Observatoire International des prisons ed. Enfants en Prison Rapport d'observation sur les conditions de detention des mineurs dans 51 pays Lyon 1998. 469 pages. "في عالم الأطفال الصغير الذي يدور فيه وجودهم، ليس هناك ما هو مدرك أو محسوس بشكل مرهف أكثر من الشعور باللاعدالة". شارلز ديكنز. لا أدري ما إذا كانت هناك عدالة ما على الكرة الأرضية" لكن ما أعرفه وأحسه أن ليس بإمكاننا احتمال هذا العالم أو مجرد العيش فيه، من دون فكرة العدالة أو مجرد وهمها فقط. يستعرض كتاب "أطفال في السجن" الصادر حديثاً عن مرقب السجون العالمي، أوضاع الأطفال في 51 بلداً منها: أفريقيا الجنوبية، الجزائر، المانيا، الأرجنتين، السلطة الفلسطينية، البحرين، بنغلادش، بلجيكا، بنين، بوليفيا، البرازيل، بوروندي، كمبوديا، الكاميرون، تشيلي، الصين، كولومبيا، شاطئ العاج، مصر، الاكوادور، الولاياتالمتحدة، أثيوبيا، فرنسا، غواتيمالا، غينيا، هندوراس، اسرائيل ولبنان. قبل البدء بعرض الكتاب ونقاشه تجدر الإشارة الى أن منظمة اليونيسف تعتبر أن كل شخص لم يكمل ال 18 عاماً هو طفل" أما قاموس اللاروس فيعتبر طفلاً كل شخص لم يكمل ال 15 عاماً من العمر. وهذه مسألة متعلقة بمعايير ثقافية واجتماعية واقتصادية متغيرة، لكن من المؤكد أن مرحلة الطفولة تنحو نحو التمدد طالما ان معيارها هو مدى قدرة الفرد على الاستقلالية ذاتياً وموضوعياً. تتغير شروط ومعايير الاعتقال من بلد الى آخر، حيث يمكن بحسب بعض القوانين سجن الطفل منذ سن السبع سنوات جنوب أفريقيا، ولبنان لكن بتهمة التشرد فقط، أو في سن 14 عاماً كما في المانيا. وسوف أكتفي بمتابعة للوضعين اللبناني والإسرائيلي من خلال هذا الكتاب. فأول ما لفت نظري عند قراءتي للصفحات المخصصة للبنان هو التالي: "هناك قاصرون مسجونون في سجن الخيام في جنوبلبنان. لا يوجد مكان اعتقال خاص بالقاصرين. الغالبية من بينهم مسجونون في جناح خاص بسجن رومية، في إحدى ضواحي العاصمة. كميات الطعام والعناية الطبية والصحية غير كافية اطلاقاً، يُترك القاصرون في الفراغ المطلق من دون أي امكانية لممارسة أي نشاط منتج. يسجن بعض القاصرين مع النساء". أول ما يلفت في هذه المقدمة الخلط الكامل بين القاصر الذي تعتقله اسرائيل في سجن الخيام، وهو مناضل أو مقاوم أو ابن لمقاوم، وبين الجانح بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، وهو شخص لا يمكن خلطه مع الجانحين الصغار الذين يمكن أن نعدهم حالات اجتماعية، ويسجنون في سجن رومية اللبناني أو أي مكان آخر. ان المعتقلين في سجن الخيام هم من المقاومين الذين تقوم حكومة اسرائيل باعتقالهم وينطبق عليهم ما سوف نورده عن الوضع الداخلي الإسرائيلي. ولا دخل للسلطات اللبنانية في هذا الأمر، حيث لا سيادة لها على هذا الجزء من الأراضي اللبنانية. ويحدد القانون الجزائي اللبناني عدم المسؤولية الجزائية للقاصرين دون سن 18 عاماً. ولا يمكن اجراء أي متابعة جزائية لمن هم دون سن 7 سنوات. كما لا يمكن الحكم على الأطفال بين سن 7 و18 عاماً بنفس الطريقة التي يحكم بها على البالغ. بلغ عدد القاصرين المسجونين في العام 1997، بحسب المراجع المحلية، 150 قاصراً، منهم 90 أودعوا سجن رومية وحده أعتقد أن هذا الرقم لا يشمل القاصرين