واشنطن - أ ف ب - بعد ثمانية أشهر على الجولة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي بيل كلينتون إلى افريقيا، يتوجه وزير التجارة وليام ديلي مطلع كانون الأول ديسمبر المقبل على رأس وفد ضخم إلى القارة السوداء التي تسعى واشنطن إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية معها. وأعلن ديلي في بيان أن جولته التي ستشمل جنوب افريقيا وكينيا وساحل العاج ونيجيريا اعتباراً من 30 تشرين الثاني نوفمبر وحتى السابع من كانون الأول، تأتي "تجازباً مع الامكانات التجارية ومجالات الاستثمار المتنامية التي توفرها الأسواق الافريقية والتي ستساهم مستقبلاً في ازدهار المنطقة". وأكد الوزير الأميركي، الذي يرافقه في الجولة خمسة عشر صناعياً أميركياً، ان "هذه البعثة التجارية ستؤكد أيضاً تصميم الولاياتالمتحدة على الالتزام كلياً ولمدى طويل في عملية الازدهار التجاري في افريقيا"، مضيفاً ان "افريقيا تشكل الحدود الأخيرة للمصدرين والمستثمرين الأميركيين لكن هناك في الحقيقة امكانات متينة وواعدة". ولفت إلى أن "رجال الأعمال الأميركيين اعتبروا، ولزمن طويل، افريقيا منطقة نفوذ لمنفسينا الأوروبيين". لكن بفضل الاصلاحات التي بدأت تنفيذها دول افريقية عدة جنوب الصحراء، باعتماد قوانين السوق الحرة، شهدت هذه المنطقة في الواقع "انتعاشاً اقتصادياً" ترجم بنمو بلغت نسبته 9،4 في المئة عام 1996 و4 في المئة عام 1997، حسبما قال الوزير الأميركي الذي توقع ان يستقر معدل النمو لهذا العام على 8،4 في المئة. وتتجسد رغبة الأميركيين في التحرك اقتصادياً من الآن فصاعداً بشكل فاعل في هذه القارة التي أهملوها فترة طويلة، جلياً في كثرة الزيارات التي قام بها أخيراً مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية على اثر جولة بيل كلينتون. وتوجه ديلي نفسه مرتين إلى افريقيا خلال الأشهر الماضية، ووزير الخزانة روبرت روبن قام بجولة مطولة في تموز يوليو، كانت الأولى لوزير خزانة أميركي. وتندرج البعثة التجارية المقبلة تماماً في إطار "شراكة" أميركية - افريقية اقترحها كلينتون في الربيع الماضي أثناء جولته التي استمرت اثني عشر يوماً وشملت ست دول في افريقيا السوداء. كما ترمي إلى جعل افريقيا شريكاً تجارياً كاملاً بحيث لا يعود يعتمد فقط على المساعدة الثنائية والمتعددة، على حد قول ديلي.