب العام، وقفزت الى المركز الثاني آسيوياً بعد كوريا الجنوبية. نتائج الكويت تعرضت الكويت لمحنة في عام 1990 إثر الغزو العراقي، وتوقف النشاط الرياضي لأكثر من عام، وفقدت الرياضة الكويتية رائدها الاول الشيخ فهد الاحمد رئيس اللجنة الاولمبية والاتحاد الكويتي لكرة القدم ورئيس المجلس الاسيوي، وابتعد المنتخب عن ساحة المنافسة بعد عودته الى البطولات وتلقى سلسلة من الهزائم غير الطبيعية وهو الذي كان أول منتخب عربي آسيوي يتأهل الى نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا. ومع المدرب التشيكي ماتشالا حقق المنتخب الكويتي فوزه الاول في التسعينات بحصوله على كأس الخليج 1996 وعززه بالمركز الرابع في كأس آسيا 1996... ورغم تقدم مستوى المنتخب فإنه لم يتمكن من التأهل لمونديال فرنسا 1998. واستفاد الكويتيون من دروس تصفيات المونديال في بناء فريق جديد يعتمد على عدد من الشباب الموهوبين الذين رفعوا الراية الزرقاء عالية في 1998. وخاض المنتخب الكويتي كأس العرب في الدوحة ناقصا عدداً كبيراً من لاعبيه الاساسيين ابرزهم عبدالله وبران وتمكن من تحقيق ثلاثة انتصارات على سورية ومصر والامارات. وكان الفوز على مصر 4-1 هو الاكبر في تاريخ الكويت على الدولة الرائدة عربياً في كرة القدم. واحتلت الكويت المركز الثالث في الكأس بعد الخسارة 1-2 امام السعودية في نصف النهائي. ورغم تكرار الخسارة امام السعودية 1-2 في المباراة الاولى لكأس الخليج الا ان المنتخب الكويتي انتفض بقوة وحقق فوزاً تاريخياً على نظيره القطري 6-2 وعلى البحرين 2-صفر وعمان 5-1 والامارات 4-1 وسجل الازرق رقماً قياسياً في عدد الاهداف وصل الى 18 هدفاً في 5 مباريات بمتوسط 6،3 هدف في المباراة. تمكن التشيكي ميلان ماتشالا من اختيار التشكيلة النموذجية لمنتخب الكويت ووصل بها الى أعلى مستوى، وصار للكويتيين اليوم اقوى خط هجومي عربي وآسيوي بوجود الثنائي جاسم هويدي وبشار عبدالله في الامام وبدر حجي في الوسط. ومن المؤكد ان عودة النجم المصاب عبدالله وبران الى الفريق ستعطيه قوة اضافية. ماتشالا مدرب جرئ جدا ولا يخشى الدفع بالصغار أو الاحتياطيين. وعندما اهتز مستوى الحارس الاساسي خالد الفضلي في مباراة السعودية في كأس الخليج لم يتردد في الدفع بالحارس الاحتياطي احمد جاسم واعطاه الثقة فتألق واجاد... وهويدي وبشاره وحجي جديرون بثلاثة اماكن رئيسية بين احسن عشرة لاعبين عرب في عام 1998. وهويدي العملاق نال لقب هداف دورة الخليج برصيد تسعة اهداف بينها خمسة في مباراة قطر، يمتلك كل امكانات المهاجم النموذجي من سرعة وقوة واجادة لضربات الرأس وتسديد قوي من الحركة بالقدمين اليمنى واليسرى... وهناك بشاردو وهو معروف جداً لدى المصريين لانه حول مسار مباراة المنتخبين في كأس العرب بعد نزوله في الدقائق الاخيرة. ومر خلالها من المدافعين المصريين مثلما تمر السكين في الزبد. وسجل هدفا وتسبب في ضربة جزاء. وحقق الفوز الكبير 4-1. وكان بشاردو النجم الاول ايضاً لمباراة المنتخبين عام 1997 في الكويت وفاز فريقه 2-صفر. والطريف ان بشاردو يعشق الكرة المصرية ويهيم حباً بنادي الزمالك المصري، ولديه مرونة زئبقية في حركات الوسط مما يؤهله لمراوغة أي مدافع والمرور بأقصى سرعة. وهو قادر على المراوغة داخل "علبة كبريت". ويبقى القصير المكير بدر حجي لاعب الوسط الفائز بلقب احسن لاعب في كأس الخليج باقتداره في التحكم في الكرة أو تنويع الهجمات أو تنفيذ الالعاب المرتدة السريعة، ورغم ان طوله لا يزيد على 160 سنتيمترا إلا انه اللاعب الاول في منتخب الكويت على مدار عشر سنوات ولعب 63 مباراة دولية.... ويجمع بدر حجي بين اللياقة البدنية العالية التي تؤهله لاداء واجبه الدفاعي وبين صنع الاهداف بتمريراته السحرية وبين احراز الاهداف من التسديدات القوية أو من ركلات الجزاء. كأس الخليج اعطت الفرصة للإمارات لتحقيق احسن مركز طوال تاريخها، وصعد المنتخب الاماراتي 16 مركزاً دفعة واحدة واصبح في المركز 42 مستفيداً من فوزين وتعادل. ولولا هزيمتاه امام السعودية ثم الكويت لوصل الى مشارف الثلاثين الاوائل... منتخب عمان حقق طفرة ايضاً بوصوله الى المركز 71 صاعدا 37 مركزاً الى أعلى في قفزة هائلة. وصعد المنتخب البحريني 20 مركزاً واحتل المركز 117... أما السعوديون ابطال العرب ونجوم مونديال فرنسا 1998 فصعدوا ثلاثة مراكز فقط رغم وفرة النقاط التي حصلوا عليها واحتلوا المركز السابع والعشرين في الترتيب، الامر الذي سمح لاربعة فرق عربية بالتواجد في المراكز من 20 الى 29 وهي تونس ومصر والكويت والسعودية في المراكز 20 و23 و25 و27 على التوالي. وبات للعرب خمسة ممثلين بين أحسن 27 دولة في العالم في كرة القدم... وصعد منتخبا لبنان وسورية ايضاً الى اعلى في التصنيف الاخير. واحتلا المركزين 97 و89 على التوالي. الدروس وأخيرا نأتي الى الدروس المستفادة من قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتماد نتائج المباريات والبطولات العربية في سجلاته، وهو امر يدفعنا لمزيد من الاهتمام والتركيز على تنظيم البطولات واختيار المواعيد المناسبة لها والمشاركة بأقوى التشكيلات. وكانت نهائيات كأس العرب الماضية في الدوحة شهدت مشاركة رمزية لمنتخبات مصر والمغرب والجزائر بتشكيلات من اللاعبين الشباب، كما انسحبت تونس من المشاركة وفقدت الدول الاربع فرصة تحقيق نتائج جيدة لو لعبت بالمنتخبات الاساسية، وكانت مؤهلة للتواجد بين العشرة الاوائل عالمياً. والدرس الثاني هو في ضرورة استمرار مسابقة كأس الخليج لتكون رافداً ممتازاً للمنتخبات العربية الخليجية في تحسين مواقفها العالمية في التصنيف الشهري.