سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عملية انتحارية في قطاع غزة ... وعرفات يدين "العملية الارهابية المشبوهة" لكن نتانياهو يطالبه بالتشدد وواشنطن تشيد بتعاونه . الشيخ ياسين في الاقامة الجبرية والاعتقالات مستمرة
شنت السلطة الفلسطينية حملة ضد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في اعقاب عملية انتحارية وقعت في قطاع غزة، صباح امس، واسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي وجرح ستة اسرائيليين آخرين. وقال مصدر امني فلسطيني ان الشرطة الفلسطينية فرضت الاقامة الجبرية على الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين، واستدعت اربعة من قيادييها للتحقيق، هم محمود الزهار واسماعيل هنية واسماعيل ابو شنب ومحمد الجباري، اضافة الى اعتقالات نفذتها في صفوف الحركة وطالت "عناصر تتوفر معلومات عن قيامهم بنشاطات عسكرية". وكانت سيارة مفخخة يقودها فلسطيني انفجرت عند مفترق غوش قطيف جنوب قطاع غزة، وذلك عندما حاولت سيارة جيب عسكرية منعها من الالتصاق بباص مدرسي يقل نحو 40 تلميذاً من ابناء المستوطنين كان متوجها من مستوطنة كفار داروم وسط القطاع الى مستوطنة اتسمونا جنوباً. وسارع الرئيس ياسر عرفات الى ادانة "العملية الارهابية المشبوهة" التي قال أنها تهدف الى "المساس بالمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني"، مؤكداً ان السلطة الفلسطينية "ستبذل كل جهدها للكشف عن الذين يقفون خلفها"، وهو الامر الذي اشادت به واشنطن. أما نتانياهو فطالب عرفات بشن حملة على "العناصر الارهابية" و"التعبئة الكاملة للسلطة الفلسطينية ضد العناصر الارهابية". وأوضح ان عرفات رد بأنه أصدر أوامر "بهذا التوجه" الى رؤساء أجهزته الامنية. وكرر القول ان تنفيذ الاتفاق مرهون بتنفيذ الفلسطينيين "اجراء منهجيا" ضد "الارهابيين". البيت الابيض وفي واشنطن، دان البيت الابيض العملية واشاد بالتعاون الامني الفلسطيني - الاسرائيلي بعد الهجوم، مشيراً في تصريح ل"الحياة" الى ان هذا هو التعاون الامني الذي دعا اليه اتفاق واي بلانتيشن. كذلك قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان السلطة الفلسطينية تسعى الى السيطرة على العنف والارهاب "بطريقة جدية". واضاف ان الادارة لم تفاجأ بالعملية "فهناك اشخاص مصممون على بذل كل ما في وسعهم لوقف عملية السلام، والاطراف الاميركية والفلسطينية والاسرائيلية سبق ان اكدت في مناسبات عدة انها لن تسمح لاعداء السلام بتدميره". واعرب عن الارتياح للتعاون الفلسطيني - الاسرائيلي لمعرفة الفاعلين، في اشارة، على ما يبدو، الى الاجتماع الامني الذي عقد بين مسؤول امني فلسطيني رفيع المستوى ووزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي ورئيس الاركان في الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز بعد العملية الانتحارية. "حماس" واوضحت مصادر فلسطينية ان "القرار بوضع ياسين في الاقامة الجبرية والقيام بحملة اعتقالات في صفوف حماس اتخذ خلال الاجتماع الامني الخاص الذي عقده عرفات مع عدد من كبار المسؤولين الامنيين الفلسطينيين". ونفى الشيخ ياسين ان يكون تبلغ قرار فرض الاقامة الجبرية عليه، لكنه قال ان الشرطة الفلسطينية فرضت طوقاً امنياً حول منزله واقامت حواجز لمنع الوصول اليه. وكان ياسين نفى في وقت سابق، امس، وجود معلومات لدى الحركة عن العملية، لكنه اشار الى "ان تنفيذ العمليات العسكرية امر يخص العسكريين وحدهم وما دامت هناك مستوطنات ومستوطنون واحتلال فإن للفلسطينيين الحق في المقاومة التي يشاؤون". وكان مجهول اتصل صباح امس بالاذاعة الاسرائيلية واعلن مسؤولية الحركة عن العملية الانتحارية.