المحتجزين في الإصلاحيات، إذ أن اصلاحية بعاصير وحدها ضمت بحسب الكتاب 80 قاصراً في العام نفسه و25 في إصلاحية الفنار. في 1996 سُجن 140 قاصراً حيث حكم على تسعة منهم. أما عدد القاصرين الذين كانوا موضع قرار قضائي في المادة الجزائية فبلغ في 1995 رقم 2991. لا يمكن أن يصدر أي حكم بالإعدام أو بالأشغال الشاقة ضد قاصر في لبنان. مدة احتفاظ الشرطة بالمتهم هي 24 ساعة، تُجدد مرة واحدة. وقد تمتد في الواقع حتى شهر ونصف الشهر. كما أن التزوير في تاريخ التوقيف أمر شائع. لا يستطيع المحامي مقابلة القاصر خلال تحقيق البوليس معه. لكن لا يمكن للبوليس أن يحقق مع القاصر خلال الاستجواب من دون حضور ممثل لاتحاد حماية الطفولة، ودور هذا الأخير مصالحة الضحية مع المتهم إذا أمكن ذلك كي يتم تجنيب القاصر رضة الإجراءات القضائية وإمكانية الحكم عليه. مهمة المرشد الاجتماعي أن يقصر مدة التوقيف الاحتياطي وان يراقب احترام المهَل القانونية. لكن دوره مختصر جداً عادة بسبب النقص الشديد في اعداد المرشدين. لذا يمكن أن يظل القاصر مدة سنة ونصف السنة في التوقيف الاحتياطي، بينما تحدد هذه المهلة قانونياً بستة أشهر. ينتظر 38 في المئة من القاصرين محاكمتهم منذ أكثر من 6 أشهر و6 في المئة منذ أكثر من سنة. يسجل البعض بقاء بعض القاصرين في التوقيف الاحتياطي لمدة تتعدى العامين. يتم اعتقال القاصرين في السجن أو في مركزين متخصصين بعاصير الذي يتسع لپ80 والفنار الذي يتسع لپ25. تقع مسؤولية هذين المركزين على عاتق المؤسسات غير الحكومية. لا وجود لأي مؤسسة مختصة بالفتيات، لا تُفصل الفتيات دائماً عن البالغين، وهنّ يسجنّ عادة في سجن النساء في بعبدا... هناك أماكن مخصصة للنساء مع الأطفال في بعض السجون. كما تحتفظ الأم السجينة بطفلها معها في الزنزانة من دون أن تكون هناك أي تدابير للعناية بالطفل أو حضانته. حصلت ولادتان في سجن بعبدا في 1997. يمنع القانون سجن القاصرين مع البالغين في نفس المكان. لكن بعض القاصرين وضعوا في سجون للبالغين إنما في أماكن خاصة مفصولة. أما في مراكز البوليس وأثناء التحقيق فغالباً ما يوضع القاصرون مع البالغين. يوضع القاصرون أثناء التوقيف الاحتياطي في السجن أو في الإصلاحية. يعاني القاصرون، شأنهم شأن البالغين، من الاكتظاظ في السجون. ان الاستيعاب التام للسجون هو 2050 بينما تبلغ نسبة المسجونين 270 في المئة زيادة على السعة القانونية. يتكون سجن رومية من مجموعة من 14 بناء متشابهاً يجمع بينها جسمٌ مركزي وهو لم ينته بناؤه بعد. خصص بناء واحد منه فقط للمساجين أما الأبنية الأخرى فمخصصة للجيش. تمت اعادة ترتيب بعض الزنزانات ذات السعة ما بين 10 أو 15 سجيناً من أجل القاصرين" تفتح هذه الزنزانات أسبوعياً أربع مرات خلال وقت النزهة" وفيها أسرّة متراكبة قديمة ومتهالكة مع فرش بائسة، حيث لا وجود للشراشف أو الأغطية. زجاج النوافذ مكسور في الكثير من الزنزانات وقد تصل درجة الحرارة الى الصفر شتاء والى 40 درجة مئوية صيفاً. تقدم الإدارة وجبة واحدة في اليوم هي وجبه الظهر، والوجبات متشابهة من أسبوع الى آخر وهي غالباً ما تكون باردة وذات نوعية سيئة. يحضر الأهل الطعام خلال زياراتهم وهذا الأمر ضروري. يأكل الأولاد على أرض الزنزانة. توزع المياه مرتين