بلغ عدد ضحايا حادث قطار كفر الدوار، إلى الجنوب من الاسكندرية، أكثر من 45 قتيلاً ونحو مئة جريح، واستمرت أمس جهود الأجهزة المصرية لمعالجة آثار الحادث وعلاج المصابين. وأصدر الرئيس حسني مبارك تعليماته الى جميع الاجهزة والوزارات المعنية بتقديم كل التسهيلات الخاصة بعلاج المصابين في الحادث في المستشفيات. وأعلن وزير الصحة ان "الرئيس يتابع الحادث أولاً بأول وعلى اتصال مباشر للاطمئنان على حالة المصابين الذين نقلوا الى المستشفيات"، مشيراً إلى أنه سيتم رفع تقرير عاجل عن حجم الخسائر في الحادث. وأوضح بيان أصدرته وزارة الداخلية "ان قطار الركاب الرقم 894 المتجه من الاسكندرية إلى كفر الشيخ خرج مساء أول من أمس عن القضبان بسبب دخوله مسرعاً إلى أحد الطرق الفرعية داخل محطة مدينة كفر الدوار التابعة لمحافظة البحيرة في الدلتا". وأوضح البيان ان القاطرة والعربتين الاولى والثانية انقلبت على بعض المواطنين والمحلات الملاصقة لمحطة السكة الحديد، مشيراً الى ان الحادث لم يؤثر في حركة سير القطارات من القاهرة الى الاسكندرية وحركة السيارات في الطريق الزراعي. وتضاربت المعلومات في شأن أسباب الحادث، إذ استمع وزير النقل والمواصلات المهندس سليمان متولي اثناء تفقده المكان أمس إلى شرح تفصيلي من رئيس هيئة السكة الحديد المهندس محمود مرعي الذي ذكر ان سائق القطار لم يكن بوسعه ايقافه وان عامل التحويلة اعطى اشارة له بذلك، إلا أن حركة المكابح كانت ضعيفة. وتساءل الوزير عما إذا كانت سرعة القطار كبيرة عند دخوله المحطة، فأجاب رئيس الهيئة بأن التأخير أو الوصول قبل الموعد المحدد يعرض السائق للجزاء. وطالب الوزير الجهات الامنية بالتشديد على العابثين بحركة القطارات. وتفقد المسؤول موقع الحادث والمستشفى الأميري في كفر الدوار حيث زار المصابين واطمأن على صحتهم وقرر صرف اعانة عاجلة قدرها ألف جنيه لأهل المتوفي و200 جنيه للمصاب. وشرح مدير هيئة السكة الحديد عرفة محمد ظروف الحادث وأشار الى ان "بعض الافراد عبثوا بصمامات الهواء في العربة الاخيرة في القطار، ما أدى إلى توقفه في منطقة خورشيد. وبعد معالجة الخلل قام أفراد بالعبث في صمامات الهواء في العربة التي تلي القاطرة مباشرة، ما أدى الى تعطيل 12 صمام هواء تتحكم في حركة كوابح القطار، ما أدى إلى وقوع الحادث. وأضاف ان سائق القطار ومساعده رفضا القفز من القطار عند انقلابه وتشبثا بالقاطرة عند انقلابها مما ادى إلى وفاة السائق واصابة مساعده. لكن شهوداً وجدوا في موقع الحادث استبعدوا ذلك التفسير، وأشاروا الى ان ركوب بعض المواطنين على سطح القطار يتم عادة في فترة الذروة اثناء النهار. وذكر هؤلاء أنهم شاهدوا سائق القطار يشير الى المواطنين من داخل القاطرة ويطالبهم الابتعاد عن مسار القطار بعدما فقد السيطرة عليه. ونقلت "وكالة انباء الشرق الاوسط" عن مصدر قضائي في نيابة استئناف الاسكندرية أنه تبين بعد معاينة النيابة العامة للحادث أن حركة الكوابح في قطار كفر الدوار كانت سليمة، إذ انه توقف في قريتي ابيس والبيضا لمدة 8 دقائق قبل دخوله محطة كفر الدوار، ما أدى الى تأخره عن موعده. وأشار إلى أن القطار انطلق بسرعة 80 كيلومتراً بين قرية البيضا ومركز كفر الدوار على رغم ان هذه المسافة يتم قطعها خلال خمس دقائق وان سائق القطار، واسمه ميشيل فهمي ابراهيم توفي. وقال المصدر إن سائق القطار تأخر في الاستجابة للانذارات الموجهة اليه ليتم تخزين القطار في محطة كفر الدوار لافساح الطريق للقطارات الاخرى، وأن السرعة الكبيرة للقطار لدى دخوله المحطة تسببت في الحادث. وأشاد وزير الصحة بمواطني مدينة كفر الدوار "الذين ساهموا بشكل فعال في عمليات التبرع بالدم للمصابين حين زادت عن حاجة المستشفيات، وتبرع الأهالي بالملابس والأغطية والأدوية للمستشفيات". وشاركت في عمليات الاسعاف ونقل المصابين إلى المستشفيات نحو 60 سيارة اسعاف. وعاين النائب العام المستشار رجاء العربي مكان الحادث ظهر أمس وعرض سير التحقيقات المتعلقة في الحادث مع أعضاء النيابة. وقال العربي إنه طلب من أعضاء النيابة إنهاء التحقيقات بسرعة وعلى وجه سليم. وقرر تشكيل لجنة من اساتذة كلية الهندسة في جامعة الاسكندرية ومتخصصين من هيئة السكة الحديد وأعضاء النيابة لمعاينة القاطرة وعربات القطار للوقوف على تفاصيل الحادث. وأصدرت لجنة تابعة لوزارة النقل والمواصلات تقريراً عن الحادث أكد سلامة المكابح وجهاز التحكم الآلي وكل الأجهزة الفنية الأخرى الخاصة بالقطار قبل بدء رحلته من محطة الاسكندرية وحتى قبل وقوع الحادث بدقائق، والتزام السائق بتعليمات التشغيل والسير الخاصة بالهيئة. وأشار التقرير الى أن القطار تحرك في موعده من مدينة الاسكندرية في الرابعة والنصف بصورة طبيعية وتوقف في محطة سيدي جابر كالمعتاد ثم تحرك وهدأ من سرعته حتى ثمانية كيلو مترات في منطقة حجر النوايتة قبل 14 كيلومتراً من كفر الدوار ثم أكمل السير حتى توقف في منطقة سيما فورات خورشيد نتيجة العبث بأجهزة هواء المكابح في العربة الأخيرة للقطار. وأوضح ان العطب أصلح بعد تعطل استمر 13 دقيقة وأن القطار زاد سرعته بعد ذلك "وعند تهدئة السائق القطار قبل دخول المحطة فوجئ بأن مكابح العربات الملحقة بالجرار لا تعمل نتيجة العبث بمحبس توصيل هواء الفرامل بين الجرار وبقية العربات". وأوضح التقرير أن السائق "حاول أن يوقف القطار الذي كان يسير بسرعة 80 كيلومتراً في الساعة وكان يسير خلفه بثلاث دقائق أحد القطارات السريعة الآتية من الاسكندرية والتي لا تتوقف في المحطات، وذلك هو السبب الذي جعل القطار يدخل على الخط الفرعي للمحطة التي كان مقرراً أن يقف بها طبقاً لخطة التشغيل اليومية". وقرر وزير النقل وقف مدير هيئة السكك الحديد للتشغيل ومدير منطقة غرب الدلتا ورئيسي اقسام التشغيل وحركة القطارات عن العمل إلى حين انتهاء التحقيقات الجارية لتحديد المسؤولين عن الحادث.