مسافة شاسعة قطعها الكومبيوتر من الأجهزة الضخمة التي تحتل بنايات بكاملها الى الكومبيوتر المنضدي وكومبيوتر الحضن والمحمول باليد. وعملية النمنمة مستمرة وآخر ابداعاتها أجهزة كومبيوتر وهاتف محمولة في الساعات اليدوية. ساعات يدوية تقوم بمهام الكومبيوتر والهاتف والمنادي وتتبادل المعلومات لاسلكياً من أعماق البحار. تتنافس في انتاج الأجهزة الجديدة أكبر شركات صناعات الساعات. وتحمل الأجهزة القادمة أسماء ساعات معروفة، مثل "سيكو" و"ستزن" و"سواتش" و"تايمكس". وتدخل السوق شركات الاتصالات العالمية الكبرى، مثل "نيبون" اليابانية، التي تساهم في انتاج ساعات يدوية للكومبيوتر والمناداة والهاتف النقال، فيما أعلن عملاق صناعات الكومبيوتر الأميركية "آي بي إم" عن عزمه على الدخول في الميدان الجديد. "سيكو" الكومبيوتر أول ساعات التكنولوجيا المتقدمة من صنع شركة "سيكو" وأطلقت عليها اسم "ربيوتر" Ruputer وهي ساعة بكومبيوتر شخصي. طرحت الساعة الجديدة في الأسواق في الربيع الماضي وتحتوي على ذاكرة تبلغ قوتها 2 ميغابايت. ويمكن أن تتبادل الساعة الجديدة المعطيات عبر الكومبيوتر وتحفظ ملفات الى حد 40 ألف كلمة ، كما يمكنها الاتصال بالساعات الاخرى المماثلة أو بأجهزة المساعد الشخصي مثل "زوروس" Zaurus، التي تصنعها شركة "شارب". وقال مدير عام شركة "سيكو" التي صممت الساعة الجديدة إنها تمتاز على أجهزة الكومبيوتر المحمولة باليد بصعوبة سرقتها أو ضياعها. ويبلغ وزن الساعة 67 غراماً، وهي أخف من معظم الساعات، التي يراوح وزنها ما بين 70 و80 غراماً. وتخطط "سيكو" لانتاج 100 ألف ساعة منها سنوياً. ساعة اللاسلكي لكن الخبراء يعتقدون بأن ساعة "سيكو" الجديدة ثقيلة الاستخدام ككومبيوتر وتصلح أكثر لحفظ المعلومات، لأن ادخال المعطيات فيها مهمة صعبة. سبب ذلك ليس الساعة، بل الأصابع البشرية التي لا تستطيع الضغط على أزرار صغيرة جداً. ولا يمكن إضافة لوح مفاتيح الى الساعة للقيام بالمهمة. وتعهد ساعات "تايمكس" بهذه المهمة الى جهاز كومبيوتر شخصي فيما تركز هي على حفظ أرقام الهاتف والعناوين. ويمكن للساعة الجديدة التي تحمل اسم "داتا لينك 150" Data Link 150 حفظ 150 رقم هاتف ومواعيد وملاحظات. لكن المستخدم لا يستطيع ادخال المعطيات مباشرة في ساعة "تايمكس" التي تستطيع تسلم المعطيات لاسلكياً من كومبيوتر شخصي يحمل المعلومات. المتعددة الوسائط وتركز "ستزن" في ساعة "هايبر-أكوالاند" Hyper-Aqualand التي تنتجها على القيام بأدوار متعددة الوسائط. تستخدم الساعة الجديدة في أعماق البحار وتسجل الوقت ودرجات الحرارة وعمق الماء. ويمكن بث المعلومات المسجلة على كومبيوتر شخصي عبر أداة اتصال على متن الزورق. وذكرت "ستزن" أنها باعت 100 ألف وحدة منها لحد الآن. وتختار ساعات "سواتش" اتجاهاً آخر حين تطرح ساعات خفيفة تحتوي على جهاز منادٍ وهاتف لاسلكي. ساعة المنادي يبلغ وزنها 35 غراماً فقط. وعرضت شركة "نيبون" ما تعتبره أصغر ساعة هاتف يدوية يبلغ وزنها 45 غراماً فقط. وتحتوي الساعة الجديدة على جهاز تعرف على الأصوات يتيح لمستخدمها إدارة قرص الأرقام صوتياً. وتخطط "نيبون" لخفض وزن ساعة الهاتف الى النصف لتصبح في وزن الساعات الاعتيادية. مشكلة البطاريات والبطاريات هي أكبر مشكلة تواجهها صناعة أجهزة وهواتف الساعات اليدوية. مع ظم الساعات اليدوية لا تحتاج لأجل متابعة الوقت سوى الى بطاريات الليثيوم البالغة الصغر. لكن الحوسبة والاتصالات تستهلك طاقة أكبر بكثير وتلزمها بطارية مدمجة تدوم فترة أطول. ساعات الهاتف التي تنتجها "نيبون" مثلاً تعمل 60 دقيقة فقط إذا استخدمت دون توقف. ويدوم منادي "سيتزن" نحو شهر، بينما لا يدوم نموذجه المستخدم للبريد الألكتروني أكثر من اسبوعين أو ثلاثة. وتُستهلك كمية كبيرة من الطاقة لربط الساعة بالمودم لبث وتلقي البريد الألكتروني والاتصال بالانترنت. ويتوقع أن تتوصل الصناعة خلال الثلاث السنوات المقبلة الى حل لهذه المشكلة. وستفتح آنذاك أمام الساعات اليدوية الجديدة أبواب السوق الواسعة. أكد ذلك الخبراء اليابانيون الذين يعتقدون بأن الساعات اليدوية مناسبة تماماً للاستخدام كهاتف.