يومياً في دلاء. يحصل السجناء في سجن رومية على ماء للشرب وهذا ما لا يتوفر في كل السجون. الأماكن الصحية مفصولة عن الزنزانة في سجن رومية، الأمر غير الحاصل في كل الأماكن. يمكن للسجناء الاستحمام مرتين في الأسبوع ولا توزع المنتجات الضرورية للعناية الجسدية. تسمح وزارة العدل لمحكمة القاصرين بأخذ التدابير الضرورية بمتابعة طبية مناسبة للقاصر. يسمح كذلك للنفسانيين ولطلاب علم النفس بزيارة القاصرين في السجن سجن رومية خاصة. يسمح للأهل بزيارة القاصرين ثلاث مرات أسبوعياً. تقوم المرشدة الاجتماعية بجمع شمل القاصر مع أسرته عندما تكون صلته بهم مقطوعة. سُجل العديد من حالات الاعتداء الجنسي والدعارة في السجن المركزي للبالغين في رومية حيث يسجن القاصرون أيضاً. تساعد ظروف السجن على انتشار الأمراض المعوية، خصوصاً الأكزيما، كما أن الحشيش والكوكايين تمرر بكل حرية في سجون الكبار. لا يسمح القانون بالاقتصاص الجسدي، لكن التنظيمات المحلية تؤكد ان العقاب التأديبي الأكثر شيوعاً هو الحجز الانفرادي والعقاب الجسدي. أما الصفحات المخصصة للوضع في اسرائيل فتبدأ بما يلي: تعرَّض نحو 200 قاصر للإعدام الخارج عن القضاء ما بين 1987 و1995، وهي اعدامات قامت بها قوى الأمن. سُجل العديد من محاولات الانتحار والتشويه الذاتي. هناك سجن واحد يحتجز قاصرين. يُحتجز الموقوفون الاحتياطيون في مراكز يديرها البوليس حيث شروط الاحتجاز سيئة. بحسب النظام العسكري 225، لا يمكن اعتبار أي طفل دون الپ12 عاماً مسؤولاً من الناحية الجزائية. كل شخص بعمر 16 عاماً وأكثر يعامل كراشد. ان القاصرين الفلسطينيين هم الذين تطالهم هذه القوانين العسكرية بشكل أساسي. والعدالة تعتبر سن المتهم لدى محاكمته وليس سنه عند قيامه بالمخالفة. وبما أن الكثيرين يبقون مدة طويلة في التوقيف الاحتياطي ويتعدون عندها سن ال 16 عاماً فلا يعود يسري عليهم قانون القاصرين. هناك 3 في المئة من مجموع السجناء في اسرائيل من القاصرين البالغين أقل من 16 عاماً و35 في المئة ممن هم بين 16 و18 عاماً. هناك فتيان فلسطينيون ما بين 14 و16 عاماً معتقلون في 1995 في سجون الدامون والمابيدول وفي مراكز اعتقال هي مراكز للتحقيق عادة. تناقص عدد القاصرين المعتقلين من 200 عام 1996 إلى 60 في 1997، لكن تغيير أماكن المعتقلين الدائم يجعل من الصعب معرفة عددهم. في القسم المخصص للقاصرين في سجن ها شارون هناك 65 في المئة من الفلسطينيين و35 في المئة فقط من الإسرائيليين قد يكون هؤلاء فلسطينيين ذوي جنسية اسرائيلية على أي حال. أعدم في بداية الانتفاضة بشكل خارج عن القضاء 192 قاصراً عمر 86 منهم أقل من 12 عاماً. يمكن للجنود أن يطلقوا النار على من لا يمتثل لأمر التوقف لكن القانون يمنع اطلاق النار على من هم دون ال 14 عاماً. قُتل ابراهيم قادر ابراهيم وهو طالب في ال 16 من العمر بأن أطلق جندي اسرائيلي النار على قدميه من دون أن يتلو عليه الإنذار المتعارف عليه، وعندما سقط ابراهيم أرضاً اقترب منه ستة جنود وأردوه قتيلاً. قتل 14 قاصراً في 1996. في سجن ها شارون وفي مركز أبو كبير للاعتقال تحدث محاولات انتحار، مع ذلك لا تُقدم للمعتقلين أي مساعدة نفسية أو طبية عقلية. مبدأ قرينة البراءة غير محترم في مراكز التوقيف ويعامل القاصر