تتجه شركة "أرامكو السعودية" أكبر شركة في العالم لإنتاج النفط الخام الى تعزيز استراتيجيتها الرامية الى التوسع في أعمالها الدولية القائمة بالبحث عن فرص إستثمارية إقتصادية تحقق للشركة على المدى البعيد مزيداً من المنافذ الدولية لتصريف إنتاجها الضخم من النفط الخام. وضمن هذا السياق تتجه "أرامكو" الى أسواق الصين بوصفها مجالاً حيوياً واستراتيجياً لإستثمارات الشركة المستقبلية في الخارج، خصوصاً أن التقديرات المستقبلية التي تحدد الطلب العالمي على النفط تشير الى أن الزيادة في الطلب على النفط ستكون حادة في دول شرق آسيا وبصورة خاصة في الصين والهند وكوريا الجنوبية. وتعتبر زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى الصين التي بدأت أمس فرصة مؤاتية لدفع العلاقات الإقتصادية والتقنية بين الصين والسعودية الى مستويات أكثر رسوخاً من التعاون والشراكة الحقيقية، خصوصاً ان المفاوضات جارية بين "أرامكو السعودية" و"أكسون" الأميركية و"فوجان" الصينية للبتروكيماويات لدخول الأطراف الثلاثة في مشروع مشترك يضم مجمعاً للبتروكيماويات ومصفاة لتكرير النفط في اقليم فوجان في الصين. والمشروع في الأساس هو مشروع مشترك مناصفة بين "أكسون" "وفوجان"، ويشترك في ملكية الأخيرة كل من شركة الصين للبتروكيماويات ساينوبك كوربوريشن وسلطات اقليم فوجان. وبناء على اتفاق الشراكة ستحتفظ "فوجان" للبتروكيماويات بحصتها البالغة 50 في المئة من المشروع، في حين أن "أرامكو" و"أكسون" ستمتلكان نسبة 25 في المئة من الحصة المتبقية لكل منهما. وتتمتع الصين حالياً بنمو إقتصادي قوي وعدد هائل من السكان يزيد على 1.2 بليون نسمة. وأدى التوسع في الصناعات التي تعتمد على مشتقات النفط الى زيادة إستهلاك هذا البلد من الطاقة بنسبة 33 في المئة عما كان عليه في عام 1985. وبناء على تلك المؤشرات فإنه من المتوقع أن تصبح الصين مستورداً رئيسياً لنفط الخليج في مطلع القرن المقبل كما تشير بعض المصادر الإقتصادية. وليس من قبيل الصدفة أو التغيير أن ترسل "أرامكو" أولى بعثاتها من طلاب المرحلة الثانوية ضمن برنامجها للتطوير الجامعي الى الصين، اذ إبتعثت الشركة أخيراً عشرة من خريجي المرحلة الثانوية الى الصين للإلتحاق بجامعة زيامين في مدينة زيامين في الصين. والتحق الخريجون ببرنامج تعلم اللغة الصينية لمدة ثمانية عشر شهراً في الجامعة نفسها ليبدأوا الدراسة الجامعية بعد ذلك لنيل درجة البكالوريوس في تخصصات الهندسة والعلوم الإدارية. وقالت الشركة أنها تخطط لإرسال المزيد من الطلاب الى الشرق الأقصى الصين واليابان وكوريا الجنوبية في المستقبل، وذلك لمقابلة الطلب المتزايد على مشاركة الموظفين السعوديين في المشاريع المشتركة ل "أرامكو" مع الشركات العالمية الأخرى، والمشاركة في أنشطة المبيعات والتسويق من أجل الوصول الى أهداف الشركة في مجال العولمة