تصاعدت المنافسة بين الموانئ الواقعة ضمن الخليج العربي وفي بحر العرب وخليج عمان، على استقطاب سفن الحاويات لتصل الى اعلى مستوياتها، مع بدء التشغيل التجاري لمحطة الحاويات الجديدة في ميناء ريسوت العماني قبل أيام، وقرب استكمال محطة الحاويات الجديدة في ميناء عدن، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع الملاحة الدولية من ركود متزايد نتيجة للأزمة الآسيوية. وأثار افتتاح محطة الحاويات الجديدة في ميناء ريسوت توقعات متباينة في شأن تأثير المحطة على حركة سفن الحاويات في موانئ المنطقة. وعلى رغم الاجماع على ان افتتاح المحطة الجديدة يعزز من أداء ميناء ريسوت، ويعطي المنافسة الاقليمية على خطوط سفن الحاويات ابعاداً اكثر حدة، الا ان مصادر ملاحية اشارت الى ان قدرتها على استقطاب الخطوط الملاحية تتطلب وقتاً طويلاً. وتؤكد المصادر ان موقع ميناء ريسوت خارج الخليج يعطيه ميزة تسويقية مهمة الا ان ذلك وحده ليس كافياً لاقناع الخطوط الملاحية بالتحول عن موانئ رئيسية في الخليج مثل مرفأي راشد وجبل علي في دبي الى ريسوت. وقال مسؤول ملاحي في دبي: "لا شك ان افتتاح محطة الحاويات يعزز من جاذبية ميناء ريسوت وقدراته التنافسية، حيث ستستفيد المحطة من عامل "الموقع الجغرافي" خارج الخليج في استقطاب جزء من الحركة الملاحية الى المنطقة، الا انها لن تشكل منافساً مباشراً لميناءي راشد وجبل علي في دبي، والموانئ الرئيسية الاخرى في دولة الامارات العربية المتحدة". وأضاف: "واصلت محطات الحاويات في دبي وموانئ رئيسية اخرى في الخليج تحقيق معدلات نمو من رقمين في الاعوام الماضية على رغم قيام ميناءين رئيسيين يطلان على بحر العرب الفجيرة وخورفكان بمشاريع توسعة ضخمة لمحطتي الحاويات فيهما، وشمل النمو في معدلات الحركة مختلف الموانئ داخل الخليج وخارجه ولم يحدث التحول الذي تحدث عنه البعض عند افتتاح المحطتين قبل اعوام. وترى مصادر ملاحية انه مع تركيز محطة حاويات ميناء ريسوت لحملتها الترويجية على موقعها الجغرافي خارج الخليج الذي يتيح لسفن الحاويات وفراً في الوقت وبالتالي الكلفة التشغيلية، فانها ستجد نفسها بمواجهة منافسة مباشرة من الفجيرة وخورفكان اللذين يقدمان المزايا نفسها من خلال اطلالتهما على بحر العرب، وتمتعهما بطاقات استيعابية كبيرة وتسهيلات بنية اساسية حديثة. كما ستواجه الموانئ الواقعة خارج الخليج منافساً جديداً، يتمثل في محطة الحاويات الجديدة في ميناء عدن المقرر البدء في تشغيلها في آذار مارس المقبل. ويذكر ان الموقع الجغرافي للموانئ يمثل عاملاً حيوياً في تحديد اتجاهات حركة الملاحة، فالموانئ المطلة على بحر العرب او خليج عمان تتيح لسفن الحاويات الضخمة تفريغ شحناتها القادمة الى المنطقة من دون الدخول الى الخليج، وإكمال رحلاتها الى وجهاتها النهائية، على ان تقوم سفن صغيرة بنقل الشحنات وتوزيعها الى وجهاتها في الخليج. وكان التشغيل التجاري لمحطة الحاويات الجديدة في ميناء ريسوت بدأ قبل ايام، مع استقبال الميناء سفينتي حاويات تابعتين لشركتين ملاحيتين دوليتين رئيسيتين "سي لاند" الاميركية و"مايرسك" الدنماركية. وجاء افتتاح المحطة التي تتكوّن من رصيفين طولهما الاجمالي 610 امتار، بعد تعميق حوض الميناء الى 16 متراً، بحيث اصبح قادراً على استقبال سفن حاويات كبيرة، كما جُهزت المحطة بإثني عشر رافعة من المقرر ان يزداد عددها الى 17 رافعة. ومن المتوقع استكمال العمل في المحطة الجديدة في الربع الأول من السنة المقبلة حيث سيتضاعف عدد الارصفة ليصل الى اربعة اجمالي اطوالها 1260 متراً. وتتضمن محطة الحاويات في ميناء عدن رصيفاً طوله 700 متر وعمق مياهه 16 متراً مما يجعله قادراً على استقبال سفن الحاويات الضخمة. وتعد هذه المحطة التي كلفت 187.6 مليون دولار، المرحلة الأولى من مراحل تطوير الميناء التي تشمل انشاء منطقة صناعية ضمن المنطقة الحرة. ويأتي انشاء محطات الحاويات الجديدة في المنطقة في الوقت الذي واصلت فيه الموانئ الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي انفاق استثمارات ضخمة على مشاريع تطوير وتوسعة طموحة. وكانت مؤسسة "دروري لاستشارات الشحن" قدرت ان موانئ مناولة الحاويات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا ستحتاج الى استثمارات تراوح بين 2 و3 بلايين دولار بحلول سنة 2005 لاستيعاب 11 مليون حاوية اضافية سنوياً، ومضاعفة المستوى الحالي للمناولة. غير ان قطاع الشحن البحري على المستوى الدولي يعاني حالياً من تراجع حاد نتيجة آثار الازمة الآسيوية في الوقت الذي تعاني فيه اقتصادات الدول الرئيسية الاخرى من التباطؤ. وقال مصدر ملاحي "راهنت موانئ المنطقة باستمرار على تصاعد معدلات النمو في حركة الملاحة، الا ان هذه التوقعات قد لا تتحقق".