على أنه مذنب حتى يُثبت العكس. يحقق مع القاصرين في ظروف صعبة ويخضعون للتعذيب ويضربون ويتلقون الركلات ويربطون ويحتجزون في زنازن مساحة احداها متراً مربعاً واحداً. كذلك يتعرضون للتهديد المتكرر ضد عائلاتهم وتخفيض وجباتهم وكمية مياه الشرب تعد من الممارسات الشائعة في التعذيب. وهم يمنعون أحياناً من النوم. من الشائع استخدام طريقة تعتمد الباس رأس الفتى كيساً من الخيش مبللاً بالبول. اعتقل الفتى هاشمي وهو اسرائيلي من أصل فلسطيني في آذار مارس 1997 واتهم بأنه رمى حجراً. أخذ الى مركز للفتية وخضع للاستجواب، كبل وخضع للاستجواب لمدة 19 ساعة وأخذ بعدها الى المعتقل الروسي وهو ينادي طوال الوقت ببراءته. حكم رغم ذلك بتغيير مكان سكنه لمدة 6 أشهر. أما الفتى الروسي وله من العمر 16 عاماً الذي أوقف لأن وضعه غير قانوني على الأراضي الإسرائيلية، فقد وضع في الحجز الاحتياطي في مركز قرب حيفا حيث عومل كعبد وعذب من قبل المحتجزين معه في الزنزانة، ثم أحرقوه بالسخان الكهربائي وجرحوه بالشفرة ووضعوا في جروحه البلاستيك الذائب، واستلزم الأمر أكثر من شهر كي "يعرفوا" بأمر تعذيبه حيث نقل عندها فقط الى المستشفى. يعرف الإسرائيليون ما يسمى الاعتقال الإداري ومدته 90 يوماً يمكن تمديدها بإذن خاص. هناك سبعة من القاصرين الفلسطينيين معتقلون بهذه الطريقة من دون تهمة أو محاكمة" لا يمكن للمتهم أن يدافع عن نفسه لعدم معرفته بالتهمة التي تبقى سرية لأسباب أمنية. الكثير من القاصرين يسجنون بتهمة الانتماء الى حماس دون توضيح. يعتقل المتهمون ويحتجزون حتى عندما لا تستوجب التهمة ذلك. يعتقل القاصرون في نفس أمكنة البالغين. يمنع القصّر الذين يُخشى من رداتهم العنيفة من التجول ويحتجزون 24 ساعة على 24. أما الباقون فيمكن لهم أن يتجولوا نهاراً. هناك ازدحام كبير في بعض الأماكن. ففي المعتقل الروسي ينام 19 شخصاً في غرفة تحتوي 5 فرش، الزنزانات باردة والأماكن الصحية لا تحتمل. في آذار 1996 اعتقل 12 فلسطينياً في هشكلون في الزنزانة رقم 1 وحجمها 4 أمتار بمترين ونصف. في فترة أخرى سجن فيها 17 موقوفاً حيث يتكدس الموقوفون فوق بعضهم البعض حرفياً. الطعام في سجن ها شارون للقصر مكون من الشورباء واللحم والسلطة والبطاطا أو الرز، ومرتين في الأسبوع من الجبن والزيتون. لكن في بعض الأقسام حيث يسجن الفلسطينيون تتم الشكوى من الرز القاسي والبيض غير الطازج ولا يتمكن القصّر من الشبع. في العديد من الأماكن الأخرى يكون الطعام إما بارداً وغير كافٍ أو تنقص المعالق أو الشوك، وفي بعض الأماكن يظل القصّر جائعين ويشكون من نقص في الوزن، كما يقدم الطعام مع الكثير من البهار مما يتسبب بتقرحات في المعدة وبالنزيف. هناك نقص في المعدات الطبية وأحياناً لا توجد أماكن مخصصة للفحص الطبي ويُصاب بعض المعتقلين القصّر بالأمراض الجلدية. يتم تناقل المخدرات بحرية في السجن. لا يسمح للقصّر المعتقلين لأسباب سياسية باستخدام الهاتف. الزيارات متغيرة بحسب السجن، ولا يسمح خلالها بأي حميمية ويتوجب على الأهل الفلسطينيين الحصول على إذن خاص لقطع الخط الأخضر كي يستطيعوا زيارة أطفالهم والزيارة مسموحة مرتين في الشهر لمدة ساعة ونصف الساعة. يبقى بعض الأولاد مدة 6 أشهر أحياناً من دون أن يحصلوا على أي زيارة