اعتقلت الشرطة الاسرائيلية ثمانية شبان فلسطينيين، من بينهم المرافق الخاص لمسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني، قرب مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات البلدية الاسرائيلية في القدسالمحتلة بحجة تحريض المقدسيين ضد المشاركة في الانتخابات، فيما وجهت تحذيراً شديد اللهجة للنائب المقدسي حاتم عبدالقادر بعد اقتحام بيته بالحجة نفسها. وبدت المعركة على القدس بين الفلسطينيين والاسرائيليين واضحة منذ بدء الاقتراع أمس في القدسالمحتلة حيث انتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الاسرائيليين في شوارع المدينة وفي محيط مراكز الاقتراع لتوفير الحماية للموظفين العاملين فيها وللشريحة المحدودة من الفلسطينيين التي أدلت بأصواتها، فيما ناشد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين المقدسيين، للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية، عدم المقاطعة والتوجه الى صناديق الاقتراع لممارسة "حقهم المدني ولتحسين ظروفهم المعيشية". لكن الترتيبات والاجراءات الاسرائيلية لم تمنع تنفيذ الاضراب العام الذي شهدته المدينة وشمل المؤسسات التعليمية والمحال التجارية، كذلك لم يمنع عدداً من الشبان الفلسطينيين من رشق مراكز الاقتراع في راس العمود بالحجارة تعبيراً عن مقاطعتهم الانتخابات ورفضهم سلطة بلدية الاحتلال لمدينتهم التي عانوا وما زالوا في ظلها من التمييز. وترى اسرائيل في مشاركة المقدسيين في انتخابات البلدية الاسرائيلية خطوة ستضفي شرعية قانونية على الاحتلال باعتبار ان المدينة موحدة يسكنها عرب ويهود ويشاركون في الانتخابات بشكل متساوٍ كما جاء على لسان نتانياهو نفسه. وأكد النائب عبدالقادر الذي حذرته اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية من "التدخل في عملية الاقتراع" ان المقدسيين "أمام خطة اسرائيلية مبرمجة لخداع المراقبين تهدد مستقبل المدينة الذي حدد سلفاً قبل الشروع في مفاوضات الحل النهائي خصوصاً في ظل غياب خطة فلسطينية مضادة". ورجح ألا تتمخض نتائج الانتخابات البلدية الاسرائيلية عن تغيير جذري فيما يتعلق بعدد المقدسيين الذين سيدلون بأصواتهم خصوصاً ان الانتخابات البلدية في السنوات الأربع الأخيرة سجلت تدنياً ملحوظاً في عدد المشاركين، وقال: "من حقنا ان نحذر المواطنين من الأبعاد السياسية الخطيرة التي تنطوي عليها مشاركتهم في الانتخابات البلدية التي تريد اسرائيل ان تصورها كأنها تقتصر على أبعاد خدماتية ومدنية محضة، خصوصاً ونحن على أبواب مفاوضات الحل النهائي، والشارع هو الذي يقرر أولاً وأخيراً". وشارك في الانتخابات البلدية الاسرائيلية للمرة الأولى المرشح العربي موسى عليان من الجزء الذي احتلته اسرائيل في العام 1948 من قرية بيت صفافا احدى ضواحى القدس والذي رفع شعار "رفع الظلم عن العرب بعيداً عن السياسة والحزبية" في حملته الانتخابية التي لاقت معارضة جماهيرية وسياسية شديدتين