صدر حديثاً عن مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق في بيروت كتاب "تركيا، الجمهورية الحائرة: مقاربات في الدين والسياسة والعلاقات الخارجية" لمؤلّفه الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نورالدين. والكتاب هو محطة أخرى في مسيرة المؤلف للإحاطة بتاريخ تركيا وعالمها الداخلي والخارجي. ويتضمن تقديماً وأربعة فصول، والمقدمة بعنوان "كيف نفهم تركيا" تحمل رؤية المؤلف الخاصة عن كيفية التعاطي العربي حيال تركيا، مشيراً إلى الكثير من المداخل لفهم إحدى القوى المؤثرة في التاريخ العربي والشرق الأوسطي المعاصر، ومحدّداً آليات التواصل بين الطرفين العربي والتركي، وهي مسؤولية تقع عليهما معاً. يتناول المؤلّف في الفصل الأول الذي يحمل عنوان "تجربة وتحدّيات" ذكرى مرور 75 عاماً على إعلان الجمهورية في تركيا، من خلال تقويم التجربة الكمالية في مسيرتها الأوروبية، والعوامل التي تحكمت بها والعوائق التي مازالت تحول حتى الآن من انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي، ومحاولة فهم هذه العلاقة في عمقهاالتاريخي الممتد إلى مرحلة فتح القسطنطينية عام 1453. ثم يعرض بالوقائع والأرقام والتحليل الخريطة الدينية والمذهبية والعرقية في تركيا، وينهي الفصل بالحديث عن "معضلة الجيش والسلطة في تركيا" وتحليل الجذور التاريخية والمعاصرة لدور المؤسسة العسكرية المركزي في الحياة السياسية التركية. أما الفصل الثاني فعنوانه "الإسلام السياسي: الحظر الثالث"، وفيه تحليل حقبة حسّاسة في تاريخ تركيا المعاصر، ألا وهي تجربة حزب الرفاه في السلطة والظروف التي أحاطت بمسألة حظره، والدروس المستخلصة لعلاقة "الرفاه بالديموقراطية" وخياراته المستقبلية. ويطلّ المؤلف في الفصل الثالث على جانب ما زال غير واضح من الحركة الإسلامية في تركيا وهو "الإسلام الإجتماعي: الوجه الآخر"، فيتناول بالأرقام والوثائق مجمل جوانب قضية التعليم الديني في تركيا، من معاهد إمام - خطيب إلى دورات تدريس القرآن الكريم والمعرفة الدينية. ويتناول الفصل الرابع علاقات تركيا الخارجية.