افتتحت الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز المعرض التشكيلي الأول للفنانات السعوديات في مركز المناهل للسيدات في الرياض وضمّ أعمالا لأربع وثلاثين فنانة تشكيلية سعودية من مدارس فنية مختلفة وأساليب متنوعة. وانتقل المعرض الذي رعته شركة الجفالي إلى الصالة التي تعرض فيها الشركة سيارات مرسيدس لمدة أسبوع. وتسعى الفنانات وشركة الجفالي بهذا الأسلوب إلى طريقة ميدانية في العرض الإعلاني تختلف عن الدعاية عبر وسائل الإعلام. وقد استغرق الإعداد للمعرض ستة أشهر برعاية شخصية من الأميرة مضاوي بنت مساعد "رئيس مجلس إدارة مركز المناهل" التي اجتمعت بالفنانات التشكيليات اجتماعات عدة لإنجاز المشروع الإبداع في مختلف المجالات. يوم الافتتاح وقفت كل فنانة أمام لوحاتها واستقبلت مداخلات الحاضرات وعلقت على ملاحظاتهن. وفي الأيام الأخرى التي تلت الافتتاح كان لكل مجموعة من الفنانات المنتميات الى مدرسة فنية معينة نشاط خاص . يوم الاحد رسمت مجموعة من الفنانات صفية السليمان، ومشاعل بنت عبدالإله، ومنيرة السديري، وهالة العمير أمام الحاضرات على البورسلان وأجبن عن تساؤلاتهن عبر لقاء مفتوح. ورسمت الفنانة خديجة زارع على الحرير في اليوم التالي بعد أن عرَّفت بالأدوات والخامات المستخدمة في ذلك الأسلوب. ورسمت سلوى الحقيل في اليوم نفسه بالألوان المائية بعد التعريف بخامات وأدوات الرسم المائي. في يوم آخر عرّفت مها السنام بتاريخ خامة الاكريلك وفرقت في محاضرتها بين مصطلحين يخلط الناس في السعودية بينهما وهما الرسم والتصوير التشكيلي. وفرَّقت كذلك بين خامة الزيت والألوان المائية. وتحدثت شريفة السديري كرئيسة للمعرض وإحدى الفنانات السعوديات المشاركات عن تجربتها في لقاء مفتوح مع الحاضرات. وفي آخر الفعاليات تحدثت ثلاث فنانات منال الرويشد، وهناء الشبلي، وعائشة الحارثي يرسمن بالألوان المائية عن تلك الخامة. هدى العمر كتشكيلية سعودية عريقة كان لها لقاء مفتوح مع الحاضرات تحدثت فيه عن طريقتها في الرسم بالزيت. تميز المعرض بتنوع الخبرات التشكيلية فيه بين دارسات وهاويات. مها السنان فنانة ناشئة تحضر الماجستير في التصوير التشكيلي ترى أهمية لهذا المعرض: "في هذا المعرض اجتمعت بفنانات ذوات خبرة. تعارفنا ووصلنا الى خطط مشتركة نسعى اليها في المستقبل. وكان لهذا العمل الجماعي الذي تقاسمنا فيه المسؤوليات متعة وتواصل فريدان من نوعيهما". الأميرة لمياء السبهان إحدى الفنانات اللائي تميزن في أسلوبهن الفني تقول: "هذا المعرض جمعني بكثير من زميلات الدراسة، وأعاد إلينا ذكرياتنا المشتركة عندما كنا نرسم في مرسم الكلية. وطالما اننا بهذا الحماس فسيتواصل إنتاجنا". الأميرة غادة بنت مساعد تؤكد قيمة لهذا المعرض الجماعي وتقول: "للمرة الأولى تخطو 34 فنانة تشكيلية من منطقة واحدة وهي الرياض إلى التواجد في معرض متقارب المستويات يعرّفنا بالناس. كما ان هذا المعرض كان فرصة ثمينة لفنانات لهن أسلوبهن المتميز في الرسم ولكن غير معروفات". غابت بعض اللوحات المعروفة لفنانات شاركن في المعرض وذلك لتجوالها في معارض محلية وعالمية مشتركة تمثل الفنانين السعوديين. وفي هذا المعرض طُبِعت الأعمال الفنية على بطاقات وجدت الإقبال عليها من زائرات المعرض. الأطفال حضروا مع أمهاتهم وأبدوا ملاحظاتهم للفنانات اللائي علَّقن بدورهن عليها. تقول الفنانة وداد الشريف: "أكثر ما أثار أولئك الصغار لوحات تحمل ملامح طفل أو امرأة. وأما أسئلتهم فكانت عن معاني ومضامين بعض اللوحات". ومركز المناهل أنشئ سنة 1989م أحد اهم المراكز النسائية الرائدة في الرياض من ناحية إعداده للبرامج التعليمية والثقافية والترفيهية للسيدات والاطفال. وللمركز دور بارز من ناحية إثرائه لموهبة المرأة السعودية في مجالات عدة. وفيما يخص هذا المعرض نظم المركز دورات متطورة في مجال الرسم مستعينا بخبيرات عربيات وأجنبيات لصقل تجارب الموهوبات ممن لا يملكن شهادة أكاديمية في مجال الرسم".