تعرض مصمّمة المجوهرات اللبنانية ماري زوين مونيي أعمالها في صالة "لارين مارغو" في باريس لغاية شهر شباط فبراير المقبل، وتقدّم مجموعة جديدة ومتنوعة تعتمد على الحجارة الأثرية والذهب والحجارة النفيسة في ايحاءات قديمة لكن من خلال ابتكارات عصرية للغاية. بدأت ماري مونيي عملها الفني الذي يعتمد على صناعة اليد كلياً في محترف خاص بها في بيروت منذ مطلع السبعينات. وانطلقت شهرتها بسرعة، ذلك ان مجوهراتها خرجت عن المألوف وتميّزت بنفس خاص وإبداع برّاق في وقت كانت صناعة الحلي تقتصر على الحرفيين، في عالم يسيطر عليه الرجال. وقبل دخولها هذا العالم، كانت المصمّمة درست الفن في "أكاديمية الفنون الجميلة" في بيروت مركزّة في البداية على الرسم والفن التشكيلي. كل قطعة تعمل عليها مونيي تختلف عن الاخرى، وكل واحدة تشكّل تحفة فنيّة بحدّ ذاتها. أما ميزة الحلي الأساسية فهي لون الذهب الفريد اذ انها تستخدم ذهباً عيار 18 قيراطاً وتطليه بذهب من عيار 22 قيراطاً. وفي بعض القطع يكون الذهب مضغوطاً و"ناعماً" وفي قطع أخرى يكون مجدولاً بطريقة بارعة. تقول: "حاول الكثيرون تقليد عمل الذهب هذا ولكنهم لم ينجحوا، فنحن نشتغل منذ زمن طويل وبطريقة حرفية بحتة". وطوال سنوات الحرب في لبنان، لم تتوقف ماري مونيي عن صناعة الحلي البارزة. ومنذ أربع سنوات التحقت بها ابنتها ناتالي التي درست علم الجواهر في الولاياتالمتحدة، وتصميم المجوهرات في باريس، كي تضيف إلى ابتكارات والدتها روحا جديدة. مع القطع الأثرية الحجارة الفينيقية ورؤوس التماثيل الهيلينية الصغيرة ورؤوس الحيوانات الرومانية والحجارة الآشورية والأختام التي تعود الى القرن الخامس أو القرن الثالث ق.م، والعناصر الرومانية المصنوعة من البرونز والخرز على أنواعه، تمزج المصمّمة اللبنانية الذهب والحجارة النفيسة كاللؤلؤة والمرجان والجمشت واللازورد والياقوت الأصفر والزمرّد الريحاني والبلّور الصخري والكوارتز.... لتبدع القلادات والأساور والحلق ودبابيس الزينة والخواتم المعاصرة. ومهارة ماري مونيي لا تتوقف عند هذا الحدّ، فهي تقدّم مجوهرات يمكن تحويلها، منها القلادات التي يمكن فكّها بسهولة وارتداؤها بطرق مختلفة. أما القطع المفكوكة فيمكن ان تتحوّل الى دبابيس زينة أنيقة. تُدخل ماري إلى بعض المجوهرات الكتابات العربية وتستلهم في قطع أخرى أشكالاً من الحلي القديمة، البيزنطية والرومانية، فتعيد الى المجوهرات روحاً أبدية وثراءً أصيلاً. تصوير: طوني الحاج