أكدت السعودية وباكستان "حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف"، ودعت اسرائيل الى الكف عن اتخاذ اي اجراءات احادية الجانب بغرض التأثير المسبق على نتائج مفاوضات الوضع النهائي. وعبرت الرياض وإسلام آباد في بيان مشترك صدر في ختام زيارة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس "عن ترحيبهما بالاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني الاخير"، وامتدحتا جهود الرئيس بيل كلينتون في هذا الشأن. وكان الأمير عبدالله عقد قبيل مغادرته باكستان أمس اجتماعين مع الرئيس الباكستاني محمد رفيق ترار، ورئيس الوزراء نواز شريف. وانتقل ولي العهد السعودي فور وصوله إلى الرياض من لاهور إلى قصر اليمامة حيث قابل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وقالت "وكالة الأنباء السعودية" أن الأمير عبدالله نقل إلى الملك فهد تحيات وتقدير زعماء الدول التي زارها. وحضر الاستقبال النائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز، الذي كان في مقدم مستقبلي الأمير عبدالله في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. بيان سعودي - باكستاني وفي ما يأتي نص البيان السعودي الباكستاني: "قام صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية بزيارة رسمية لباكستان ابتداء من 5 الى 7 رجب 1419ه الموافق 25 حتى 27 اكتوبر 1998بدعوة من أخيه السيد محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان الاسلامية0 وقد تم استقبال صاحب السمو الملكي والوفد المرافق لسموه من قبل حكومة وشعب باكستان في مدينة لاهور التاريخية بترحيب أخوي حار وعكس هذا التقدير والحب الذي تكنهما الحكومة والشعب لسموه باعتباره زعيماً بارزاً في عصرنا هذا، وصديقاً شهماً وشجاعاً قادماً من مهد الاسلام، كما يرمز الابتهاج الشعبي الى الرابطة الدائمة القائمة بين المملكة العربية السعودية وباكستان. شملت المحادثات بين صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز ودولة رئيس الوزراء السيد محمد نواز شريف على أمور لها صلة بالعلاقات الثنائية والأوضاع الاقليمية ومايتعلق بالعالم العربي والاسلامي بصفة خاصة والتطورات العالمية بصفة عامة. وتم تبادل وجهات النظر في جو من الاخوة والتفاهم تسوده الثقة المتبادلة وتطابق وجهات النظر التي تتميز بها العلاقات السعودية - الباكستانية. حضر المحادثات الى جانب صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الوفد الرسمي المرافق لسموه. كما حضرها الى جانب دولة رئيس الوزراء الباكستاني السيد محمد نواز شريف الوفد الرسمي المرافق لدولته. استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وباكستان وأعربا عن ارتياحهما للنمو المطرد لعلاقاتهما في المجالات المختلفة، كما أعربا عن تصميمهما تكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية والتقنية بما يتناسب مع العلاقات الثنائية المتميزة على المستوى السياسي واتفقا على اعادة عمل اللجنة الوزارية المشتركة لتوسيع علاقات التعاون التجارية والاستثمارية. واتفق الجانبان على تشجيع القطاع الخاص في البلدين لاستغلال الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة من خلال التعاون الاقتصادي بينهما، وفي هذا الصدد فقد قرر الجانبان اقامة مجلس أعمال سعودي - باكستاني مشترك. أعاد الجانبان الى الاذهان ان التعاون الاخوي بين المملكة العربية السعودية وباكستان يستند على أساس الدين الاسلامي الراسخ باعتباره رابطة دائمة وفي مصلحتهما المتبادلة في المنطقة وفي العالم بصورة عامة ان هذه العلاقات قد صمدت لتجارب الزمن بينما تقدم مصدراً للقوة من أجل الامة الاسلامية وعاملاً مساهماً تجاه السلام. وفي هذا السياق أعرب الجانبان عن أهتمامهما المستمر ازاء القضايا التي تهم سلامتهما. وافق الجانبان على ان التضامن الاسلامي المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة سوف يعود بالفائدة على الدول الاسلامية ويؤكد لها دوراً نشطاً في تعزيز السلام والتقدم الدولي، وأكدا على عزمهما للعمل سوياً لتوحيد الامة الاسلامية ولتعزيز مواقفها في المحافل الدولية بما في ذلك منظمة المؤتمر الاسلامي. وأكد الطرفان الحاجة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في منطقة الشرق الاوسط مبني على مبادئ مؤتمر مدريد، خصوصاً مبدأ الارض مقابل السلام وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. كما أكدا حق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعيا اسرائيل الى الكف عن اتخاذ أي اجراءات احادية الجانب بغرض التأثير المسبق على نتائج مفاوضات الوضع النهائي. وعبر الجانبان عن ترحيبهما بالاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني الاخير وامتدحا جهود فخامة الرئيس الاميركي كلينتون في هذا الشأن. وعبرا عن الأمل في ان يشكل هذا الاتفاق خطوة نحو اعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح. وأهاب الطرفان بالمجتمع الدولي ان يلعب دوراً فعالاً لحمل اسرائيل على الالتزام بتعهداتها المتضمنة في العديد من الاتفاقات، ودعيا الى استئناف المحادثات على المسار السوري - الاسرائيلي والتنفيذ الفوري لقرار مجلس الامن رقم 425 المتعلق بجنوبلبنان. وأبدى الجانبان تأييدهما لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الاسلحة النووية. ولدى استعراض الجانبين للوضع الراهن في منطقة الخليج أكدا على أهمية بذل جهود مستمرة من اجل تعزيز السلام والامن في المنطقة استنادا على ميثاق الاممالمتحدة واحترام السيادة والوحدة الاقليمية لكل الدول. ودعا الطرفان الى استئناف التعاون بين العراق واللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الامن رقم 1194. وأكدا ان الطريق لتخفيف المعاناة عن الشعب العراقي يكمن في التمسك الدقيق بقرارات مجلس الامن. وشددا على الالتزام بسيادة واستقلال العراق ووحدته الاقليمية . واتفق الطرفان على ان اقامة الامن والسلام في جنوب آسيا يتطلب عدم استخدام القوة في تسوية المنازعات، خصوصاً في ما يتعلق بنزاع جامو وكشمير، واعادا تأكيدهما لحق شعب كشمير غير القابل للنقض في تقرير المصير. وأكد الجانبان تأييدهما الكامل لإعادة السلام الدائم في افغانستان على أساس الحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدته الاقليمية. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية فقد عقدا العزم على تأييد كل الجهود خاصة تلك المبذولة من قبل الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي. كما ان الجانبين أعربا عن القلق ازاء التوتر القائم على الحدود الايرانية - الافغانية، وأعربا عن الأمل في قيام الدول الاسلامية الشقيقة باتخاذ اجراءات عاجلة لنزع فتيل هذا التوتر. وأدان الطرفان الارهاب بكل صوره وأشكاله بغض النظر عن الديانة والعرق والقومية. وأكدا ان الطريقة الفعالة لمكافحة الارهاب هي عن طريق عمل دولي متفق عليه ويتماشى مع ميثاق الاممالمتحدة. وقد عبر صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد عن شكره لدولة رئيس الوزراء السيد محمد نواز شريف على الاستقبال الودي والحار الذي قوبل به ووفده المرافق خلال الزيارة".