دعا الرئيس الروسي بوريس يلتسن الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي للنظر في اعلان رئيس جمهورية كالميكيا كيرسان ايليوسجينوف عزمه على تحقيق "استقلال مالي" عن المركز الفيديرالي، مضيفاً بذلك هماً آخر الى مشاكل روسيا التي غدا خطر انتشار المجاعة واحداً منها بعد دعوة أحد المسؤولين عن الزراعة المواطنين الى نسيان "طعم اللحم ولون الحليب". ولتبرير نيته الانسحاب من روسيا، قال ايليوسجينوف ان جمهوريته تحوّل الضرائب الى المركز في حين ان موسكو أوقفت تسديد المستحقات المترتبة عليها "ما يجعل كالميكيا عملياً خارج روسيا". ودعا الى أن تكون الجمهورية "عضواً مشاركاً" في الفيديرالية مع روسيا وتبقى قضايا الدفاع والحدود من اختصاص المركز على أن تتولى كالميكيا "تطبيق سياستها خارج روسيا وداخلها". وأضاف ان الجمهورية تريد البقاء ضمن روسيا ولكن "قد يدفعوننا لإعادة النظر". وشدد على أنه لا يستبعد ان يصدر لاحقاً "قرار بالانفصال الكامل". ووصف يلتسن هذا التصريح بأنه "تشكيك في الاستقرار السياسي". وطلب من مجلس الأمن القومي عقد اجتماع طارئ لصياغة موقف منه. واعتبر رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف اعلان ايليوسجينوف بأنه "انتهاك فظ" للدستور وطلب من النيابة العامة رفع الدعوى ضد رئيس جمهورية كالميكيا وايداعه السجن. وتشغل كالميكيا مساحة 75 ألف كيلومتر مربع في جنوبروسيا ولا يزيد عدد سكانها عن 300 ألف نسمة. وكانت منطقة زراعية متخلفة إلا أنها اكتسبت أهمية خاصة لأنها تطل على بحر قزوين عند مصب نهر الفولغا وبذا تسيطر على واحد من أهم الشرايين الحيوية للنقل. وعرف رئيسها الشاب ايليوسجينوف ب "صرعات" كثيرة. فهو درس اللغة اليابانية ثم بدأ العمل مع شركات أجنبية وكون في غضون ثلاثة أعوام، ثروة تقدر بمئات الملايين. وعند توليه المنصب الغى الحكومة والبرلمان المحليين واتبع أساليب وصفت بأنها "ديكتاتورية" ضد خصومه. واتهم بتنظيم اغتيال رئيسة تحرير صحيفة معارضة كانت تطبع في احدى المناطق المجاورة. ولكالميكيا وضع خاص بين جمهوريات القوقاز اذ ان سكانها الأصليين بوذيون. ورغم ذلك فإن استقلالها قد يهدد بزعزعة الاستقرار في كل المناطق الجنوبية. وبذا يواجه الكرملين مشكلة شبيهة بما حصل في الشيشان. وتضاف المشكلة الى الاعباء الكثيرة لروسيا ومنها الجوع فقد اعترف النائب الأول لرئيس الوزراء يوري ماسليوكوف بأن الوضع "متوتر للغاية" خصوصاً في المناطق الشمالية التي قال انها لم تحصل على ما يكفي من الغذاء والوقود لمواجهة الشتاء. وتوقع رئيس أكاديمية العلوم الزراعية غينادي رومانتكو ان الشمال والمناطق الصناعية الكبرى ستواجه صعوبات كثيرة. ورغم انه استبعد المجاعة فإنه قال ان على الفقراء ان يكتفوا بالخبز والبطاطس و"ينسوا" اللحم والحليب. واعتبر الوضع الحالي نتيجة لسنوات "الاصلاح" التي قال ان الانتاج الزراعي تقلص خلالها الى نصف ما كان عليه.