يقال ان حارس المرمى هو نصف الفريق، وعندما يمتلك الفريق حارساً متمكناً يضع زملاؤه اعصابهم في ثلاجة... ومع أن انكلترا اشتهرت دائماً بمن يدافع عن عرينها غوردون بانكس وبيتر شيلتون وراي كليمنس وديفيد سيمان000 فإنها تشكو حالياً من نقص غير طبيعي في هذا المركز. ويقول المراقبون ان ايجاد حراس مرمى انكليز واعدين بات أشبه بمن يبحث عن ابرة في كومة قش... هناك نخبة من الحراس في الملاعب لكنهم جميعهم من الاجانب، وهناك عدد من الانكليز البارزين لكنهم جميعهم من "العواجيز". ويقول كليمنس، الذي مثل بلاده في 61 مباراة دولية في الفترة بين 1973 و1983 وهو حالياً مدرب حراس المنتخب الانكليزي: "علينا أن ندرك هذه الحقيقة وأن نعالجها من خلال صقل المواهب الجديدة والعمل على تطويرها وإعدادها للمستقبل. نحن نعاني فعلاً من ندرة هذه المواهب وعندما نتابع احدى مباريات الدرجة الممتازة يكون أحد الحارسين اجنبياً على الارجح وربما يكونان كلاهما كذلك". ومع الفرق العشرين في الدوري الممتاز 8 حراس فقط من الانكليز، اثنان منهم يلعبان مع فريقين من فرق الصدارة العشرة الاولى في ترتيب الدوري هما نايجل مارتن ليدز يونايتد وديفيد سيمان ارسنال... والاصعب من ذلك هو أن 5 حراس تخطوا سن الثلاثين وهم سيمان 34 عاماً ومارتن 32 عاماً وتيم فلاورز من بلاكبيرن روفرز 31 عاماً، وديفيد بيسانت من نوتنغهام فوريست 39 عاماً، وكيفن بريسمان من شيفيلد ونزداي 31 عاماً. في المقابل، فإن حارس استون فيلا صاحب الصدارة مايكل أوكس 24 عاماً هو بديل للحارس الاساسي الاسترالي مارك بوسنيتش المصاب حالياً، وحارس ليفربول ديفيد جيمس 28 عاماً يتناوب على المركز مع الاميركي براد فريدل لعدم ثبوت مستواه، ويتناقل قميص الحراسة في نادي دربي كاونتي بين الانكليزي راسل هولت 26 عاماً والاستوني مارت بووم. حال انقراض ويبدو صغار الحراس الانكليز في حال انقراض، خصوصاً أن الحارس الاحتياطي لسيمان في نادي ارسنال هو النمسوي الشاب أليكس مانينغر، فيما ينوب عن فلاورز في بلاكبيرن روفرز الاسترالي الشاب جون فايلان. واعتاد المنتخب الانكليزي أن يكون حراسه من أندية الدرجة الممتازة، لكن مدرب المنتخب الانكليزي غلين هودل اضطر مؤخراً الى استدعاء الشاب ريتشارد رايت حارس مرمى فريق ايبسويتش من الدرجة الاولى للمباراة الدولية الودية امام تشيخيا الشهر الماضي. ويقول عنه كليمنس: "رايت حارس صاعد ومستقبله يبشر بالخير... هو حارس منتخب دون 21 عاماً، لكن المشكلة تكمن في ايجاد حارس متمكن يسد الفراغ الذي يفصل بين سيمان 34 عاماً ورايت 20 عاماً، أي اننا نفتقد مجموعة حراس تراوح اعمارهم بين 20 و 30 عاماً". ويرى كليمنس "لا داعي للقلق، لأن مركز حارس المرمى لا يتطلب اللياقة البدنية العالية المطلوبة ممن يشغلون المراكز الاخرى، أي أنه قادر على أن يعمر في الملاعب، وأفضل مثال على ذلك هو قائد منتخب ايطاليا دينو زوف الفائز بكأس العالم عام 1982وهو في سن الاربعين وبيتر شيلتون الذي كان دولياً حتى سن الاربعين... واذا اعتبرنا أن نايجل مارتن الحارس الثاني للمنتخب بعد سيمان لا يزال في مطلع الثلاثينات من عمره وأن الحارس الثالث تيم فلاورز هو في سن ال 31 عاماً فإننا لم نقبل على الكارثة بعد". الفارق بين المحلي والمستورد وأحد الاسباب الرئيسية في توجه الفرق الانكليزية الى ضم لاعبين اجانب عموماً هو سعر اللاعب الزهيد مع المقدرة العالية مقارنة مع اسعار اللاعبين المحليين المرتفعة وقدراتهم المحدودة. ولا شك في أن أليكس فيرغسون مدرب نادي مانشستر يونايتد العريق حقق صفقة العمر عام 1991 عندما ضم بيتر شمايكل حارس مرمى منتخب الدنمارك ونادي بروندبي الى صفوف فريقه بمبلغ 550 الف جنيه استرليني 900 الف دولار... وما حققه شمايكل لا يقل عن معجزة لانه اسهم في صعود مانشستر الى قمة الفرق الانكليزية وفوز الدنمارك بكأس اوروبا عام 1992... ولا عجب في أن يكون مانشستر محتاجاً الى وقت كبير لتعويض حارسه العملاق الذي اعلن انه سيترك مانشستر في نهاية الموسم الحالي. في المقابل، انفق نادي ايفرتون 300ر3 ملايين جنيه استرليني نحو 5 ملايين دولار لتأمين خدمات الحارس الانكليزي الشاب ستيف سيمونسن من فريق ترانمير روفرز القابع في أواخر الدرجة الاولى ليكون فقط احتياطياً للحارس الاساسي النروجي توماس مايهرا. وعجز فريق تشارلتون اثلتيك، احد الفرق الحديثة عن الصعود الى الدرجة الممتازة، عن مجاراة الفرق الكبيرة الى أن وجد ضالته في الحارس اليوغسلافي ساسا ايليتش ضمن فريق من الهواة. واللافت ان حراس نادي وست هام يونايتد الثلاثة من الاجانب ولم يكلفوا النادي مبالغ طائلة. فالحارس الاساسي الترينيدادي شاكا هيسلوب قدم من نيوكاسل من دون مقابل بموجب قانون بوسمان للانتقال الحر، والحارسان الآخران هما الكندي كريغ فوريست والتشيكي لوديك ماكليسكو لم يكلفا النادي شيئاً يذكر.