اختتم وزير التجارة الأميركي وليم ديلي زيارته الى القاهرة مساء أول من أمس بإقرار مشروع اتفاق للتعاون في مجالات الاستثمار والتجارة في إطار "مبادرة مبارك - غور" واعلن الوزير الاميركي ان الاجتماع التجاري الرباعي بين مصر والاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينية مرهون بتقدم السلام. وكان ديلي التقى اثناء زيارته، التي استمرت يومين، الرئيس مبارك ورئيس الوزراء كمال الجنزوري وأعضاء المجلس الرئاسي المصري - الأميركي والغرفة التجارية الأميركية. وقال وزير التجارة المصري أحمد جويلي في تصريحات صحافية أمس: "يهدف الاتفاق إلى تشجيع المبادلات التجارية ونقل التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، ويحق بمقتضاه للجانبين طلب مشاورات في شأن أي موضوع في غضون ثلاثين يوماً". ويأخذ الاتفاق مسار الاتفاقات الموقعة بين أميركا وكل من شيلي والمكسيك ويوفر الإطار اللازم بين البلدين في مجالات التجارة، كما يمثل خطوة في اتجاه اتفاق التجارة الحرة. واضاف جويلي: "ان الاتفاق سيوقع نهائياً قبل نهاية السنة الجارية" مشيراً إلى أنه جرى التنسيق بين وزارات الخارجية والاقتصاد والتخطيط والتعاون الدولي والمال في مصر في هذا الأمر. وأكد ان محادثاته مع ديلي شملت مواضيع عدة في مقدمها "الملكية الفكرية" في مصر، لافتاً إلى أن بلاده بدأت منذ عامين في بناء نظام متكامل للملكية الفكرية، كونه الدافع الاساسي للاستثمار الاجنبي المباشر ونقل التكنولوجيا المتقدمة. وذكر أن الحكومة تتجه الى توفير أحسن النظم المتقدمة فنياً وتوفير العمالة المدربة في مجال براءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية وغيرها من مواضيع الملكية الفكرية. وبحث جويلي مع ديلي في إمكان زيادة الاستثمارات الأميركية في مصر، وتقليل العجز في الميزان التجاري الذي يميل بشدة لصالح اميركا، إذ بلغت الصادرات المصرية غير النفطية الى أميركا نحو 800 مليون دولار ما يمثل 95 في المئة من الصادرات، مقابل 5،3 بليون واردات. وكان ديلي قال في مؤتمر صحافي: "ان مصر والاردن تربطان عقد اجتماع لوزراء التجارة في مصر والاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينية واميركا السنة المقبلة بالتقدم في عملية السلام وتنفيذ اتفاق واي الذي وقعته السلطة الفلسطينية واسرائيل أخيراً" وأمل في تحقيق ذلك، وإمكان عقد مؤتمر آخر لدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط على غرار مؤتمر القاهرة عام 1994. وعن العلاقات التجارية مع اسرائيل، اذ تفوق الصادرات الاسرائيلية الى اميركا مثيلتها العربية، شدد ديلي على ضرورة ان يكون هناك تعاون إقليمي أكبر، مشيراً إلى أن التجربة أكدت أن العلاقات تكون أفضل مع الدول المتجاورة وتزداد من تنشيط التعاون الاقتصادي. واستغرب ان يكون حجم التجارة البينية بين دول الشرق الأوسط، بما فيها اسرائيل، لا يتجاوز 7 في المئة من حجم التجارة الخارجية للدول في الوقت الذي يصل حجم التجارة الخارجية بين دول المجموعة الأوروبية إلى نحو الثُلثين من الاجمالي.