أنهى الأردن تحضيراته لاستضافة الدورة الرياضية العربية التاسعة التي ستقام من 15 إلى 31 آب اغسطس 1999، وبدأ على الفور مرحلة التنفيذ التي تستهدف تحقيق النجاح لآخر الدورات العربية في القرن العشرين. ومنذ أن مُنح الأردن الموافقة الرسمية على طلب استضافة الدورة في ختام اجتماعات وزراء الشباب والرياضة العرب التي عقدت في القاهرة في 18 شباط فبراير الماضي، سارع الى تشكيل لجانه الادارية والفنية وعقدت جلسات مطولة وأنجزت توصيات رفعت الى الجهات العليا لاتخاذ القرارات التنفيذية، وكان في مقدمتها موافقة مجلس الوزراء على تخصيص ميزانية للدورة تقدر بنحو 20 مليون دولار للانفاق على متطلباتها وإعداد المنتخبات الأردنية وتشييد المنشآت الرياضية وصيانتها وتحديثها. ووفقاً لنظام الدورة، فإن الأردن وجه الدعوات الى كافة الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية مع نهاية آب الماضي وأرفق معها برنامج مسابقات الدورة للرجال والسيدات. الاهتمام الرسمي الاهتمام باستضافة الدورة الرياضية العربية جاء من أعلى المستويات، إذ خاطب العاهل الأردني الملك الحسين الأسرة الرياضية الأردنية وقال: "سنعمل المستحيل لتهيئة كل الظروف والفرص لتكون لقاءات ومسابقات الدورة الرياضية العربية التاسعة ناجحة بكل المقاييس، تسودها الروح الرياضية وروح الاخوة العربية التي من أجلها ولدت فكرة مثل هذه الدورات التي تجمع الشباب العربي على صعيد واحد مرة كل أربع سنوات، وسوف يسعد الأردن باقامة الدورة العربية التاسعة في ربوعه". رسالة العاهل الأردني لأسرته تبدو واضحة... وأضاف عليها ولي عهده الأمير الحسن الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الأردنية في حديثه للقيادات الرياضية الأردنية "ان تنظيم الدورة العربية التاسعة أمانة في أيديكم، والحصول على هذا الشرف لم يكن سهلاً، ويجب أن نعمق الدراسة للخروج بصيغة تكفل نجاح الأردن على السوية التي ترضي الوطن وترضي كل العرب". وشكلت اللجنة العليا المنظمة للدورة برئاسة الأمير عبدالله النجل الأكبر للعاهل الأردني ورئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، مثلما شكل مجلس الوزراء الأردني لجنة وزارية لتأمين الدعم الكامل للدورة. من جانبه اطلع وزير الشباب الأردني طلال الحسن الأمين العام لجامعة الدول العربية، عصمت عبدالمجيد عبر اتصال هاتفي على كافة الترتيبات التي اتخذها الأردن لاستضافة الدورة، والتقى الوزير الأردني وزراء الشباب العرب على هامش المؤتمر العالمي لوزراء الشباب الذي عقد منتصف آب الماضي وحثهم على ضرورة أن تكون مشاركاتهم قوية وعلى أعلى المستويات ليكون التقاء العرب متكاملاً. خلافات على موعد الدورة ولأن الدورة الرياضية العربية الثامنة تأخر موعد اقامتها اقيمت الصيف الماضي في لبنان، ولأن نظام الدورة يقضي باقامتها مرة كل 4 سنوات، كان مقرراً أن يستضيف الأردن الدورة التاسعة عام 2001، لكن خلافات عديدة ظهرت لتعارض اقامة الدورة في هذا الموعد الى أن جاء اقتراح الاتحاد العربي للألعاب الرياضية لإقامة الدورة عام 1999 لتكون في موعد وسطي بين دورة الألعاب الآسيوية نهاية العام