اعربت السلطات الفلسطينية عن استيائها من إصرار الحكومة الاسرائيلية على عدم اطلاق اكثر من 200 سجين سياسي فلسطيني، ودعت اسرائىل الى تنفيذ تعهداتها في هذا الصدد، كما دعت واشنطن والمجتمع الدولي الى التدخل لتسوية هذه المشكلة. وبدأ معتقلون فلسطينيون من حركة "فتح" في سجن مجدو اضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على السياسة الاسرائيلية. في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تأكيده خلال اجتماع لحكومته امس عدم موافقته على اطلاق المعتقلين الفلسطينيين المتورطين في عمليات قُتل خلالها اسرائيليون أو الذين ينتمون الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. كذلك قال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي افيغدور كهلاني امس ان اسرائيل لن تطلق سوى 200 معتقل سياسي فلسطيني "بمقتضى اتفاق شفوي بين نتانياهو والرئيس بيل كلينتون في محادثات واي". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الناطقة بالعربية جدلاً دار في المجلس الوزاري الاسرائيلي بين نتانياهو وكل من وزير الأمن الداخلي ووزيرالصناعة ناتان تشارنسكي في شأن هذه القضية، اشار خلاله كهلاني الى وجود تباين في فهم هذه المسألة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، ورد نتانياهو انه ليس مسؤولاً عن سوء فهم الفلسطينيين للموقف الاسرائيلي، فيما عبر تشارنسكي عن مخاوفه من قيام كلينتون بالضغط على الحكومة لحملها على اطلاق المعتقلين السياسيين، فرد نتانياهو بالقول "ولما لا يحدث العكس، أي ان يحاول كلينتون اقناع الفلسطينيين بقبول الوضع الراهن". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات وجه أول من أمس رسالة الى الادارة الاميركية وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي وأطراف عربية ودولية اخرى اضافة الى رسالة الى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه طالب فيها هذه الاطراف بالضغط على اسرائيل لالتزام تنفيذ البند المتعلق باطلاق الأسرى الفلسطينيين الذين تصر السلطة الفلسطينية ان يكونوا من المعتقلين السياسيين. وفي اطار التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في قضية المعتقلين، عقد مسؤول ملف الأسرى في السلطة الفلسطينية مؤتمراً صحافياً امس طالب فيه الحكومة الاسرائيلية مجدداً بالوفاء بالتزاماتها واطلاق 150 معتقلاً سياسياً، كان يتوجب ان تشملهم الدفعة الأولى التي أفرج عنها، كما دعاها الى الكف عن سياسة الخلط التي تتبعها في الدمج بين المعتقلين السياسيين والجنائيين. وقال: "اننا لم نذهب الى واشنطن للتفاوض على اطلاق اشخاص سرقوا سيارات". وحذر الحكومة الاسرائيلية من انها اذا لم تسوى هذه المشكلة وتلتزم الاتفاق، فإنها قد تدخل الجميع في مشكلات سيكون من الصعب الخروج منها. وطالب الادارة الاميركية بممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لاجبارها على تنفيذ ما التزمت به. ودعت جمعية الأسرى والمحررين الفلسطينيين الى تنظيم اعتصام شامل اليوم امام مقر الصليب الأحمر في غزة، في مسعى لتفعيل الضغط الشعبي الفلسطيني في قضية الأسرى. وفي غضون ذلك، علم ان ثلاثة من أسرى حركة "فتح" في سجن مجدو الاسرائيلي شمال بدأوا أول من أمس اضراباً مفتوحاً عن الطعام مطالبين بإطلاق جميع المعتقلين الفلسطينيين. وقال ممثل عن المعتقلين في اتصال هاتفي مع مراسل وكالة "فرانس برس" "نحن بصدد اضراب تحذيري تدريجي سيشارك فيه اسرى فتح في سجون اسرائيل". وأضاف: "لن نقبل المساومة على حقوقنا وحقوق جميع المعتقلين ويتوجب اطلاق الأسرى جميعاً". ودعا الرئيس ياسر عرفات امس الى عقد اجتماع للمجلس الثوري لحركة "فتح" لتقويم الوضع الداخلي في اعقاب تنفيذ المرحلة الأولى من اعادة الانتشار الثانية التي يشملها اتفاق واي. ومن المقرر ان يبحث اجتماع المجلس الثوري وهو اعلى هيئة حركية بعد اللجنة المركزية في قضايا داخلية تهم الحركة، خصوصاً بعد انعقاد المؤتمر الاقليمي لحركة "فتح" في القدس استعداداً لمفاوضات الحل النهائي. الى ذلك، أعلنت السلطة الفلسطينية امس ان قواتها دخلت ثماني قرى وبلدات قرب مدينة طولكرم شمال الضفة كجزء من المرحلة الأولى للانسحاب الاسرائيلي الثاني حسب اتفاق واي. وقال محافظ طولكرم عزالدين الشريف لوكالة "فرانس برس": "انتشرت قوات الشرطة والأمن الوطني الفلسطينية في ثماني قرى وبلدات وسنفتتح مراكز شرطة في كل منها". وتضم هذه المواقع بلدة عنبتا 8 آلاف نسمة ومخيم نور شمس للاجئين 3 آلاف نسمة وقرى رامين واكتابا وبلعا وكفر رمان وعلار وصيدا. وكانت هذه المواقع تقع ضمن المناطق المصنفة "ب" التي تخضع لسيطرة اسرئيلية - فلسطينية مشتركة وباتت الآن ضمن مناطق "أ" الخاضعة للسيادة الفلسطينية. ولم يحتفظ الجيش الاسرائيلي بمعسكرات أو مواقع ثابتة في هذه المناطق لكنها كانت تخضع لسيطرته الأمنية.