الإجهاض هو أمر شائع لدى الكثير من النساء اللواتي مررن بتجربة حمل، وفي معظم الحالات هو رحمة من الله سبحانه وتعالى بأن يتوقف نمو الأجنة غير السليمة مبكراً، علماً أنه لا يوجد أسباب عضوية تؤدي إلى تكرار الإجهاض. الإجهاض المتكرر هو الذي يحدث مرتين إلى ثلاث مرات تلقائياً قبل الأسبوع ال 20 من الحمل، ويحدث بنسبة 3% للأسر الراغبة والقادرة على الحمل، له أسباب عديدة وفي بعض الحالات قد لا يتم التعرف إلى سبب واضح، ولكن من أهم أسبابه: أسباب وراثية، أسباب هرمونية، التشوهات الخلقية وتليّفات الرحم، أسباب مناعية، أمراض تخثر الدم، وأسباب بيئية وغذائية. أما الأسباب الوراثية، فتظهر عادة بشكل مبكر خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحمل وفي بعض الأحوال يظهر الإجهاض خلال الأيام الأولى بعد انقطاع الدورة، ويكون الوالدان طبيعيين وسليمين في المظهر الخارجي، لكن لديهما القابلية على تكوين أجنّة ذات خلل في التركيبة الوراثية للكروموسومات سواء بالعدد أو بالتركيب، ويحدث ذلك في 3 – 9% من حالات الإجهاض، ويلزم الطبيب إجراء فحص للكروموسومات لدى الأب والأم لمعرفة مدى إمكانية نقلهما لصبغة وراثية معيبة وفحص نتائج الإجهاض، ويمكن إجراء عملية تلقيح مجهري باستخدام البويضات والحيوانات المنوية الخاصة بالأب والأم، وبعد التلقيح خارج الجسم يتم أخذ عينة من كل بويضة ملقّحة وفحصها فإذا كانت سليمة يتم إعادتها مرة أخرى للجسم وإذا كانت غير سليمة يتم استبعادها وبهذا قد تزيد فرص الحمل بإذن الله. وهناك الأسباب الهرمونية، فإنه من الأسباب الهرمونية الشائعة نسبياً متلازمة تكيس المبايض والتي قد يصاحبها خلل في إفراز هرمونات المبيضين، خلل الغدة الدرقية، ارتفاع نسبة هرمون الحليب، مرض السكري وخاصة إذا صعبت السيطره عليه، ويعتمد علاج هذه الحالات أولاً على التشخيص السليم وذلك بعمل تحاليل دم لمعرفة نسبة الهرمونات ومن ثم على علاج السبب المباشر. وأيضاً من أسباب الاجهاض التشوهات الخلقية وتليّفات الرحم، وتشمل وجود عيوب خلقيّة بالرحم مثل وجود حاجز يقسم التجويف الرحمي أو الرحم ذو القرنين أو ورم ليفي داخل تجويف الرحم، وهناك حالات يكون فيها التصاقات داخل تجويف الرحم، ويتم التشخيص عن طريق عمل الأشعة بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو أشعة الرنين المغناطيسي أو المنظار الرحمي، كما تتم معالجة هذه الحالات جراحياً بواسطة إزالة الحاجز أو تحرير الالتصاقات إذا لزم الأمر، أما بالنسبة لضعف عنق الرحم فيتم علاجه بوضع ربط لعنق الرحم خلال فترة الحمل. أما الأسباب المناعية من أسباب الاجهاض، فقد يكون الجهاز المناعي هو سبب حدوث الإجهاض ويكون سبباً في عدم استمرار الحمل، ويتم علاج بعض الحالات باستخدام حقن الهيبارين وأدوية تساعد على استقرار الجهاز المناعي. أما أمراض تخثر الدم كأحد مسبباب الاجهاض، فقد تكون هذه الأمراض وراثية أو مكتسبة مثل متلازمة الذئبة الحمراء، ويعد الحمل في هذه الحالة من الحالات الحرجة التي تستلزم متابعة دقيقة في مراكز صحية متخصصة، ويتم العلاج بإعطاء المريضة العقاقير المسيلة للدم ومن ضمنها الأسبيرين والهيبارين طوال فترة الحمل وفي بعض الحالات خلال فترة النفاس. أما عن الأسباب البيئية والغذائية المسببة للاجهاض، فهي مثل: التدخين والكحول ونقص بعض الفيتامينات وزيادة الوزن كل تلك قد تؤدي إلى حدوث الإجهاضات المتكررة. قسم طب الإنجاب