تظهر المؤشرات والبيانات الأولية المتوافرة حول أداء قطاع صناعة المعارض في دولة الامارات العربية المتحدة تحقيق نسبة نمو مرتفعة في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية. وحافظت دبي على احتلالها موقعاً متميزاً في هذا المجال وتمكنت من ترسيخ سمعتها كوجهة عالمية لاستضافة المعارض والمؤتمرات التي وصلت العام الماضي الى مستويات قياسية. وأعلن "مركز دبي التجاري العالمي" الذي استضاف اكثر من 43 معرضاً العام الماضي، ان 1998 شهدت قفزة نوعية في صناعة المعارض في الامارات في وقت حافظت هذه الصناعة على ادائها المتميز ونجحت في تسجيل معدلات نمو جديدة في النصف الأول من السنة الجارية. وشهدت دبي، التي تسعى الى الحفاظ على السمعة التي اكتسبتها كوجهة اقتصادية مرموقة في المنطقة، في الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية انعقاد 127 معرضاً تجارياً ومؤتمراً اقتصادياً موزعة كالتالي: 22 معرضاً تجارياً اقيمت في "مركز دبي التجاري العالمي" وستة معارض تجارية اقيمت في قاعة المعارض في غرفة تجارة وصناعة دبي و19 معرضاً تجارياً في مراكز التسوق والفنادق والأندية الرياضية، و37 مؤتمراً وندوة في قاعات غرفة تجارة وصناعة دبي، و43 مؤتمراً وندوة في مركز دبي التجاري العالمي وعدد من الفنادق. ويصعب تحديد حجم صناعة المعارض والمؤتمرات في دبي لارتباطها بعدد من القطاعات الفرعية مثل الفنادق والمطاعم وشركات الطيران والخدمات، لكن مصادر عاملة في هذه الصناعة قدرت حجمها السنوي بنحو بليوني درهم 550 مليون دولار، وهو رقم لا يشمل الصفقات التي تبرم على هامش المعارض، فيما يقدر عدد زوار المعارض بأكثر من مليون زائر، يأتي قسم كبير منهم من دول مجلس التعاون الخليجي. وعززت المعارض التي نظمت في النصف الأول من هذه السنة مكانة دبي على خريطة المعارض الاقليمية والعالمية بعدما شهد معظمها زيادة في مساحات العرض وحجم الزوار من مختلف انحاء العالم، مستفيدة من استمرار النمو الاقتصادي في منطقة الخليج العربي وفي دولة الامارات العربية المتحدة خصوصاً. كما ساهمت صناعة المعارض في تعزيز التبادل التجاري بين دولة الامارات والمنطقة العربية من جهة، وبين الامارات ومعظم دول العالم من جهة اخرى. فيما استمرت صناعة المعارض في دبي في تحقيق معدلات نمو ثابتة نتيجة الترويج المتواصل والنجاح الذي حققته بعد استكمال مشاريع البنية التحتية من فنادق ومراكز تسوق وشبكة مواصلات برية وجوية وبحرية متطورة. وباتت هذه المعارض تحتل مكانة رائدة في عملية تنويع مصادر الدخل القومي وفي تسهيل عملية نقل التكنولوجيا وتعزيز القواعد الانتاجية المحلية عبر توفير المنافذ التسويقية من خلال المعارض المتخصصة من جهة وتوفير مناسبات متخصصة للالتقاء بشركات عالمية مزودة للمكونات المستخدمة في الصناعة المحلية من جهة اخرى. وترافق هذا النمو مع استمرار تحقيق الدولة معدلات نمو وصلت الى ستة في المئة العام الماضي على رغم انخفاض العائدات بنسبة تسعة في المئة، ما يدل على استمرار القطاع الخاص في تنويع مصادر الناتج المحلي وعلى انخفاض حصة القطاع النفطي في هذا الناتج. ولهذا، كان تأثير تراجع العائدات النفطية على القطاعات الاقتصادية الاخرى، وفقاً لمصرف الامارات