الضوء وخصائص المادة، هما محورا التطور الذي رافق الاصدار الرابع لبرنامج "انفني دي"، ومع أنهما من مقومات برامج الرسم المجسم التي رافقتها منذ خطواتها الأولى، إلا أن الخطوات اللاحقة ميّزت هذه البرامج عن بعضها في مدى تطوير هذين الجانبين، إذ ان رسم الاشكال المجسمة في هذه البرامج بقي عند قواعده الأولى التي تعتمد الأشكال الهندسية المبسطة على أن يقوم المستخدم بتطويرها من خلال التحكم بمساقط الطول والعرض، وهي مهمة شاقة ومعقدة. في هذا العمل نبدأ مع برنامج "فوتوشوب" الذي نستخدمه لمعالجة الصورة الفوتوغرافية لتشديد اضاءتها وزيادة التضاد بين الأبيض والأسود، ومن "فوتوشوب" نختار "مرشحات/ تخطيط غرافيك" للحصول على صورة تخطيطية تشبه إلى حد بعيد الرسم بالريشة والحبر 2. ننتقل بعدها إلى برنامج "انفني دي" Infini D ونبدأ بتكوين بسيط من الكتل التي يوفرها البرنامج، ونلاحظ هنا اننا لا نتعامل مع أشكال مسطحة، بل كتل لها أبعادها التي تقترب كثيراً من الأبعاد الحقيقية، لذلك ينبغي على المستخدم اختيار الشكل الأقرب الذي يناسب قصده، إذ ليس من المعقول أن نختار مكعباً لنستخدمه في بناء شكل اسطواني، ولرسم قارورة الحبر اخترنا "كأس" من قائمة الكتل الجاهزة في البرنامج 4، وبالنقر مرتين على الشكل ننتقل إلى ورشة العمل، هنا نعيد رسم الكتلة أو نطورها إلى الهيئة المطلوبة، وهذا العمل يتطلب فهماً لعلاقة المساقط ببعضها، إذ أن لكل نقطة في المسقط الطولي مسقط عرضي يختلف بحسب هيئة المجسم ما عدا المجسمات البسيطة التي تحتوي على مسقط طولي واحد وآخر عرضي، في الشكل 5 نعيد رسم الكأس بتغيير المسقط الطولي ليأخذ شكل القارورة. في "انفني دي" ثلاث طرق تتيح للمستخدم تكسية المجسمات، الأولى بسيطة لا تتطلب أكثر من تحديد الجسم ثم النقر مرتين على مواد التكسية ليأخذ غلافه الخارجي ولونه. والثاني هو تغليف المجسمات بصورة تجلب إلى البرنامج على أن تكون محفوظة بنظام Pict. والثالثة هي الجمع بين الطريقتين وهذه تتطلب بعض الخبرة في الجمع بين الصورة واللون وخصائص المادة. تكسية في هذا العمل استخدمنا الطرق الثلاث في تكسية المجسمات البسيطة أولاً، وفي استخدام الصورة على حامل الرسم ثانياً، ثم الطريقة الثالثة في تكسية قارورة الحبر وهي الأصعب وذلك للجمع بين خصائص الزجاج من شفافية وقابلية عكس الضوء مع الملصق الذي يحيط بها ويتم التحكم بوضع الملصق على المجسمات عادة في النافذة الخاصة بالتكسية 6، إذ يوفر البرنامج امكانية وضع الصورة بالشكل الذي يتناسب مع شكل المجسم سطح مستوى، اسطوانة، مكعب... وغيرها، كما نستطيع اختيار الدرجات المناسبة لخصائص كل مادة الشفافية، التشبع اللوني، الانعكاس، الانارة. ولا بد من الاشارة هنا إلى ان فهم العلاقة بين خصائص المادة والاضاءة تعطي للعمل نتائجه النهائية، ففي مكان معتم لن نرى شيئاً من الأجسام التي نعدها هنا، وهذه قاعدة سليمة علمياً. وساد لقرون عدة الاعتقاد بأن الضوء هو الذي يصنع الاشياء، وأنها من دونه عدم، وإذا ما أصبح هذا الاعتقاد ساذجاً الآن فالفضل يعود إلى تحالف العلم والفكر المادي لفهم خصائص المواد، وهذا الفهم هو الذي يميز الزجاج عن الخشب في برامج الرسم المجسم وإذا رغبنا في الحصول على صورة جيدة يتوجب علينا مراعاة هذه القواعد وفي الأشكال 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14 ترسم الأشكال الأخرى في الصورة انطلاقاً من المجسمات البسيطة التي يوفرها البرنامج، هنا تتحول الاسطوانة إلى مقبض ريشة الرسم وحامل الرسم ويتحول المكعب إلى لوحة والكأس إلى كأس الانارة، وهي عملية بسيطة، لأن الاشكال النهائية قريبة من المجسمات الاصلية وتزداد عملية بنائها صعوبة كلما ابتعدت عن الشكل الهندسي المبسط وتتم عملية بناء هذه الأشكال في ورشة العمل بنوافذها المتعددة التي تتيح للمستخدم مشاهدة المساقط المختلفة وتوفر لها وسائل التحكم بالشكل لإعادة رسمه أو بجلب أي رسم محفوظ بصيغة EPS. من نافذة "تكسية" Surfaces نختار لكل مجسم التكسية المناسبة، قد تستدعي بعض المجسمات تغيراً ما في خصائصها مثل الشفافية أو درجة متشبع اللون وما إلى ذلك، وعادة تتم هذه العمليات بسهولة، إلا أن الاختيار الأنسب يتوقف على طبيعة الأضواء المستخدمة في العمل ويمكن العودة إلى نافذة التكسية في كل مرة يلزم فيها تغيير خصائص كل مادة 15. بعدها نختارلإنارة المشهد وضوء موجه إلى اللوحة وضوء آخر في عمق المشهد. في نافذة الضوء نختار الضوء المناسب شدة الضوء، الهالة، الاشعاع. وفي نوافذ البرنامج الأساسية نحدد موقع كل ضوء واتجاه الأضواء الموجهة 17 كما يمكن التحكم بمصدر الضوء الأساسي الذي يضعه البرنامج عند بداية العمل تلقائياً 18. ولتحديد الموقع الصحيح لكل ضوء يفضل ملاحظة موقعه في جميع النوافذ 19، 20. عندما تكتمل عناصر العمل نختار الصيغة النهائية له Render 21، وهذه تفتح على ثلاث نوافذ، الأولى لاختيار النافذة التي نرغب بصياغتها ونوعية تلك الصياغة واختيار المؤثرات المطلوبة 22، الثانية لتحديد حجم الصورة وشدة تركيزها مع ملاحظة ان برنامج "انفني دي" يوفر للمستخدم امكان الاستفادة من القناة Alpha، وهذا يعني رسم الأشكال بمعزل عن خلفيتها وذلك لاستخدام أي خلفية أخرى يختارها المستخدم في حال معالجة الصورة مع برامج أخرى، ويعرف مدى أهمية هذه القناة مستخدمو برامج الرسوم المتحركة ومستخدمو برامج الفيديو، وهذا مجال آخر تفتح عليه النافذة الثالثة من قائمة Render التي تتعلق بصياغة الصور المتحركة والتي تستحق وقفة أخرى معها. انظر النتيجة النهائية لهذه المرحلة في الشكل 23