أسفر حادث الحريق الغامض الذي شب في أحد المراقص الليلية في مدينة غوتنبرغ منتصف ليل الخميس - الجمعة عن مصرع 60 واصابة 131 فتى وفتاة في عمر الورود اصابات معظمهم خطرة، وجميعهم من أصول مقدونية وألبانية. كان الحريق شب في مرقص استأجرته الرابطة المقدونية للاحتفال بمناسبة عيد القديسين الهالوين في ذروة ساعات الصخب والازدحام، في الدقائق الأولى من فجر الجمعة، وكان يشارك فيه أكثر من 300 فتى وفتاة ينتمون الى المهاجرين المقدونيين الذين يعيشون في ضاحية هامركولا القريبة من الاحتفال الصاخب. بيد ان الشرطة السويدية أكدت انها أجرت كشفاً على الملهى قبل اعطاء الترخيص باجراء الاحتفال ووجدته مستوفياً شروط الأمان والسلامة ورجحت ان يكون حادثاً مدبراً، خصوصاً انها وجدت في تحرياتها الأولية ما يشير الى أن الحريق بدأ عند باب الطوارئ كما وجدت هذا مغلقاً بإحكام من الخارج ما يعني ان المدبرين ربما أشعلوا النار ثم خرجوا من باب الطوارئ وسدوه بقوة من الخارج. وأصيب كثير من الضحايا بسبب التدافع والزحام للنجاة من ألسنة اللهب التي انتشرت بسرعة كبيرة في سائر أرجاء الملهى، وقام كثيرون من الفتيان بالقاء أنفسهم من النوافذ وأصيبوا بكسور لأن الملهى يقع في الطابق الثاني من احدى البنايات. وقالت المصادر السويدية الرسمية ان الحادث هو الأبشع والأفدح من نوعه في تاريخ السويد الحديث. ووضعت المستشفيات في حال طوارئ لاستقبال المصابين الذين ظلت طواقم الأطفاء والاسعاف والشرطة تتعاون في نقلهم بالسيارات وطائرات الهليكوبتر حتى ظهر أمس الجمعة، كما وضعت النروج والدنمارك مستشفياتها في حال استعداد لاستقبال بعض المصابين نظراً الى أن الحروق في معظم الحالات خطرة وتحتاج معالجة خاصة وعلى مستوى عال. وانتقل رئيس الحكومة السويدية يوران بارسون ومعه وزير الدفاع الى مكان الحادث للاطلاع على الحادث المروع وللتضامن مع أسر الضحايا. ويرجح المراقبون ان يكون وراء الحادث في حال ثبوت افتعاله اما خلافات عرقية بين المقدونيين أنفسهم حيث كان عدد كبير منهم من الألبان المسلمين واما عوامل ناجمة عن الصراع في البلقان، بين الصرب والألبان، ويأتي بعد ذلك احتمال ان يكون الحادث من تدبير مجموعات عنصرية ونازية متطرفة في السويد تنشط ضد المهاجرين الأجانب.