الصناعي، محدوداً للغاية. ويعتبر نائب رئيس مجلس ادارة "مركز دبي التجاري العالمي" محمد علي العبار ان المعارض التجارية التي يستضيفها المركز شكلت احدى ابرز دعائم الاقتصاد المحلي اضافة الى دعمها لعمليات التبادل التجاري ما يعود بالفائدة على كافة القطاعات التجارية والخدمية في دبي. ويقول: "ان المشاريع المختلفة التي تقوم بها حكومة دبي والتي تشمل المشاركة في ابرز المعارض العالمية عبر دائرة السياحة والتسويق التجاري، وتنظيم مهرجان دبي للتسوق، ومفاجآت صيف دبي، ومشروع "الملينيوم" الذي يستهدف استقطاب شركات التكنولوجيا المتقدمة الى دبي اضافة الى المناطق الحرة المختلفة، تساهم كلها في توفير مناخ استثماري وتجاري قادر على منافسة ابرز المراكز التجارية العالمية". ويؤكد العبار: "ان صناعة المعارض تعد من صلب برنامج التطوير الاقتصادي الذي تعكف حكومة دبي على تطبيقه حالياً لتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتوفير المشاريع الاستثمارية والتجارية التي تشكل القاعدة التحتية للقطاع الخاص المحلي والعالمي للاستثمار والمساهمة في تطوير القاعدة الاقتصادية المحلية". وساهمت السنة الجارية فعاليات "مفاجآت صيف دبي 98" التي تعد نشاطاً مكملاً لنشاطات "مهرجان دبي للتسوق"، والتي تقام للمرة الأولى في دبي، في زيادة وتفعيل النشاطات الاقتصادية المختلفة في الامارة خلال فترة الصيف، ما انعكس على أداء "مركز دبي التجاري العالمي" خلال فترة الصيف بصفته واحداً من المؤسسات الرئيسية المشاركة في هذه الفعاليات. اذ ارتفعت نسبة اشغال قاعات المركز من 70 في المئة في الاعوام الماضية الى 90 في المئة هذه السنة. وقال المدير العام لپ"مركز دبي التجاري العالمي" وحيد عطاالله "ان المعارض والمؤتمرات والنشاطات الفنية والثقافية المختلفة التي استضافها المركز عام 1997 استقطبت اكثر من 1.2 مليون زائر بينهم اكثر من 660 الفاً حضروا المعارض التجارية بزيادة قدرها عشرة في المئة مقارنة بالعام 1996. وارتفع مردود قطاع المعارض التي استضافها المركز خلال 1997 في اجمالي الناتج المحلي من 1.5 بليون درهم خلال 1996 الى نحو بليوني درهم خلال 1997". ويتم احتساب هذه العوائد من المردود الذي تجنيه مختلف القطاعات المحلية من فنادق ومراكز تجارية وأسواق حرة ووسائط نقل من زوار المعارض والعارضين. "جيتكس 97" وشكل معرض الخليج لتكنولوجيا المعلومات "جيتكس 97" اكبر حدث يقام في المركز التجاري. وتمكن هذا المعرض من توسيع دائرة نشاطه وترسيخ سمعته كواحد من اكبر وأهم ثلاثة معارض لتكنولوجيا المعلومات في العالم، اذ نجح في استقطاب مشاركة عالمية كبيرة غير مسبوقة العام الماضي. وسيحقق هذا المعرض أول انطلاقة دولية له السنة الجارية بعدما قررت ادارة المركز اقامة دورة سنوية جديدة من المعرض في مصر تحت اسم "جيتكس القاهرة" بين الثاني من نيسان ابريل المقبل والخامس منه، نظراً الى التطورات التي طرأت على السوق المصرية بعد تحقيقها معدلات نمو كبيرة بدءاً من منتصف التسعينات. وتعد مصر ثاني اكبر سوق اقليمية لتكنولوجيا المعلومات بعد السعودية، وأسرع الاسواق العربية نمواً، وأهم مركز لتطوير برامج الكومبيوتر وتعريبها في المنطقة. واحتلت المعارض الپ43 التي استضافها المركز العام