كشفت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" أن "مشاورات تجرى حالياً لدرس إمكان قيام تنسيق نشط بين مصر وإيران والسعودية وسورية. ولمحت إلى أن رئيس الوزراء اللبناني السيد رفيق الحريري أثار في زيارته لطهران أمس هذا الموضوع الذي يستهدف بلورة موقف إسلامي حازم من التعنت الاسرائيلي في عملية السلام الشرق الأوسطية إضافة إلى التطورات في المنطقة عموماً. ورأى مراقبون سياسيون أن التنسيق العميق بين الدول الأربع يعتبر، إذا تحقق، تطوراً سياسياً بارزاً في المنطقة سيدفع أطرافاً إقليمية ودولية إلى إعادة النظر في سياساتها حيال المنطقة وفي التحالفات القائمة أيضاً. وحذروا من المبالغة في تقدير هذا التنسيق ووضعه في مصاف التفاهم التام، وإن كان بعض هذه الدول يشعر بأن الحلف القائم بين تركيا وإسرائيل اللتين تحاولان شد الأردن إليه، يستدعي في الضرورة قيام تنسيق دقيق وواضح وثابت مواجه لتحقيق نوع من التوازن والإستقرار يحفظ للقوى الإقليمية الكبرى في المنطقة مصالحها ودورها وأمنها ويضمن استقرار المنطقة. وأشار هؤلاء إلى أن السعي إلى قيام هذا التنسيق بين الدول الأربع يلزمه مزيد من الوقت لتجاوز سلبيات السنوات الماضية في علاقات إيران بعدد من الدول العربية، وترسخ السياسة الجديدة لحكومة الرئيس محمد خاتمي وتصفية بعض المشكلات العالقة بين الجمهورية الإسلامية ومصر والإمارات العربية المتحدة. مثلما يلزمه تبدل في سياسات بعض أطرافه حيال قضايا سياسية عدة... والكثير من الحذر لئلا يصطدم بجوانب مهمة في سياسات الدول الكبرى حيال المنطقة ومصالحها وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. من جهة أخرى، قالت مصادر حكومية ايرانية في طهران ل"الحياة" ان اللقاء المغلق الذي عُقد بين الرئيس خاتمي والرئيس الحريري "لم يتطرق من قريب أو بعيد الى ملف العلاقات بين طهران والقاهرة". ونفت ان يكون رئيس الوزراء اللبناني جدّد وساطته بين البلدين أو حمل اقتراحاً للقاء قمة بين الرئيسين المصري والإيراني. وكان الحريري قام بزيارة خاطفة للعاصمة الايرانية امس، استغرقت ست ساعات، واجتمع مع خاتمي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني والنائب الاول للرئيس الايراني حسن حبيبي، وغادرها متوجهاً الى الرياض عصراً. وكانت محادثات المسؤول اللبناني مغلقة مع خاتمي بطلب منه، وهو ما جعل تخمينات المراقبين تتعدد وتتنوّع في شأن الهدف الحقيقي للزيارة بعدما تردد انه حمل وساطة جديدة مع مصر التي زارها الاسبوع الماضي. لكن مصادر حكومية جزمت ان هذا الموضوع لم يُطرح. وقالت ان خاتمي شدد على "ان البلدين يستطيعان القيام بدور مؤثّر ومهم في المنطقة والعالم مع اضطراد التعاون، خصوصاً انهما يتمتعان بموقع جيو - سياسي بالغ الحساسية". كذلك أشاد الحريري ايجاباً ب"تطور التعاون الثنائي".