"حينما اخترت جون مالكوفيتش رئيس لجنة التحكيم تعجّب البعض. اولاً لأنهم لم يتوقعوا ان انجح في جلب نجم اميركي كبير، وثانياً لأن الاختيار دقيق وصعب". يقول حسين فهمي ولا يخفي اعجابه باختياره جون مالكوفيتش ليس اي ممثل. في اميركا يعتبرونه احد افضل عشرة ممثلين من جيل ما بعد نيكولسون ودوفول، وفي اوروبا له صيت فني جيد وكبير. ويوافق رئيس مهرجان القاهرة على ان اختيار رئيس قوي ينعكس ايجابياً على المهرجان الذي يتولاه هذه السنة للمرة الاولى ويضيف: "... كذلك التنظيم. حينما بدأت العمل على هذه الدورة قبل اقل من ستة اشهر، كنت أطمح الى تحقيق اربعين في المئة من التقدم، كنت اعتقد انني لن استطيع تحقيق اكثر من ذلك. لكن استطيع ان اقول بعد حفلة الافتتاح، انني حققت ثمانين في المئة". هناك اجماع بين الموجودين هنا على ان الحفلة كانت افضل افتتاح للمهرجان الذي يمتد الآن الى 22 سنة. فيلم الافتتاح كان "تانغو" للاسباني كارلوس ساورا الذي يحكي فيه، باسلوبه الرشيق المعتاد، قصة مخرج يريد ان ينسى حبه عبر تحقيق فيلم عن "التانغو". اخرج ساورا الفيلم عن سيناريو كتبه بنفسه وجلب اليه الايطالي الكبير فيتوريو ستورارو لتصويره والنتيجة كانت واحدة من تلك الافلام التي تداهمك بجمالها وأناقة تنفيذها. واول فيلم مسابقة تم عرضه هو "ملائكة الوحل" دراما من مخرج جديد هو دمتري اوسمانيللي من سينما تخرج للعلن حديثاً في مقدونيا. تبعه الفيلم الاميركي "البائسون" لبيلي اوغست. ليس افضل افلام المخرج الدانماركي الذي فاز بسعفة مهرجان "كان" الذهبية مرتين، لكنه افضل من اعمال اخرى اخرجها سابقاً منها "بيت الارواح" وفيه حضور درامي جيد من بطليه ليام نيسون في دور جان فالجان وجيفري راش بطل "تألق". السينما المصرية في هذا الخضم، سعيدة بأن احد كبار فنانين، يرأس مهرجاناً ناجحاً وبأن فيلم "كونشرتو درب السعادة" جديد المخرجة البارعة اسماء البكري هو الذي يمثل السينما المصرية في هذا الحفل العالمي. الى ذلك، هناك بهجة مماثلة لدى الموجودين من عودة "بانوراما السينما المصرية" التي ستقام في الاسبوع الثاني من المهرجان، في وقت تحتاج فيه هذه السينما الى كل دعم اعلاني ممكن.