الماضي مجتمعة مساحة عرض صافية تصل الى 1340640 متراً مربعاً، وهو رقم قياسي اتاحته التوسعة الكبيرة التي قام بها المركز لمجمع المعارض قبل ثلاثة اعوام. وبدأ "مركز دبي التجاري العالمي" توظيف خبرته العريقة في مجال تنظيم المعارض التي تمتد لپ20 عاماً في دعم الجهود الحكومية لتعزيز حركة التصدير وإعادة التصدير الى بعض الاسواق العالمية في آسيا وافريقيا، اذ ساهم بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في اقامة ثلاثة معارض للشركات الوطنية في كل من نيروبي 1996 وباكو 1997 و1998. وينوي المركز بالتعاون مع الدائرة الاستمرار في هذه التجربة الناجحة وإقامة معارض جديدة في الخارج اضافة الى معرض "جيتكس القاهرة". كما اعلن "مركز دبي التجاري العالمي" نيته تنظيم معرض جديد يحمل اسم "معرض الشرق الأوسط الدولي الأول للاتصالات" بين الثاني من آذار مارس المقبل والرابع منه. ويلبي المعرض الذي يقام بالتزامن مع "معرض الشرق الأوسط لمعدات الكيبل والاقمار الصناعية والبث" كابسات 99، الحاجة المتزايدة لوجود حدث متخصص في قطاع الاتصالات في المنطقة. ومن المتوقع ان يصبح "معرض الشرق الأوسط للاتصالات" الذي كان يقام كجزء من "معرض الخليج لتكنولوجيا المعلومات" فرصة متميزة لاطلاق مجموعة من الابتكارات والحلول المتخصصة لواحد من اسرع اسواق الاتصالات نمواً. وعكست اسواق الشرق الأوسط والمنطقة في الاعوام القليلة الماضية مؤشرات دلت على انها سوق مربحة وجذابة لعدد من الشركات المتخصصة في هذا المجال. وأكدت الشركات الاخرى التي تنظم المعارض في "مركز دبي التجاري العالمي" استمرار نمو معارضها لجهة الحجم والنوعية. وأعلنت شركة "تشانلز للمعارض" ان سنة 1998 شكلت نقلة نوعية في نشاطها اذ اضافت عدداً من المعارض التجارية الجديدة الى سلسلة معارضها في دبي واطلاق عدد من المعارض في بعض الاسواق الخارجية. واضافة الى معارض "اندكس" و"آراب شوب" و"جمال الخليج" و"السيدة" و"المنزل الخليجي"، ستنظم "تشانلز" معرضين جديدين هما "معرض الاستثمار والعقارات" ومعرض "انترسك" الخاص بمعدات امن الشركات ومكافحة الحرائق. وقال مدير شركة "تشانلز" جوستان بطرس "ان سياسة الانفتاح الاقتصادي التي تنتهجها الامارات وتوجهها نحو تخفيف الاعتماد على النفط في دخلها القومي عززت مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية والانتاجية المحلية، وساهمت في تنشيط الحركة التجارية الداخلية والخارجية في شكل كبير". وأضاف: "خلق لنا هذا الامر فرصاً تجارية عدة شجعتنا على تعزيز معارضنا في الامارات والانطلاق نحو الاسواق الخارجية من خلال افتتاح شركتين فرعيتين في سنغافورة ولبنان". وأعلنت شركة "دبي راي" ان كافة المعارض التي نظمتها العام الماضي حققت نجاحاً كبيرا. اذ اقامت الشركة خلال 1997 بالتعاون مع مركز دبي التجاري معرض "لوجستيك" الذي وصلت مبيعات العارضين فيه الى 6.5 مليون دولار. فيما حقق "معرض القوارب" مبيعات وصلت الى 15 مليون دولار. كما حققت معارض "بايب تك" و"فوتوفيجين 97" زيادة في عدد الزوار وفي عدد العارضين. وتخطط الشركة السنة الجارية لاطلاق معرض "غاز تك" الخاص بمعدات وتكنولوجيا صناعة الغاز، ومعرض "ماري - كيم" الخاص بنقل المواد الكيماوية وتخزينها.