أنهى الاتحاد الدولي للفنادق والمطاعم والسياحة مؤتمره السادس والثلاثين المنعقد في العاصمة الفيليبينية بانتخاب الدكتور عثمان عائدي رئيساً له بالاجماع، ليصبح أول شخصية من دول العالم الثالث والدول النامية تحتل هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد في لندن العام 1946. وشهد المؤتمر الذي انعقد في الفترة من 21 إلى 25 الشهر الجاري في مانيلا معركة ديبلوماسية عندما حاولت أطراف أميركية شمالية وأوروبية عرقلة وصول رجل الأعمال السوري الدكتور عائدي الى منصب الرئاسة، وهو الذي كان انتخب العام الماضي الى منصب النائب الأول للرئيس. ويضم الاتحاد الدولي في عضويته الاتحادات الوطنية للفنادق والمطاعم والسياحة في 155 دولة اضافة الى 850 ألف منشأة فندقية وسياحية مستقلة، كما تنتسب إليه جميع السلاسل الفندقية والسياحية الوطنية والعالمية مثل "انتركونتيننتال" و"شيراتون" و"هيلتون" و"ماريوت" و"فورسيزنس" و"ميريديان" و"هوليداي إن" وغيرها، وكذلك جميع سلاسل المطاعم الوطنية والعالمية. وحسب العرف المعتمد في الاتحاد الدولي، يتبوأ النائب الأول للرئيس مركز الرئاسة، بينما تدور المعركة عادة على نيابة الرئاسة. وهذا ما حدث العام الماضي عندما انتخب عائدي نائباً أول للرئيس في مؤتمر الاتحاد الدولي الذي انعقد في امستردام - هولندا بعد معركة قاسية. وسعت الجهات المناهضة للعرب الى الغاء هذا العرف المعتمد عندما حاولت تعديل النظام الأساسي للاتحاد الدولي، وفتح باب الترشيح والانتخاب لمنصب الرئاسة أمام أي من أعضاء المؤتمر. ولكن الغالبية في المؤتمر رفضت تعديل النظام الأساسي، وانتخب عائدي بالاجماع رئيساً للاتحاد الدولي للفنادق والمطاعم والسياحة، كما انتخب رئيس الاتحاد الفرنسي الحالي نائباً أول للرئيس. وتجدر الاشارة الى أنه منذ تأسيس الاتحاد الدولي العام 1946، لم يفز أي عربي بمنصب في مجلس ادارة الاتحاد الدولي. لكن احياء الاتحاد العربي للفنادق والسياحة، بعد أن انتخب عائدي لرئاسته العام 1993 ومن ثم عقد مؤتمر دمشق "لفرص الاستثمار في قطاع السياحة والفنادق في العالم العربي" العام 1995 برعاية الرئيس حافظ الأسد وبحضور أكثر من 500 جهة فندقية ومهنية ومصرفية واستثمارية دولية، دفع الاتحاد الدولي الذي كان مشاركاً في المؤتمر الى الموافقة لكي يشارك الاتحاد العربي للفنادق والسياحة في الاتحاد الدولي، على استحداث منصب نائب للرئيس لمنطقة البلدان العربية والشرق أوسطية بما في ذلك ايران، الى جانب نائبيه لمنطقتي أوروبا والقارة الأميركية، وهذا ما تحقق في المؤتمر السنوي الرابع والثلاثين للاتحاد الدولي المنعقد في المكسيك العام 1996، حيث تم إحداث هذا المنصب بتعديل النظام الأساسي للاتحاد الدولي. وانتخب عائدي نائباً للرئيس لمنطقة البلاد العربية والشرق الأوسط التي تشمل منطقة الوطن العربي اعتباراً من الأطلسي ولغاية الخليج العربي اضافة الى إيران وتركيا. وقال عائدي في كلمته أمام المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي انه سيركز أثناء فترة رئاسته على زيادة اهتمام الاتحاد الدولي بكل من المنطقة العربية وأميركا اللاتينية وافريقيا وآسيا وبالجهود نفسها التي يقوم بها الاتحاد بالنسبة الى الولاياتالمتحدة وأوروبا، كما سيعمل على استحداث منصب نائب للرئيس مختص بافريقيا. وأكد انه سيركز كذلك على التدريب والتعليم المهني والوعي الصحي للعاملين في الفنادق والمطاعم والسياحة. وشدد على أهمية دور الاتحاد الدولي مع الحكومات والجهات الاقليمية لحل مشكلات شركات الفنادق والمطاعم والسياحة، ومنحها دوراً أكبر في التنمية الاقتصادية للدول التي تعمل فيها، مركزاً على أهمية دور التكنولوجيا العالمية الحديثة لاستخدامها في القطاع السياحي، خصوصاً وأن الأممالمتحدة ستضع السياحة في اطار أولويات برنامجها للتنمية المستمرة للعام 1999. وصرح ناصر مالوش، رئيس الاتحاد التونسي لمكاتب السفر والسياحة، بأن انتخاب عائدي رئيساً للاتحاد الدولي هو اعتراف دولي بالمستوى المهني العالي الذي وصله قادة السياحة العرب. وأضاف قوله ان عائدي يرأس في الوقت نفسه الاتحاد العربي للفنادق والسياحة، ومنظمة السياحة الأوروبية المتوسطية التي تضم ممثلي الادارات الوطنية للسياحة في 44 دولة من دول الجامعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر المتوسط، وكذلك الهيئات والمؤسسات الاقليمية والمحلية، اضافة الى الاخصائيين العاملين في قطاع السياحة في جميع هذه الدول. ومن جهته قال الرئيس الحالي للاتحاد الأميركي إريك بفيفر عند اجراء مراسم الاستلام والتسليم: "انا واثق من أن الدكتور عائدي سيقدم للسياحة الدولية وللاتحاد الدولي خبرته الطويلة في الصناعة الفندقية والسياحية والتي أظهرها وجسدها خصوصاً في السنوات الثلاث الأخيرة، في المناصب الرئيسية التي تبوأها بالمنظمات العربية والدولية وفي الاتحاد الدولي، اضافة الى ما قام به في مجال الفنادق والسياحة في كل من الشرق الأوسط وأوروبا والولاياتالمتحدة".