بدأت بشائر التوجهات العربية لرئيس الحكومة الروسية يفغيني بريماكوف تظهر في القاهرة، التي أوفد إليها وفداً سياسياً يزورها حالياً وآخر أمنياً يبدأ زيارة رسمية للبحث في تفعيل التعاون الثنائي في المجالين، والتشاور والتنسيق حيال القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار التحضير لتنشيط "لجنة الحوار الاستراتيجي" التي كان بريماكوف دشنها خلال زيارته القاهرة في تشرين الأول اكتوبر العام الماضي عندما كان وزيراً للخارجية، مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى. ويضم الوفد الامني الروسي خمسة من القيادات الأمنية برئاسة نائب وزير الطوارئ فلاديمير كليمينكو الذي تتولى وزارته مسؤولية حماية المنشآت الحيوية والاستراتيجية في بلاده والأمن الوطني في حال الكوارث. وتستمر زيارة الوفد اياماً يستقبله خلالها وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي، وسيجري محادثات مع المسؤولين المصريين تتناول دعم التعاون الثنائي وتفعيله.وهذه الزيارة هي الأولى من نوعها على هذا المستوى بعد فترة شهدت تعاوناً أمنياً روسياً - إسرائيلياً واسعاً في عهد رئيس الحكومة السابق سيرغي كيريينكو، وأثار ذلك قلقاً عربياً خصوصاً بعدما كان الرئيس بوريس يلتسن أقال الجنرال نيكولاي كوفاليف رئيس جهاز الأمن الاتحادي في تموز يوليو الماضي في أعقاب زيارته لإسرائيل، التي رفض خلالها طلب تل أبيب تزويدها معلومات عن العلاقات الروسية مع بعض الدول العربية بزعم التعاون لمكافحة الإرهاب. على الصعيد السياسي يزور القاهرة حالياً فيكتور كاريبنكو نائب رئيس معهد الدولة للعلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الروسية، وعقد محادثات مع قيادات وزارة الخارجية المصرية في إطار التشاور في التطورات الاقليمية والدولية في مقدمها عملية السلام في الشرق الأوسط، وتفعيل الدور الروسي في العملية وقضايا الأمن والاستقرار ومبادرة الرئيس حسني مبارك لإزالة أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط، واقتراحه العمل على الوصول الى معاهدة عالمية في الاتجاه نفسه خلال مدى زمني محدد. كما تناولت المناقشات قضايا القارة الافريقية والتعاون لحل النزاعات بالوسائل السلمية. ومعروف أن اجتماعاً على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية بحث في الاوضاع في القارة كان عقد في موسكو في نيسان ابريل الماضي في اعقاب جولة الرئيس بيل كلينتون الافريقية. وتجرى مشاورات بين الوزارتين لتحديد موعد زيارة وزير الخارجية الروسي إيغور ايفانوف لمصر قريباً، تلك الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها بريماكوف خلال الشهر الجاري قبل تعيينه رئيساً لحكومة بلاده.