} السيد المحرر تحية وبعد، تحت عنوان "ضرورة اميركا" نشرت "الحياة" في صفحة الرأي عدد 20 أيلول/ سبتمبر 1998 مقالاً للكاتب حازم صاغية تضمن عدداً من الفرضيات والاستنتاجات أود مناقشة بعضها. يرجع الكاتب ما اسماه ب "التصدع الرئاسي" الذي تشهده اميركا الى "القضية السخيفة لكنيث ستار". وكينيث ستار هذا هو المحقق الفيديرالي المستقل في القضايا المتعلقة بالرئيس الاميركي وزوجته السيدة هيلاري، ومنها قضية مونيكا لوينسكي. والقضية ليست "سخيفة" على الاطلاق لا من حيث مغزاها في السياق القانوني الاميركي ولا من حيث نتائجها. اما المغزى فله صلة بالكذب بعد حلف اليمين على قول الصدق واعاقة العدالة. في نهاية المقال يقول: "اننا - حتى قبل ابتداء مسلسل لوينسكي - ستار، كنا شرعنا نعاني اثار الضعف الرئاسي الاميركي في العالم بأسره. وهو ضعف لا يفيد منه الا اصحاب القوة النسبية كاسرائيل، على حساب اصحاب الضعف المطلق كالعرب". ولم يقدم الكاتب صاغية أي تفسير "للضعف الرئاسي الاميركي" ولم يقدم أي ايجاز لاعراض ذلك الضعف الرئاسي. بيد ان النقطة الاهم في مناقشة الكاتب هي تحديده لاصحاب المصلحة في الضعف الرئاسي الاميركي أي اسرائيل والمتضررون منه أي العرب. وأتساءل: اذا كانت اسرائيل هي صاحبة مصلحة ان لم اقل "المصلحة" في "التصدع الرئاسي الاميركي" او "الضعف الرئاسي الاميركي"، أفلا يصح منطقياً الاستنتاج بأن اسرائيل تقف وراء ذلك "التصدع" او "الضعف"؟ تكمن قدرة اسرائيل في اضعاف الرئاسة الاميركية في ما تمثله القوى العبرية في اميركا من موارد في اميركا للتأثير على حال الرئاسة الاميركية، واسرائيل في المعنى السياسي القانوني حصاد لزرع موارد القوى العبرية في اميركا، والعلاقة بين الحصاد والزارع هي علاقة اشقاء. اذا كانت القوى العبرية في اميركا لا تمثل سوى 3 او 4 في المئة من التكوين الديموغرافي الاميركي فمن اين لهذه الاقلية القدرة على التسلط. فكيف تتمكن جالية قوامها الديموغرافي 3 او 4 في المئة من الشعب الاميركي ان تسيطر على مؤسسات هذا الحكم "الديموقراطي". هل اتضح للكاتب وللقراء "الشكوى العربية من اميركا" التي بدأ بها صاغية مقاله؟ وهل اتضح انه مهما كانت حال الرئاسة في اميركا قوية أم ضعيفة فإنها لن تكون "عادلة" في كل مسألة لها علاقة بالدولة العبرية من قريب او بعيد؟