"... لا تنس أن الأرض تبتهج عندما تحس بقدميك العاريتين وتلامسهما والنسيم يتوق لمداعبة شعرك..." .. كلمات الشاعر خليل جبران التي عبَّر فيها عن حنين الطبيعة لملامسة البشر واحتوائهم، إنما تذكر بأقدم إسكندرية في اسكندريات العالم الثماني عشرة، وعروس البحر المتوسط، بشواطئها الجميلة ونسيمها العليل، ساعة العصاري وأشعة الشمس الذهبية تلقي بظلالها على شعور الفتيات فتتطاير مع النسيم فَرِحة. وعلى الرغم من انشاء ما يفوق ال 200 قرية سياحية على الساحل الشمالي لمصر. إلا أن الاسكندرية ستظل الاصل لجهة جذب السياحة الخليجية، حتى لمجرد التسوق من محلاتها المنتشرة في محطة الرمل وشوارع النبي دانيال وصفية زغلول وسعد زغلول، وهي الشوارع المفضلة لدى السعوديين. وتمارس مسارح الإسكندرية دوراً مهماً لجهة جذب السياحة الخليجية إذ تنشط صيفاً لتضم بين جنباتها اشهر نجوم الكوميديا في مصر. ويعتبر مسرح الفنان عادل امام المسرح الكامل العدد دائما ويغلب على حضوره السياح من دول الخليج. ويفضل هؤلاء الإقامة في الفنادق من فئة الخمسة نجوم مثل "فندق فلسطين" و"شيراتون المنتزة". وما يؤكد تأثير السياحة العربية والخليجية على نشاط فنادق الإسكندرية في موسم الصيف، تراجع نسبة الإشغال في "فندق فلسطين" في الشهور الأخيرة بسبب إلغاء امتحانات جامعة بيروت التي تجرى في الاسكندرية، هذه السنة، إذ يفضلها طلاب الجامعة اللبنانية من الخليجيين للإقامة لا سيما في "فندق فلسطين". ومن جهة أخرى، زاد مهرجان الاسكندرية الدولي للسينما أخيرآً في الاقبال على الاقامة في "فندق شيراتون المنتزه". وهناك اماكن مفضلة للشباب العربي لجهة قضاء أوقاتهم في الاسكندرية، بين مرح ولعب على الشاطئ. ومن اشهر هذه الاماكن "شط اسكندرية"، ولا يقصد به الشاطئ كله وإنما المحصور بين شاطيء ميامي وستانلي. كما اجتذبت القرى السياحية على شاطىء البحر المتوسط كثيراً من السياح الخليجيين إذ تملك أعداد كبيرة منهم وحدات في تلك القرى مثل قرى "مينا" لصاحبها المهندس فتح الله فوزي والتي تصل نسبة تملك الخليجيين فيها نحو 40 في المئة. ويعتبر الكويتيون في مقدم السياح من منطقة الخليج المتملكين على سواحل البحر المتوسط، يأتي بعدهم السعوديون والاماراتيون. وتم توفير الكثير من الرياضات المائية وغيرها لنزلاء تلك القرى، ما ادى الى زيادة إقبال أهل الخليج عليها، لا سيما من العائلات التي تفضل المساحات الكبيرة للإقامة. اما قريتي "مارينا" و"مراقيا" في الساحل الشمالي من البحر المتوسط فبلغ حجم السياحة العربية اليهما نحو 200 عائلة خلال الموسم المنصرم، كانت في معظمها سعودية ثم يمنية ثم أردنية فكويتية فإماراتية. وتتمتع هاتان القريتان بمقومات سياحية كبيرة مثل البحيرات الصناعية والمسارح ودار عرض في قرية مراقيا، والأخيرة تتميز بوجود مركز تجاري ضخم مصمم على طراز المسرح الروماني ومنفتح على البحر مباشرة. وغدت قرية "مارينا" واحة لأثرياء المصريين والعرب، ويفضلها كثير من الخليجيين الذين قام كثير منهم أخيراً بحجز فيلات وشاليهات جديدة في طور الإنشاء على امتداد القرية. وهناك عائلات تفضل الإستجمام في هدوء وسكينة، فتتجمع في "فندق وشاطئ عايدة" الذي يبعد عن الاسكندرية عدة كليومترات. وبلغ الموسم ذروته في آب اغسطس لجهة إشغال الفندق الذي ضم نحو 400 سائح خليجي، اغلبهم ضمن عائلات، سعودية وكويتية وبحرينية. وما يميز عايدة بالخصوصية وجود حمام سباحة خاص بالسيدات يستمد مياهه المتجددة من البحر مباشرة، بجواره آخر للأطفال، ما يسهل على الامهات عملية مراقبة الاطفال وممارسة رياضة السباحة في الوقت ذاته. وفي المساء، يحلو السهر على أنغام الفرق الموسيقية الكثيرة التي توظفها إدارة الفندق لتعزف أشهر الاغنيات العربية والعالمية فتشيع جواً حميماً بين الحضور يغلب عليه الحبور والمرح.