مونتريال - في الفترة القصيرة الفاصلة بين قرار "الخطوط الملكية الأردنية" تجميد رحلاتها المباشرة الى كندا اواخر العام الماضي وتوصلها اخيراً الى اتفاق لتسيير رحلات بديلة بالاشتراك مع نظيرتها الكندية "اير كندا"، رفعت وزارة النقل الكندية، وللمرة الثالثة على التوالي، رسوم الخدمات الأرضية في مطاراتها، ما زاد من الضغوط على شركات الطيران العربية الناشطة في كندا. ويبدو مؤكداً ان الضغوط ستزداد حدة في المستقبل. اذ تنوي الحكومة الكندية تطبيق زيادة رابعة في اطار خطة خماسية بدأت تنفيذها قبل ثلاثة اعوام لاعادة هيكلة قطاع المطارات. وتهدف الخطة، بحسب وزير النقل ديفيد كولونيت، نقل العبء المالي لنظام المواصلات الى المستهلكين الذين يحققون فائدة مباشرة من خدماته، وحجب الدعم الحكومي عن هذا القطاع. ودعت الخطة الى انسحاب الحكومة من الجزء الأكبر من القطاع وتسليم ادارته الى جهات قادرة على تشغيل المطارات تجارياً. لكن التطبيق استوجب اتخاذ سلسلة اجراءات طاولت آثارها المباشرة الشركتين العربيتين الوحيدتين اللتين تسيران رحلات مباشرة الى كندا وتستخدمان تسهيلات المطارات الكندية: "شركة الطيران الملكية المغربية" وشركة "الخطوط الملكية الأردنية". وتركزت هذه الاجراءات في حاجة الحكومة الى تمكين المطارات من تحقيق الاعتماد الذاتي مالياً وتشغيلياً ضمن المهلة المحددة ما حتم قيام المطارات التي تعاني من مصاعب مالية مزمنة بخفض عجوزات موازناتها بنسبة 20 في المئة سنوياً على مدى خمس سنوات وتحميل المستهلك جزءاً من تبعات الخفض المطلوب عبر رفع رسوم الخدمات. وتختلف الزيادات بين مطار وآخر. لكن الزيادة الاخيرة التي شملت رسوم الخدمات العامة وأهمها رسوم الهبوط والاقلاع بلغت في حد اقصى دولارين كنديين ونصف الدولار 1.6 دولار اميركي لكل راكب من القادمين والمغادرين محققة للمطارات دخلاً اضافياً بمبلغ خمسة ملايين دولار سنوياً. وأكد مسؤولون في شركات الطيران العربية المعنية لپ"الحياة" طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم ان الزيادات المتتابعة التي شملت رسوم العبور في الاجواء الكندية جعلت من الصعب جداً تحقيق الأرباح خصوصاً بعد اخذ عوامل اخرى اساسية في الاعتبار مثل تدني اسعار صرف الدولار الكندي بالمقارنة مع الدولار الاميركي. لكن ردود الفعل ازاء الضغوط المستجدة اختلفت بشكل واضح. ففي حين قررت "شركة الطيران الملكية المغربية"، التي تسير رحلات مباشرة بين الدار البيضاءومونتريال منذ زهاء عقدين من الزمن وتقدم خدمات مهمة للجاليات المغاربية والعربية فضلاً عن تنشيط حركة السياحة بين البلدين، مقارعة الازمة بحملة ترويجية ضخمة، اضطرت نظيرتها الأردنية الى تجميد خطها المباشر بين عمان وتورونتو/ مونتريال الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في اوساط الجاليات العربية. ويشعر كثيرون من الزبائن الذين تحدثوا الى "الحياة" ان الخطوط الأردنية خذلتهم بعد ثمانية اعوام من الخدمة "المتميزة"، حسب تأكيد احدهم، على رغم ان غالبيتهم تبدي تفهمها للظروف وان كانت لا تعلم ما اذا كانت الشركة احتفظت بحقها في استئناف رحلاتها المباشرة بين الأردنوكندا وقتما تشاء بموجب الاتفاق المعقود بين البلدين نهاية الثمانينات. خذلان ويعود الاحساس بالخذلان الى اعتقاد الزبائن ان اتفاق الرمز المشترك الذي عقدته الشركة مع "ايرلندا" اخيراً لتسهيل انتقال الركاب الى عمان والمحطات المجاورة مع فترة انتظار لمدة ساعتين في مطار هيثرو اللندني، ليس بديلاً مريحاً للرحلات المباشرة فضلاً عن اثره السلبي في دور الخطوط المباشرة في مجال الترويج السياحي. في المقابل اعرب ناشطون في مجال السفر والسياحة في مونتريال عن اعتقادهم بأن اتفاقات الرمز المشترك فرضت نفسها افضل البدائل المتاحة في الظروف الصعبة. اذ انها تمكن الشركة المعنية من الاحتفاظ بجزء كبير من زبائنها التقليديين، بمن فيهم المتذمرون، وتحميها في الوقت نفسه من الآثار الخطيرة المترتبة على تراكم الخسائر والديون. ويشار الى ان "اير كندا" حصلت اخيراً على موافقة وزارة النقل الكندية لتسيير خمس رحلات اسبوعياً الى بيروت عبر محطة ترانزيت في لندن وبموجب اتفاق رمز مشترك توقعه لاحقاً مع "شركة طيران الشرق الأوسط" اللبنانية.