سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلاقات اللبنانية - السورية في مشهد الوضوح . الثقافة لم تصلح ما افسدته السياسة واللبنانيون حالات فرح فردية . محمود يونس : خط السير دمشق - بيروت - دمشق بعيد عن الاتصال الاجتماعي
العلاقة اللبنانية - السورية نموذج لجدلية اللقاء والافتراق. وقد أضفت حرب لبنان الطويلة وسلامه البادئ مع "الطائف" على العلاقة بعض الحذر والشكوك، كما أناطت بمؤسسات البلدين مهمات تتعدى السياسة والأمن إلى الاقتصاد والاجتماع لوضع العلاقة في مشهد الوضوح والحرية. في "الضفة" السورية التقت "الحياة" شخصيات في مجالات متنوعة لتجيب عن السؤال: "ما تأثير العلاقة اللبنانية - السورية في المجتمع السوري اليوم؟ وكيف تقوّم هذه العلاقة من موقعك المهني والفكري؟". والاستطلاع أعدته في دمشق هالا محمد. في الماضي كان لدمشق 27 كاراجاً في بيروت، وكان لكل كراج زبائنه، ولكل سائق زبائنه أيضاً يتصلون بالكاراج ويطلبون "السائق الفلاني الخاص" الذين اعتادوا على خدمته ومعاملته. يعني صارت هناك علاقات، وكانت الخدمة جيدة في المكاتب كلها. أرادت الدولة في لبنان أن تجمع السيارات في مجمع واحد من أجل تخفيف زحمة السير في المدينة ربما! فصار السائق السوري لا يستطيع الوصول إلا إلى المرفأ البور - محطة شارل حلو - حيث تم بناء الكاراج الموحد. وبقيت المكاتب القديمة مفتوحة للسائق اللبناني، إضافة إلى كونها شريكة في مكتب المرفأ. أي تم التفريق في المعاملة بين السائق السوري والسائق اللبناني، بحيث لا يزال اللبناني يحصل على الطلبات الخارجية القديمة بحكم علاقته المستمرة مع المكاتب القديمة، بينما لم يعد السوري يستطيع بناء أي علاقة، بل الانطلاق حسب الدور من المرفأ. فاختلفت العلاقة مع الزبائن واختلفت نوعية العمل. وصار زمن الانتظار في الكاراج أطول لأنه لا يوجد بالتأكيد التزام باحترام دور كل سائق، فالطلبات الخارجية بقيت سارية بحكم العلاقات الشخصية. تدفع السيارة السورية 400 ليرة سورية "كوميسيون خروج" من كاراج بيروت، بينما لا تدفع السيارة اللبنانية إلا مئة ليرة سورية كوميسيون خروج من دمشق. في دمشق لا يدفع السائق اللبناني نقوداً ثمن تسجيل سيارته في "الدور"، بينما يدفع السائق السوري في لبنان 35 ليرة سورية ثمناً لذلك. في دمشق يوجد كاراج موحّد. والعلاقة أيضاً موحدة بين السوري واللبناني ويمكن سؤال السائقين اللبنانيين عن ذلك. فهنا نسير حسب النظام، أي كل بدوره. في لبنان، يدفع السوري واللبناني كل سنة ألف ليرة سورية بدل بطاقة انتساب إلى الكاراج الموحد في المرفأ، بينما في دمشق لا ندفع شيئاً. في الماضي كانت المهنة ممتعة أكثر. الآن نعمل فقط لكي نعيش. * سائق منذ 30 سنة على خط دمشق - بيروت - دمشق