النيازك التي كانت تثير منذ القدم مشاعر التطيّر جلبت الحظ الطيب حين مرت بالأرض ليلة أمس وأول من أمس. وعلى خلاف التوقعات المتشائمة لم تنزل نيازك "الأسد" التي شوهدت في معظم بلدان العالم الأضرار بأقمار الاتصالات والرصد التي يقدر عددها بنحو 600. أكد ذلك ريتشار ديني مدير التشغيل في منظمة الاتصالات الفضائية "إنمارسات" التي تخدم الملاحة البحرية والجوية. ولم تتعرض للأضرار أيضاً أقمار "عربسات" و"إنتلسات" و"إريديوم" التي دشنت الاسبوع الماضي 50 قمراً للهواتف النقالة عبر الفضاء مباشرة. وذكر المسؤول الدولي ل "الحياة" أن "إنمارسات" لم تضطر الى أخذ احتياطات لاستعادة الأقمار، والاجراء الوحيد الذي عمدت إليه هو تعديل اتجاه ألواح الطاقة الشمسية في الأقمار لتجنب ارتطامها بالنيازك. وجلبت النيازك الحظ الحسن لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" التي تملك أكبر عدد من المركبات الفضائية. وذكر أمس رئيس العلماء في مختبر الوكالة "جت بروبولشن" الدكتور مصطفى شاهين ل "الحياة" أنهم استعادوا الاتصال بالمركبة "فوياجر" بعد انقطاع دام يومين. ويتوقع شاهين أن تواصل المركبة، التي اطلقت عام 1977 رحلتها لدرس الكواكب حتى عام 2020. وأكد العالم اللبناني الأصل أن فريق "ناسا" الذي طار أول من أمس لملاقاة النيازك يضم مختصين في علوم الحياة. والعثور على عناصر عضوية في النيازك سيعزز وجهة نظر شاهين الذي يعتقد بوجود حياة في الكواكب الاخرى في الكون. والضرر الوحيد الذي أحدثته نيازك الأسد كان غير مباشر وذلك حين توفيت فتاة يابانية عمرها 19 سنة هوت عندما كانت ورفيقاتها يراقبن النيازك من فوق جدار مرتفع. ولم يحالف الحظ اليابان حين لم تتحقق التوقعات في أن تحظى بأفضل رؤية في العالم. وسبب ذلك ليس النيازك التي قدمت في موعدها المحدد من برج الأسد، بل الغيوم التي غطت السماء. وخان الحظ سكان تايلند الذين بات عشرات الآلاف منهم في العراء وعلى سفوح المرتفعات بانتظار النيازك التي اكتفت بعروضها المتواضعة المعتادة في كل مكان من العالم. وصعد الحظ الحسن الي الجانب الآخر من بحر اليابان، حيث شهدت ضواحي العاصمة الكورية سيئول استعراضات نارية مثيرة. وعلى العموم بلغ عدد النيازك 1000 نيزك في الساعة وليس 5 آلاف طبقاً للتوقعات. ولم تقترب النيازك من الرقم 150 ألف الذي حققته في زيارتها السابقة عام 1966. لكن المسؤولين عن الأقمار الاصطناعية يواصلون المبيت في مراكز السيطرة تحسباً لعواصف الأسد التي لم ينقطع مرورها. صحيح أن ذروة العاصفة مرت بسلام لكن نَفس نيازك الأسد طويل طول المسافة عن المذنب الذي يسحبها خلفه منذ مروره فوق الأرض قبل 275 يوماً. ويتوقع أن تلقي النيازك على الأرض خلال الأيام الثلاثة المقبلة طناً من الغبار السماوي. واستمرار الخطر يعني وجود فرص إضافية للتمتع بمشاهدة شهب ساطعة تهوي إلى الأرض الليلة وفي الليالي المقبلة. أكد ذلك المراقب الفضائي العراقي الشاب عباس عارف الذي روى ل"الحياة" نكتة تقول أن الرئيس الأميركي بيل كلنتون أصدر بياناً بالمناسبة يحمل خبراً محزناً وخبراً مفرحاً الى سكان الأرض. الخبر المحزن هو توجه المذنب نحو الأرض وتوقع ارتطامه بها غداً والقضاء على جميع سكان العالم وازالة آثار الحياة. والخبر المفرح أن لجنة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق عثرت على سلاح عراقي رهيب قادر على تدمير المذنب تدميراً كليّاً قبل أن يمس الأرض وإنقاذ سكان العالم منه.