يروي بعض القادة الكرد، عن الزيارة التي قاموا بها الى واشنطن في اعقاب استحداث منطقة الملاذ الآمن في شمال العراق في 1991 بناء على موعد مسبق مع وزارة الخارجية الاميركية، وكيف انهم استغربوا نفي الوزارة علمها بالموعد، وإصرارها على انه ليس في الامكان استقبالهم في مبنى وزارة الخارجية. وبعد نقاش واتصالات اقترحوا على الوفد الكردي ان يجرى اللقاء في احدى المقاهي القريبة. ولما لم يكن هناك من خيار آخر، عقد اللقاء، وكانت فاتورة الشاي والقهوة من نصيب الوفد الكردي... حدث هذا قبل حوالى ست سنوات. وما حدث في أواسط شهر ايلول سبتمبر الماضي في واشنطن، والاتفاق بين الحزبين الكرديين، الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بحضور وزيرة الخارجية السيدة مادلين اولبرايت التي التقت الوفد الكردي مرتين في اسبوع واحد، يُعد تطوراً كبيراً في مسار القضية الكردية، يستوجب عندها تقييماً جدياً يساير مستوى التطور هذا، من لدن الاحزاب الكردية نفسها. ومن أهم النقاط التي جرى بحثها والتأكيد عليها مع الولاياتالمتحدة تمسك الحزبين بالانتخابات كأفضل حل للمشاكل وانهاء النزاع. مع التذكير بأن تحديد موعد الانتخابات في صيف العام المقبل، ربما غير عملي أو بالأحرى قد يكون مبكراً بعض الشيء، نظراً لأن الأشهر القليلة المقبلة التي تفصلنا غير كافية لردم الشقوق وتضميد الجراح التي خلفتها سنوات الاقتتال وهي فترة غير كافية لاستكمال عملية التطبيع وتشكيل الادارة الجديدة.