واشنطن - أ ف ب - نجح فريقا بحث اميركيان للمرة الاولى في زرع خلايا بشرية غير متخصصة في المختبر يمكن ان تسستخدم لانبات عضلات للقلب او انسجة للدماغ، ما يبشر بأحداث ثورة في عالم الطب. وتكمن أهمية زراعة خلايا جنينية غير متخصصة، هي الخلايا الاصلية لكل الانسجة في الجسم، في انها تفتح آفاقاً واسعة امام علاج مرضى يعانون من مشكلات في القلب، او امراض تصيب الدماغ مثل تناذر باركنسون، أو السكري وبعض انواع السرطان. وأكدت مجلة "ساينس" أمس ان الاكتشاف يمكن ان يؤدي الى ايجاد علاج يحل مشكلة النقص في الاعضاء. ويقول مسؤول الفريق الاول جيمس تومسون، الباحث في جامعة وسكنسون في ماديسون، ان البحث الذي اجراه "اثبت امكانية عزل وزراعة هذه الخلايا ما يفتح آفاقاً امام التوصل الى طرق ثورية للعلاج". ويقول مسؤول الفريق الثاني جون غيرهارت، من جامعة جون هوبكنز في بالتيمور مريلاند "لن يمكننا هذا من انتاج خلايا يمكن زرعها فحسب، ولكن من تعديل هذه الخلايا بحيث نخفض حوادث رفض الاعضاء او الانسجة المزروعة". ويضيف ان هذه الطريقة يمكن ان تخلق "متبرعين عالميين". وكان علماء الاحياء تمكنوا قبل بضع سنوات من انبات خلايا غير متخصصة في المختبر من ثدييات بينها فئران. الا ان انبات خلايا غير متخصصة بشرية كان يشكّل حلماً بالنسبة لهم. نسخ الخلايا وترتدي هذه الخلايا التي تظهر في المراحل الاولى من تطور الجنين، اهمية خاصة لانها تشكل نقطة الانطلاق الى تكون الخلايا المتخصصة في الجسم البشري. فبعضها يتحول الى خلايا عضلية، واخرى لانتاج الدم، او الغضروف. وقام باحثو جامعة وسكنسون بعزل الخلايا الجنينية من اجنة بشرية عمرها بضعة ايام تم تلقيحها في انابيب الاختبار، من بويضات وحيوانات منوية حيامن اشخاص يخضعون لعلاج للتخصيب. اما باحثو جون هوبكنز، فطوروا خلاياهم من عينات من النسيج الجنيني البشري، عبر اخذ خلايا اولية، يمكن ان تنمو لتصبح بويضات او حيامن، ثم عزلوا منها خلايا غير متخصصة. وبعد الحصول على هذه الخلايا قاموا بنسخ أعداد كبيرة جداً منها. ويقدم نجاح زرع الخلايا البشرية غير المتخصصة شروحاً وافية حول آليات تطور الجنين والتشوهات التي يمكن ان ترافق هذا النمو او تؤدي الى الاجهاض. كما يأمل الاطباء ان يتمكنوا من استخدام هذه الخلايا لتجربة فعالية الادوية الجديدة بصورة مباشرة بدلا من تجربتها على الفئران. الا ان الهدف الابعد يكمن في استخدام هذه الخلايا السليمة لتحل محل انسجة مريضة، او لعلاج الانسجة المنهكة عبر تطعيمها بأنسجة تم تعديلها في المختبر. إنجازات خارقة ويقول توماس اوكارنا، من مختبرات جيرون، التي موّلت أبحاث الفريقين ان "هذه الخلايا تفتح آفاقاً واسعة لتطعيم وزرع الأعضاء وتطوير علاجات كفيلة بتحقيق إنجازات خارقة في مجال الطب". ولكن قبل التوصل الى ذلك، لا يزال امام الباحثين طريق طويل. فهم وان بات في وسعهم زراعة هذه الخلايا فانهم لا يزالون عاجزين عن توجيهها لتنمو على شكل أعصاب أو خلايا أو غضروف مثلاً. كما ان مثل هذا التلاعب لا بد سيثير مشكلات اخلاقية حادة. وكانت جامعة وسكنسون واجهت مشكلة في الحصول على تمويل لتجاربها بسبب اجرائها على اجنة بشرية. وعليه كان عليها أن تجد مختبراً خاصا يموّلها. ويقول غيرهارت، ان هناك حاجة لتعديل القانون الاميركي بحيث يتيح تمويل مثل هذه التجارب، نظرا للمنافع الواعدة لهذه الخلايا.