انخدع عشرات الآلاف من جمهور القاهرة مساء أول من أمس الذين صدقوا كلام الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الذي ملأ صفحات الصحف، عن أن حفلة الافتتاح ستبث على شاشة مائية وسط النيل بين كوبري قصر النيل و6 أكتوبر، وفوجئ الجمهور ان الشاشة المزعومة اختفت ولا مكان لها، فاضطر عشرات من الصحافيين الذين أرادوا متابعة الحدث السينمائي على الشاشة الجديدة الى سؤال المسؤول في دار الأوبرا، وجاءت الاجابة أن الشاشة المائية نقلت الى مكان آخر أمام فندق مريديان حيث لا يمكن لأي مواطن أن يشاهد أي شيء على الاطلاق. وتبين بعد ذلك ان الشاشة لا تعمل وانتهت الليلة بخداع عشرات الآلاف من محبي فن السينما الذين أرادوا متابعة حفلة الافتتاح على الشاشة المائية "الوهمية" تفاصيل أخرى عن المهرجان في ملحق سينما غداً. وكانت وقائع حفلة افتتاح الدورة الثانية والعشرين التي يتنافس على جوائزها 19 فيلماً بدأت في المسرح الكبير في دار الأوبرا في الثامنة مساء أول من أمس بكلمة لمقدمة الحفلة الفنانة إسعاد يونس ومديحها المبالغ لرئيس المهرجان. ثم قدمت يونس لجنة التحكيم التي يرأسها المخرج الاميركي جون مالكوفيتش الذي تم تكريمه، وصعد بعد ذلك أعضاء اللجنة من دون الفرنسية بريجيت روان التي لم تحضر الحفلة. وتم تكريم النجمة الايطالية جينا لولو برجيدا، ثم اسم المخرجين الراحلين عزالدين ذو الفقار وحسن الإمام، ثم الفنانة سعاد حسني التي لم تحضر حفلة الافتتاح لظروف مرضها، وألقت كلمة بصوتها "شكرت فيها الرئيس حسني مبارك، وقالت إنني لم أقدم سوى دوري الطبيعي"، وتسلمت جائزة تكريمها شقيقتها جيهان. مفاجأة حفلة الافتتاح كانت في تكريم المخرج يوسف شاهين، الذي قال: "إن السينما هي الوحيدة التي تدافع عن الفكر الحر"، والمفاجأة الثانية هي تكريم المخرج السوري مصطفى العقاد، الذي أعلن: "ان الفنان مهما اشتهر عالمياً فإنه يفرح بتكريم أهل وطنه وقوميته". وعقب ذلك عرض فيلم "تانغو" للمخرج كارلوس ساورا.