لسنوات طويلة تملك الرسام هاجس ملّح يتلخص برغبته في نحت صورة مجسمة على سطح مستوٍ وعادة ما تستدرجه ممانعة السطح المستوي إلى تحديات أخرى - المنظور، الضوء، الظل وما إلى ذلك. الآن نجد العديد من برامج الكومبيوتر التي وصلت إلى نتائج باهرة في تحقيق هذه الصورة" في تركيب أجزائها وفي تهيئة مناخها المحيط مع بحث متصل لتلبية حاجات أشد المخيلات جموحاً. وحصل التطور الكبير في هذه البرامج بداية عام 1996، إذ طرحت الشركات المعنية اصداراتها الجديدة في وقت واحد تقريباً محملة بحلول مناسبة لأغلب المشاكل التي كانت تعترضها ومنها: - ستراتا ستوديو برو Strata Studio Pro - أنفني دي 3 Infini-D3 - أمبي 2 Amapi2 - ثري دي وورلد 3D World - اكستريم ثري دي Extreme 3D - راي دريم ستوديو Ray Dream Studio وغيرها. واحتوت تلك الاصدارات على أدوات العمل وطرق تنفيذ الرسوم المجسمة وتحريكها لسد حاجات واسعة استحدثها العالم المتخيل الذي بات قريباً جداً من ضفاف الواقعية يجمع بين الصورة المجسمة والفيديو والصوت. ومن خلال جولة طويلة بين هذه البرامج وجدت في أنفني دي 3 Infini-D3 حلولاً مناسبة لأغلب المشاكل التي تعترض مستخدم هذه البرامج التي يمكن اختصارها بوضوح وبساطة في واجهة البرنامج التي تضع أغلب أدواته في متناول اليد، إضافة إلى التوازن العادل بين نوعية الصورة والزمن الذي تتطلبه عملية الصياغة النهائية Rendcring للصورة وللرسوم المتحركة. ومع أن جميع هذه البرامج توفر للمستخدم أشكالاً جاهزة للاستخدام وعدداً غير محدود من الكاميرات والأضواء، إلا أنها تضعها على السطح بهيئتها الأولية التي تتطلب من المستخدم خبرة جيدة لاستغلال أقصى طاقة ممكنة لها، وتتباين مطاوعة هذه الأدوات وقدراتها من برنامج إلى آخر. رأس الانسان في هذا العمل استعرت رأس الانسان من برنامج Poser الذي يقدم جسم الإنسان بمواصفات ووضعيات مختلفة إلى جانب أشكال هندسية بسيطة لا يتطلب الحصول عليها أكثر من تحديد مواصفات الشكل المطلوب من قائمة المواصفات الجاهزة شكلپ1 ثم تصديره بنظام 3DMF إلى سطح المكتب. وعلى رغم شيوع استخدام النظام DXF، إلا أنه لا يتيح للمستخدم فصل أجزاء الشكل عند نقلها إلى برنامج آخر. عند فتح برنامجي "انفني دي" يُجلب الشكل إلى نوافذه المتعددة التي تعرضه من زواياه المختلفة ملاحظة فك ارتباط الأجزاء ببعضها عند جلب الشكل شكلپ3 ذلك لأن برنامج "انفني دي" يوفر امكان إعادة الربط عند الحاجة بين الأجزاء المتصلة. في الشكل 4 تلغى الأجزاء غير المطلوبة من جسم الإنسان بتحديد كل جزء وإلغائه. وفي واجهة البرنامج تمكن ملاحظة أدوات عدة لتحديد موقع الشكل وزاويته، كما يمكن لفه في كل الاتجاهات حول نقطة ارتكازه، كما تسهل النوافذ المتعددة تحديد موقعه بسهولة شكل 5. ولمشاهدة الشكل بصورة واضحة يمكن اختيار صيغة التغليف التكسية - Surfaces البسيطة التي تمكننا من رؤية الشكل بوضوح من دون اضاعة الوقت في رسم التفاصيل الدقيقة التي تستغرق عادة وقتاً أطول شكل 6. ونختار شكلاً مستديراً من الاشكال الجاهزة وبالنقر مرتين عليه ننتقل إلى ورشة العمل شكل 7 حيث تصبح في الامكان إعادة رسم الشكل الجديد بتغيير مقاطعه الطويلة أو العرضية حسب الحاجة. وهنا لا بد من فهم المبادئ التي تقوم عليها عملية رسم