طغى الوضع المتوتر في جنوبلبنان على أجواء الإستشارات النيابية التي أجراها رئىس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، وانتهت في يومها الثاني الأخير أمس. وتميزت بتأييد النواب كل ما ورد في خطاب القسم، ومطالبتهم "بأن يؤخذ بالعناوين التي حملها، لدى صوغ البيان الحكومي". واللافت أن معظمهم شددوا على أهمية التعاون بين لحود ورئيس الحكومة المكلّف، وعلى ضرورة تمثيل مناطقهم في الحكومة، في مقابل خروج بعضهم من مكتب لحود بانطباع إيجابي عن علاقته بالرئيس رفيق الحريري، على خلاف ما كان تردد أخيراً أو أشيع. وعلى رغم أن لحود حرص على الإستماع إلى وجهة نظر الكتل النيابية والنواب المستقلين الذين طالبوا بحكومة تكون بمثابة فريق عمل منسجم ومتعاون إلى أقصى الحدود، فأن أحد النواب أبلغ "الحياة" أن رئيس الجمهورية تحدث عن وجهة نظره المفضّلة حكومة عادية غير موسّعة. لكنه رأى أن هذا الأمر متروك للقاءاته مع رئىس الحكومة المكلّف وللمشاورات مع المجلس النيابي ورئيسه نبيه بري التي ستبلور الصورة النهائية. والبارز أيضاً أن كتلة الوفاء للمقاومة حزب الله خرجت مرتاحة من الإستشارات. وقال مصدر فيها أن الرئىس لحود أظهر إستجابة في دعم المقاومة، وأشاد بعمليتي مركبا الأخيرتين، مؤكداً "التعاون للنهوض بالبلد". وفي شريط الإستشارات سجّل الأتي: - كتلة الوفاء للمقاومة: أوضح رئىسها النائب إبراهيم أمين السيد "أنها حددت مواصفات مطلوبة في الرئىس المكلّف، من دون تسمية أحد". وأفاد بيان لها لاحقاً أنها قدّمت إلى لحود "مذكرة عرضت رؤيتها للأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والقضايا الكبرى". وثمّنت الجدّية والصراحة في خطاب القسم. - النائب بطرس حرب: قال أنه ترك للحود بعد التشاور الأخذ في الإعتبار الظروف التي تساعده على تحديد فريق العمل المناسب وتحديد شخصية رئىس الحكومة، وكان إسم الرئىس سليم الحص أحد الخيارات التي أودعها إياه. - النائب مصباح الأحدب: سمّى الحريري "لأن ثمة فرصة حقيقية له بوجود الرئىس لحود لتنفيذ الخطة التي حاول تنفيذها لتحقيق إصلاح إداري وغيره". - النائب فوزي حبيش: سمّى الحريري باعتباره "الشخص المطلوب للمرحلة". - النائب خالد ضاهر الجماعة الإسلامية: لم يسمّ أحداً ولم يفوّض أحداً، موضحاً أنه لا يعترض على من يلتزم ما قاله لحود في خطاب القسم. - النائب قبلان عيسى الخوري: سمّى الحريري متمنياً أن يتعاون مع لحود. - كتلة النائب سليمان فرنجية: تكتّمت على إسم مرشحها، لكن مصادر الحريري أفادت أنها سمّته. - النواب عبداللطيف كبارة وعبدالرحيم مراد والياس الخازن ومنصور البون وكميل زيادة ورشيد الخازن وحبيب حكيم ونديم سالم: سمّوا الحريري. - النواب صالح الخير وعاصم قانصوه وعبدالرحمن عبدالرحمن ونهاد سعيد: لم يكشفوا عن أسماء مرشحيهم. ولكن علمت "الحياة" أنهم زكّوا الحريري. - النواب عصام فارس ونائلة معوّض وأحمد حبوس وإميل نوفل، تكتّموا على الإسم أو تركوا الخيار للرئيس. - النائب نسيب لحود: سمّى الحريري. وطالب بأن يتضمن برنامج عمل الحكومة "إتجاهاً واضحاً لتصويب السياسات الإقتصادية والإجتماعية التي رافقت مشروع إعادة الإعمار، وبأن تكون بكل أعضائها من أشخاص فوق الشبهات يشهد لهم عبر ممارستهم الفعلية أنهم من أنصار دولة القانون والمؤسسات كي لا يكونوا حجر عثرة في وجه عملية الإصلاح الجذري التي يطالب بها المواطنون وقد عبّر عنها لحود خير تعبير في خطاب القسم". - النائب بيار دكاش: قال أنه كان يودّ "ترك الخيار للرئىس ليتمكن من التعاون مع الآخرين لكن تمسّكه وتمسّكنا بالنصوص الدستورية لجهة التسمية، جعلني أسمّي الحريري". لكنه وضع أربعة شروط هي: "أن تكون هناك أولويات وأولها إعادة المهجّرين، وترشيد الإنفاق، والتقشّف لحماية المواطن، والتزام القانون والإحتكام إلى الدستور". - النائب تمام سلام: تمنى للحود التوفيق في مهامه، وسمّى الحريري. - النائب مصطفى سعد: قال أن الأمر عند لحود. وأضاف "هناك النائب السابق حسن الرفاعي، وكل مواطن كفي ويده نظيفه وهمّه الأساسي مصلحة الشعب". وبعدما أنهى لحود إستشاراته أطلع بري على نتائجها ثم استدعى الحريري إلى القصر واجتمع معه. وفي المواقف، أكد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين أن "خطاب الرئىس لحود يشكل أساساً صحيحاً لبناء دولة صحيحة ومتوازنة". وشدد على "أهمية الحكومة كجهاز قويم يعمل لبناء دولة المؤسسات والقانون". وطالب "بالحفاظ على المال العام واستمرار النهج المقاوم والتزام العلاقة مع سورية"، معتبراً أن "على العهد أن يتأسس على ثوابت وفاقية لا على مجرد وفاق كيفما اتفق". وطالب حزب الوطنيين الأحرار "بحكومة وفاق لطي صفحة الماضي والتأسيس للمستقبل، وتأكيد خيار التوازن والكفاية ونظافة الكف، والعمل على تعزيز مقومات الوطن واستمراره، واستعادة ما فقد منها، والإيمان المطلق بالحريات، والتصدي للأزمات، وإقفال ملف التهجير نهائياً". إلى ذلك، باشرت البلديات والأجهزة المختصة إزالة الصور واللافتات التي رفعت أخيراً لمناسبة إنتخاب لحود، عملاً بالقرار الصادر عن المديرية العامة للرئاسة