سوزوكا اليابان - أ ف ب - أحرز السائق الفنلندي ميكا هاكينن ماكلارين - مرسيديس لقب بطل العالم لسيارات فورمولا واحد بحلوله في المركز الاول في سباق جائزة اليابان الكبرى على حلبة سوزوكا أمس بعد انسحاب منافسه الوحيد الالماني ميكايل شوماخر فيراري في اللفة الحادية والثلاثين. وحل ثانياً الايرلندي ادي ايرفاين فيراري، وثالثاً الاسكتلندي ديفيد كولتهارد ماكلارين - مرسيدس. واللقب هو الأول لهاكينن 30 عاماً، الذي بدأ مسيرته الاحترافية العام 1991 مع فريق "لوتوس - جود"، وبات بالتالي ثاني سائق فنلندي يحرز بطولة العالم بعد مواطنه كيكي روزبرغ العام 1982. ورفع رصيده الى 100 نقطة في الترتيب النهائي لبطولة العالم بفارق 14 نقطة عن شوماخر، و44 نقطة عن زميله كولتهارد. واعيد انطلاق السباق مرتين بسبب مشكلة في هيكل سيارة الايطالي يارنو تروللي بروست - بيجو في المرة الاولى، وبسبب عدم انطلاق سيارة شوماخر لعطل فني من المركز الاول في المرة الثانية. وبحسب قوانين السباق اضطر شوماخر الى الانطلاق من المركز الأخير تجنباً لعرقلة السيارات الأخرى. وكان يتوجب على شوماخر، لكي يتوج بطلاً، أن يحرز المركز الاول شرط الا يحتل هاكينن المركز الثاني، الاّ ان ما حصل لحظة الانطلاق جعل مهمته صعبة لا بل مستحيلة. وعلى رغم ذلك، تمكن الالماني من الصعود من المركز الحادي والعشرين الى الثالث في مدى 20 لفة قبل ان ينفجر احد اطارات سيارته في الحادية والثلاثين، وتتبخر احلامه نهائياً في احراز اللقب للمرة الثالثة بعد عامي 94 و95. وبانطلاق شوماخر من المركز الاخير، زال الضغط عن هاكينن الذي قاد السباق من أوله إلى آخره، ولم يتمكن مطارده المباشر ايرفاين من تشكيل أي ضغط عليه، في حين كان كولتهارد الثالث بعيداً عنهما. وبهذا الانجاز، تمكن "الفنلندي الطائر" من بلوغ هدفه الذي راوده منذ بداية احترافه العام 1991. فقد انتظر هاكينن ليحقق حلمه ثماني سنوات عانى خلالها من الشك والخيبة والعذاب، بعد أن بدأ مسيرته مع فريق "لوتس - جود" في فورمولا واحد، إثر احرازه بطولة بريطانيا لسباقات فورمولا 3000 مع زميله البريطاني جوني هربرت وتوقع له النقاد مستقبلاً باهراً. لكن الحظ لم يحالفه لتحقيق نتائج جيدة خلال السباقات، لا بل كان على وشك الموت عندما تعرض لحادث رهيب في سباق جائزة استراليا الكبرى في 10 تشرين الثاني نوفمبر 1995 حيث اصيب بارتجاج في الدماغ وبقي في المستشفى لمدة ثلاثة اسابيع. وعاد الى الحلبات العام 1996 بعد غياب نحو ثلاثة اشهر، وذلك من خلال سباق جائزة فرنسا الكبرى على حلبة بول ريكار، حيث تمكن من التفوق على الألماني ميكايل شوماخر في التجارب الرسمية، لكن الحظ كان يتخلى عنه خلال السباقات وغالباً ما كانت سيارته تتعرض لاعطال ميكانيكية وهو في الصدارة، حتى تمكن من انتزاع اول فوز له على حلبة خيريز الاسبانية في السباق الأخير الموسم الماضي. وفرض هاكينن سيطرته على السباقات الاولى خلال الموسم الحالي وبدا في طريقه الى تحقيق فوز سهل. إلا أن شوماخر كان له رأي آخر عندما قلص الفارق تدريجياً من دون ان يتمكن من منع تحليق "الفنلندي الطائر" الذي توج بطلاً بفارق 14 نقطة عنه.