السيد جهاد الخازن انتهيت لتوي من قراءة مقالك في "الحياة" عدد 7 الجاري، وهو مقال مهم يعطي القارئ فكرة طيبة عما يجرى في الجلسات غير الرسمية التي عادة ما تكون اكثر اهمية من المواقف المعلنة رسمياً. وعندي تعلقيات على النقاط التي أثرتها: - السيدة اولبرايت تقول انها ستكون سعيدة برؤية الفلسطينيين يسيطرون على 40 في المئة من ارضهم قبل دخول مفاوضات المرحلة الاخيرة. انها تحاول خداع مستمعيها بالكلام عن مثل هذه النسب. - ان مساحة فلسطين كلها هي 26233 كيلومتراً مربعاً ومساحة الضفة الغربية منها 5800 كليومتر مربع ومساحة قطاع غزة 365 كليومتراً مربعاً. ان 40 في المئة من الضفة الغربية تساوي 8.8 في المئة من ارض فلسطين. والمنطقة ألف، بعد تحويل 14.2 في المئة من المنطقة باء وواحد في المئة مباشرة من المنطقة جيم اذا حُوِّلت تمثل 3.5 في المئة من ارض فلسطين. وما هو الثمن؟ - انسَ يافا واللد ورملة وعكا وكل مدينة وقرية في فلسطين الى الابد. اسرائيل ستكون سخية جداً بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية لإسكان اللاجئين الفلسطينيين الفقراء خارج فلسطين. وقد تتنازل بادخال بضعة الوف بموجب برنامج جديد "للم شمل العائلات". - ان طلب اعلان السلطة الوطنية حرباً مستمرة على "الارهاب الاسلامي" يعني بالمفهوم الاميركي - الاسرائيلي اي مقاومة للاحتلال الاسرائيلي واضطهاد الفلسطينيين. ومهما فعل الفلسطينيون فستظل اسرائيل تطالب بأكثر، وتدفع الفلسطينيين نحو حرب اهلية. - لن تزيد الارض الفلسطينية حيث السلطة كاملة للفلسطينيين على 3 الى 4 في المئة محاطة بمستعمرات اسرائيلية وجنود، ما يجعلها مثل بانتوستان في جنوب افريقيا، او مخيمات الهنود الحمر في اميركا. - لا شك ان التعاون بين سورية والسلطة الوطنية مهم، ولكن اهم مادة في الجدول الفلسطيني يجب ان تكون الوحدة الوطنية. - ان الخطأ الاساسي في اتفاقات اوسلو هو انها تتحدث عن الضفة الغربية وقطاع غزة، فالنزاع حصر ضمن هذا الحجم. ومع ان الاتفاقات تتحدث عن القدس واللاجئين والحدود ضمن مفاوضات المرحلة الاخيرة، فان الحدود داخل الضفة الغربية واللاجئين من منطلق انساني لا حقهم الثابت بالعودة. اما القدس… فهم يتكلمون عن هدم الحرم الشريف وبناء المعبد في مكانه… اننا نخدع أنفسنا فيما الاسرائيليون يعملون لتحقيق "حل نهائي" معنا على طريقة النازيين.