الاشكال المجسمة التي تقوم على قاعدة تقاطع القطع الطولي مع العرضي، ولأن التغيير هنا لا يتعدى تغيير قطر الشكل المستدير، فإن عملية ابعاد المقطع العرضي عن المركز تعطينا شكلاً مستديراً أوسع شكل 8. عودة الى النوافذ نعود إلى النوافذ الرئيسية للبرنامج وهنا يمكن تغيير حجم الشكل سواء بأدوات التغيير الرئيسية تكبير - تصغير أو بتغيير أبعاده رقمياً شكل 9. في الشكل 10 نضاعف الشكل المرسوم، وتمكن هنا مضاعفته بالعدد المطلوب من دون الحاجة إلى إعادة رسمه. وباستخدام أدوات تحديد الموقع والزاوية يمكن وضعه في مكانه المطلول شكل 11. ولإضافة الأشكال الأخرى يمكن اتباع طريقة رسم الشكل المستدير وتحويره إلى الشكل المطلوب، إذ يساعد الاختيار المناسب للشكل الجاهز على الحصول على شكل آخر، إذ أن عملية تحويل المكعب إلى طاولة أسهل من عملية تحويل المخروط... وهكذا يمكن اختيار الأجزاء الأخرى للصورة شكل 13-14. وبعد رسم الأشكال المطلوبة وتوزيعها تُربط إلى بعضها باستخدام أدوات الربط المتنوعة، ثم يُغطى كل شكل بالسطح الذي يناسبه وهذه العملية لا تحتاج أكثر من تحديد الشكل المطلوب واختيار السطح الذي يناسبه سواء كان لوناً بسيطاً أو صورة أو مشاهد متحركة تجلب إلى البرنامج على هيئة Quick Time شكل 15-16، كما يمكن التصرف بطبيعة اللون الكساء من خلال فتح النافذة الخاصة به لتغيير درجة اضاءته وكمية التشبع والانارة والانعكاس ومدى شفافيته ليتناسب مع القصد المطلوب كأن يكون كساء خشبياً أو زجاجياً أو معدنياً، إذ أن تأثير هذا الكساء لا يتوقف عند لونه وحسب، بل يشمل خصائصه الفيزيائية أيضاً شكل 17. الاضاءة المناسبة بعد ذلك نختار الاضاءة المناسبة. وهنا يمكننا اختيار الاضاءة التي تتناسب مع الاشكال المرسومة من لون طبيعي إلى الضوء الموجه والملون Spot Light أو الضوء المتحرك، كما يمكن اختيار الهالة المناسبة التي تحيط بالضوء شكل 17-18. في هذه المرحلة يُفضل العودة إلى الاشكال المرسومة لملاحظة تأثير الضوء والظل عليها، ففي اللوحة لا نشاهد الاشكال كما هي، بل كما تبدو تحت الضوء. ونستطيع هنا أن نعود إلى نوافذ "التكسية" لتغيير تركيبتها الفيزيائية شكل 19-20 بما يتناسب مع تأثير الأضواء المستخدمة، كما يمكننا تغيير أبعاد الاشكال المرسومة شكل 21-22-23. وننتقل بعد المراحل التي تقدمت ذكرها إلى خلفية الصورة وهي لا تتأثر عادة بالضوء بشكل مباشرك والتي يمكن تشبيهها بالوعاء الصلد الذي تأخذ السوائل شكله من دون ان يتأثر بها. ويوفر لنا برنامج "انفني دي" حرية اختيار اللون أو الصورة المناسبة Pict وهي لا تظهر عادة إلا في النافذة الخاصة بالكاميرا شكل 25. تجهيز العمل للصياغة النهائية وبعد هذه الخطوات يمكن تجهيز العمل للصياغة النهائية وهذه تتطلب تحديد حجم الصورة المطلوبة نفتح نافذة Edit view من قائمة Edit وإدخال الأبعاد المطلوبة مع اختيار الصيغة المناسبة بين الطول والعرض ثم نضع المواصفات المطلوبة للشكل النهائي من قائمة Render لتحديد مدى وضوح الصورة النهائية ودرجة تركيزها ونعومة الحاشية وملمس السطح وما إلى ذلك شكل 30-31. وأود ان اشير هنا إلى أن هذه التجربة لم تتطرق إلى استخدام التحريك لانجاز الرسوم المتحركة، بل هي صورة ثابتة - صورة لشكل ما بين الواقع والخيال.