لو طلب من عامة الناس ان يمتنعوا تماماً عن القهوة والشاي والتدخين، لما لقي هذا الطلب نوعاً من التجاوب. لذا فلنكن واقعيين، ومعنى ذلك ان يكون طلبنا هذا في حدود المعقول بأن نحث الناس على تجنب - قدر الإمكان - أو التقليل من تناول ما جاء أعلاه... تمشياً مع المقولة "إن أردت ان تطاع فاطلب المستطاع". القهوة، بالإضافة الى أنها لا تملك أية عناصر غذائية، هي من المنبهات الشديدة الضرر للجسم والشائعة في الوقت نفسه. والعنصر المهم فيها الكافيين وهو منبه قوي يحث الكبد على القيام بتحليل السكر المخزون في الجسم - أو الكلايكوجين - الى الغلوكوز، والذي بدوره يدخل مجرى الدم. لذلك فإن الانسان يشعر بشيء من النشوة الاصطناعية الموقتة بسبب تنبه الجهاز العصبي لديه ومن ثم يشعر بالإرهاق من جراء تناول فنجان بعد آخر من القهوة. ويقوم البنكرياس بدوره بالعمل على اعادة سكر الدم الى وضعه الطبيعي. وفي نهاية المطاف تكون غدد الجسم وخلاياه العصبية أرهقت بسبب تأرجح مستوى السكر في الدم صعوداً ونزولاً. وسبب آخر يجعل البعض يكثر من شرب القهوة هو ظنه الخاطئ بأن ذلك يضعف نوبات الجوع وبذلك يساعد في فقدان الوزن الزائد. بالإضافة الى ذلك، فإن شرب القهوة يعمل على: - زيادة ضربات القلب، وكذلك زيادة إفرازات غدد الأمعاء والعصارات المعوية التي بدورها تسبب حموضة في المعدة فوراً بعد تناول القهوة. - ازدياد عصبية الاشخاص ذوي الاحساس المرهف. - الإصابة بالصداع والقلق ومشاكل الهضم. - إعاقة النوم الطبيعي العميق التي ينتج عنها الشعور بالإرهاق عند الصحو. - إعاقة الاستفادة من فيتامين "C" وهو العنصر المهم لزيادة مناعة الانسان ضد الأمراض المعدية. - التأثير في الكلى وحرمان الجسم من معادنه بسبب زيادة فقدان السوائل من الجسم. والشاي كذلك يحتوي على الكافيين. وعلى نقيض اعتقاد البعض بأن شرب الشاي أقل ضرراً من القهوة، فإن الكوب الواحد منه يحتوي على كمية الكافيين نفسها الموجودة في القهوة إلا ان هذه الكمية لا تنبه كثيراً ذلك لأن الكافيين، لكي يكون فعالاً، يجب ان يتحد مع عناصر أخرى موجودة في القهوة وليس في الشاي. لذلك فمن المستحسن - ان كان ولا بد من شرب الشاي - ان لا يفرط الانسان في ذلك وان يكون بشكل مخفف. وبالإضافة الى القهوة والشاي، توجد مشروبات اخرى ومآكل شائعة تحتوي على قلوية الكافيين المضرة، ومنها على سبيل المثال المشروبات الغازية والكاكاو والشوكولا. أما التدخين فمضاره متعددة على صحة الانسان، وأصبح من المعروف ان هناك علاقة وثيقة بين التدخين وأمراض القلب وتصلب الشرايين وكذلك ارتفاع ضغط الدم. ويعمل النيكوتين الموجود في التبغ على تحريض الغدد الجسمية لإفراز هورمونات معينة تسبب ضيق الأوعية الدموية وزيادة نبض القلب، الذي بدوره يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم، كما وان زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الدم تؤدي الى تكوين الهيموغلوبين الكربوني، وهي مادة تسبب ترسب صفيحات الدم على جدران الأوعية الدموية مكونة بذلك ما يسمى بالجلطة الدموية. والجلطة هذه تسبب مضاعفات خطيرة على القلب والمخ والرئة.