أظهرت دراسة جرت على مدى ثماني سنوات أهمية الأطعمة الحاوية على البوتاسيوم في انقاص خطر الاصابة بالسكتة الدماغية، خصوصاً عند الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، وذلك بعد تقييم شامل للنظام الغذائي لأربعة وأربعين ألف إنسان يعملون في مجال الرعاية الطبية. وبناء على هذا التقييم، صنفوا تبعاً لكمية البوتاسيوم التي يستهلكونها من خلال الأطعمة الحاوية عليه أو من خلال الحبوب والاضافات، إلى خمس درجات. ولوحظ ان رجال الفئة الأولى كان لديهم انخفاض نسبته 38 في المئة في حدوث السكتة الدماغية عن الذين صنفوا في المرتبة الخامسة. وعلى رغم ان جميع المعلومات التي توافرت في هذه الدراسة لم تثبت لأية علاقة سببية بين زيادة البوتاسيوم وانخفاض معدل حدوث الجلطة STROKE، إلا أنها دعمت وأعطت أهمية جديرة بالاهتمام، لتناول الأطعمة الحاوية على البوتاسيوم مثل اللوز والبندورة والسبانخ. وسبب التفاوت في نسبة البوتاسيوم بين الفئات يعود إلى كمية الفاكهة والخضروات المتناولة يومياً، إذ تبين أن المجموعة الأولى كان أفرادها يتناولون حوالى 9 قطع منها يومياً. واشترك، وبشكل مثير للاستغراب، أشخاص المجموعة الأولى بمجموعة صفات مثل عدم التدخين والنشاط والحيوية وبنظام غذائي فقير بالدسم وغني بالبروتين والفيتامينات والمعادن. وأعطت هذه الدراسة أهمية عديدة للبوتاسيوم، إلا أنه يجب عدم فهمها بشكل منعزل ومنفرد. فالبوتاسيوم مادة مهمة لحدوث التقلص العضلي بالتبادل مع الصوديوم، وهي موجودة بشكل كبير داخل الخلايا. وتقدر نسبته في الدم بحوالي 35-55 ملم في الليتر. ويؤدي التغير الطفيف في معدله فوق أو تحت المجال الطبيعي إلى آثار ضارة وخطيرة في بعض الأحيان ولا سيما القلبية منها. لذلك يجب عدم تناول حبوب البوتاسيوم من دون استشارة طبيب متخصص، خصوصاً عند الذين يعانون من مشاكل كلوية. خلل مناعي وراء الاجهاضات المتكررة! اكتشف فريق طبي من جامعة فلورنسا الايطالية أن النساء اللواتي تتكرر عندهن حوادث الاجهاض، من الممكن أن يكون السبب في ذلك خلل في آلية المناعة. فقد لوحظ ان هناك تغيراً واضحاً في الپCytokine المفرز في النساء اللواتي عندهن اجهاضات من دون أي سبب واضح، وبين الحمل الطبيعي عند النساء الاخريات. ومن المعروف أن الپCytokine هو عبارة عن وسيط يمكّن الجهاز المناعي في الجسم من الاتصال والتعاون بين مختلف آلياته. وهو يفرز من أية خلية وليس على التعيين. وقد تم عزل العديد من هذه العوامل بطرق مناعية خاصة من أجل أغراض علاجية. وبشكل عام، عند دخول جسم غريب أو حدوث انثان في الجسم، فإن هذا يحرض الجهاز المناعي، في محاولة للسيطرة على هذا العامل والقضاء عليه، لإفراز الخلايا اللمفاوية من نوع T المساعدة Th1. وكما هو شائع ومعروف، فإن أولى التجارب والفرضيات تظهر وتكتشف عند حيوانات المخابر، وقد وجد هؤلاء البحاثة ان الاستجابة المناعية السابقة خلال الحمل تصبح أقل حدة عن طريق افراز نوع آخر من الخلايا اللمفاوية T المساعدة ويدعى Th2. وبسبب هذه الاستجابة المناعية الملطفة، منع الجهاز المناعي من رفض الجنين الغريب عن الجسم. إلا أنه لسوء الحظ يؤدي إلى زيادة قابلية الجسم لاكتساب الانثانات. وهذا ما تبين من خلال الدراسات على حيوانات المخابر، وحاول البحاثة الايطاليون إثباتها عند الإنسان عندما تم أخذ عينات من الخلايا T من الأغشية الحملية عند امرأة تعرضت لاجهاضات متكررة ومقارنتها مع نظيراتها عند نساء طبيعيات اخترن اجراء الاجهاض لإنهاء حملهن. والنتيجة كانت ان هذه الخلايا المنسوخة في المخابر أظهرت اختلافاً كبيراً في كمية بعض الپCytokines، مثل العامل المثبط للوكيميا الدموية LIF، والانترلوكين 4 IL4 والانترلوكين 10 IL10. هذه الاكتشافات أظهرت بشكل واضح ان حدوث الاجهاضات قد يكون مرده، عند بعض النساء ولأسباب شتى، حدوث خلل في التحول المناعي لپTh2 خلال الحمل. وعلى ما يبدو، فإن التفاعل بين هرمون البروجسترون الضروري للمحافظة على الحمل، وTh2 على مستوى المشيمة، هو المسؤول عن نجاح عملية التغشيش لخلايا الجنين الأولية في الرحم وذلك في بداية الحمل. وعلى رغم ان هذه الملاحظات المهمة اكتشفت في المخابر فقط، وعند عينة صغيرة من النساء اربع في مجموعة الاجهاضات المتكررة وست في المجموعة الطبيعية، إلا أنها جعلت اكتشاف النساء ذوات الخطورة العالية لحدوث الاجهاضات المتكررة ممكناً، وبالتالي امكان علاجهن عن طريق اعطاء الأدوية المحرضة لأنواع الپCytokines الناقصة خصوصاً L1F.