الحالي وأولمبياد سيدني عام 2000. وحين حددت الفترة من 15 إلى 31 آب اغسطس 1999 موعداً لاقامة الدورة عارض الاتحاد العربي لألعاب القوى الموعد وطالب بتعديله بناء على طلب من الدول الأعضاء، لأنه يتعارض مع اقامة بطولة العالم لألعاب القوى مما سيجعل غالبية الدول العربية تعتذر عن المشاركة في مسابقات ألعاب القوى بأقوى ممثليها. ولا يزال النقاش والاتصالات مستمرة لمعالجة هذا الوضع. مسابقات الدورة ومنشآتها رسمياً، أعلن الأردن اعتماد 26 مسابقة للدورة هي: ألعاب القوى، الاسكواش، البولو، المضرب، الجمباز، الدراجات، الريشة الطائرة، السباحة، المصارعة الحرة، المصارعة الرومانية، البريدج، بناء الأجسام، التايكواندو، الجودو، الكاراتيه، الرماية، الرياضات المائية، الشطرنج، فروسية الحواجز، فروسية التحمل، كرة السلة، كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة، المبارزة والملاكمة. وتفرض أنظمة الدورة الفنية مشاركة 5 دول على الأقل في كل مسابقة للرجال، و3 دول على الأقل في كل مسابقة للسيدات 16 مسابقة. وعلى صعيد المنشآت، فإن مدينة الحسين للشباب الواقعة في وسط العاصمة، تشكل الركيزة الأساسية للدورة، وهي ستشهد حفلي الافتتاح والختام على ستاد العاصمة الذي سيحتضن أيضاً جانباً من مباريات كرة القدم ومسابقات ألعاب القوى. وفي قلب مدينة الحسين سيبدأ في غضون أيام معدودة تنفيذ الصالة الرياضية الرئيسية التي تتسع لنحو 7 آلاف متفرج وستكون رديفة لصالة قصر الرياضة التي تتسع مدرجاتها لنحو 4 آلاف متفرج. وتبلغ نفقات تشييد الصالة الرئيسية نحو 5 ملايين دولار. كذلك بدأ العمل منذ أسابيع عدة ببناء المسبح الأولمبي الرئيسي وانجز انشاء صالة خاصة لرياضة الاسكواش وأخرى للجمباز وصالة للشطرنج الى جانب وجود صالة حديثة لألعاب الدفاع عن النفس: الكاراتيه، التايكواندو والجودو. وكل هذه الصالات تقع داخل مدينة الحسين الرياضية للشباب. وفي مدينة اربد 85 كلم شمال العاصمة ستحتضن مدينة الحسن الرياضية للشباب، التي تعتبر ثاني أهم المدن الرياضية في الأردن، العديد من مسابقات الدورة الى جانب اقامة جانب من المسابقات في مدينتي الزرقاء 30 كلم شرق عمان والسلط 30 كلم غرب عمان. تكثيف المشاركات الخارجية الأردنية ومنذ أشهر، أطلق الأردن العنان لمنتخباته للمشاركة في البطولات العربية والقارية والدولية واستضافتها، وشهد الأردن في غضون الأسابيع الماضية استضافة العديد من البطولات في مقدمها البطولة العربية للاسكواش، البطولة العربية للسباحة، البطولة العربية لسباحة الزعانف، بطولة دولية للشطرنج، البطولة العربية للملاكمة. وفي الوقت ذاته، لبّى الأردن الدعوات لمشاركات خارجية أبرزها: البطولة العربية للكرة الطائرة، البطولة العربية للريشة الطائرة، البطولة الآسيوية للريشة الطائرة، بطولة العالم للتايكواندو، البطولة العربية للكاراتيه، بطولة آسيا لبناء الأجسام، بطولة الأندية العربية لكرة القدم، تصفيات ونهائيات كأس العرب لكرة القدم، بطولة وليم جونز الدولية لكرة السلة... الى جانب اقامة لقاءات ثنائية ومعسكرات تدريبية ومشاركات في بطولات دولية ودية في باقي الألعاب.